ليست دعوة للتمرد ولا ثَرثَرة هوجاء للمطالبة بالمساواة، لكن دعوة لإستحضار العقل!
لا يعنينى كثيراً متى جئت لهذه الدنيا ، بل يعنينى متى أدركت الحياة. أتذكر أول مرة أبصرت فيها السماء مُرصعة بالآلىء .. أخبرونى فيما بعد أنها النجوم! أتذكر أيضاً قول أمى "كلُّ ذى حظٍ من اسمه" .. أظن لهذا سُميت بالسماء. آه لو علموا أن جسدى فى الأرض، ولكن روحى تعانق النجوم. آه لو علموا أن فى الكون كثيراً من السماوات .. كثيراً من الأرواح المعلقة بكل ماهو عالٍ وجميل، بالشِعر والكتابة، بالفن والألوان، بتحقيق الأحلام، بالحياة.
لكن كَبِرنا وأدركنا بأن هناك مُجتمع يترصد، عادات وتقاليد تحكم، أُناس تتكلم! وبالتوازى تدور برأسى أسئلة .. ما تعريف المجتمع؟ من فرض التقاليد؟ ما شأنى أنا بمن يتكلم؟ لماذا أُصف بالمتمردة لأنى أريد السفر والتعلم وخوض تجربتى؟ هل هذا لأنى أخشى الحياة الميتة ، ولا أريد أن أموت فأتعفن تحت الثَّرَى لا آثر لى كأنى لم أكن؟ هل حق الحياة جُرم لا يُغتَفر؟
تحقق الفتاة خطوة جيدة فى حياتها الدراسية .. فيتمنوا لها الزواج وتنهال عليها عبارات على شاكلة " مش هنفرح بيكى وتستقرى؟ " حسناً حسناً سأدور حول نفسى لأفقد إلكتروناً واستقر لتفرح يا عزيزى! لست أدرى هل هذه العبارات مُدعاة للسخرية أم القىء؟! الأمر بات سخيفاً لتكراره حتى أصبح جزء لا يتجزأ من تفكير بعضهن .. سباق والكل يريد الفوز !
فرسالة للآباء أولاً .. توقفوا عن غرس بذور الجهل فى أطفالكم. علموا أولادكم أن الرجولة فى الأفعال وليس فى طبقة الصوت، أن بناتكم ليسوا ناقصات عقل، اتركوا لهم حرية الإختيار، حق إبداء الرأى، حق الإختلاف معكم ، قَوّموهم وليس قيدوهم، علموهم وليس ارهبوهم.
أما رسالتى لمعشر النساء .. الجمال يَكْمن فى الجوهر قبل المظهر. المبالغة فى إظهار الجمال قبح. أنتِ حرة ما لم تُعارض حريتك دينك وحرية الآخرين. لا تقبلى بأن تكونى سلعة. إياكِ والجهل فإنه مرض. لا سبيل لإرضاء الناس .. فقط أرضى رب الناس. ستنكسرى أحياناً، وتتعثرى كثيراً .. افعلى أى شىء إلا اليأس. هل يعوقك المجتمع والناس؟ حسناً فليذهب المجتمع والناس إلى الجحيم. هل تُقيدك التقاليد؟ اكسريها. ستموتين وحدك وتحاسبين وحدك ، فلما الخوف إذاً؟ أنتِ حرة.