اسمع صوت دقات الساعة تعلنها واضحة انها بداية ليلة جديدة انها الساعة 12 بالثانية ....لم تتاخر تلك الساعة من الليل عن القدوم يوما ... لم يتاخرذلك منتصف الليل عن العبث بافكاري اللعينة التي لا تزل تغنص علي افكاري في كل ليلة.

اتذكر على ما اعتقد انها كانت ليلة غير مقمرة شديدة الظلمة لم يدخل شعاع الضوء الى غرفتي .... شعرت بضيق ... ما الجديد هذا ما اشعر به يوميا .... ما اشبه صدري بغرفتي فهو ايضا لم يدخله الضوء ولم يمر به شعاع النور يوما ما .

ظلت افكاري معلقة بين اضلعي لم اجد ما ابوح به لعجز تلك ال28 حرفا عن وصف ما بداخلي وما يدور بعقلي ...

كم امضيت من الوقت للترنح بين عقلي المرهق وبين قلبي المصمت لا اعلم لا اعلم حقا ... مر بي هاجس وقتها اني لو كنت اعملت ذلك العقل والفؤاد بدلا من ذلك الاختلال الحركي الذي اقوم به لكنت وفرت ما يقرب من نصف حياتي وكنت سخرت وظيفتهما لان اكون اعظم رجل في التاريخ .

سقطت الستارة السوداء لتعلن انتهاء تلك المسرحية السخيفة التي اقوم بها يوميا بين تلك الجدران وانا عاجز بين احضان ذلك الفراش اعلنت الستارة عن استراحة محارب لذلك العقل كي يرتاح ليكمل مهمته العسكرية في تنغيص حياتي واثقال همومي .

مر صباحي كاي يوم من قبله فقد مر كما مر رفقائه خلال ذلك الممر الشرفي الذي ادعي انها حياتي . لا اتذكر في ذلك اليوم اي تفاصيل من تفاصيله فقد فعلت كما افعل في كل يوم ان انزل للعمل في السادسة صباحا امر على ذلك التقويم المعلق كما هو موجود في جميع البيوت المصرية الاصيلة اودع اليوم الماضي واقطع ورقته واحيي يومه الجديد ..... لمحت عيني تلك الكلمة التي تنصحني بها هذه الورقة "ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك ما كان ليخطئك".

لما تلك الكلمات همس جعلها علقت بخاطري طوال اليوم... شعرت حينها بصوتها ولكني اكذبت نفسي واوهمت ذاتي انه ارهاق وقلة نوم حتى اني لم اعيي لذلك التاريخ اهتمام فجميع الايام هي ذاتها ...اكملت يومي الوظيفي كالمعتاد عدت الى بيتي ....بيتي اين بيتي ...فهو لم يعد لي وطنا لم اجد فيه ذاتي ما هو الا لوكاندا اكل واستحمى وانام بس .

....

....

....

فاتح فيس وقاعد بالفانلة عادي بعد الدش الساقع وقاعد باسكرول وكوباية الشاي المظبوط جنبي لقيت التليفون بيتهز في ايدي مع انه مش فايبريشن ولا انا مفعل الاهتزاز ....جالي نوتيفيجيشن ....ببص لاقيتك عملتي ريأكت على بوست من اكتر من اسبوع ......اده انتي دخلتي تقلبي في صفحتب بقا وسيبتي كل البوستات اللي فوق وجاية على بوست قديم تهتمي بيه ...ده ايه الحكاية ....

وبعدين انتي مين دانا استغربت اصلا لما لاقيتك قبلتي الاد اشمعنا انتي من وسط ال100 بنت اللي عملت ليهم اادد عشوائي انتي وافقتي وساعتها قلت يالا خير حتى مدخلتش على صفحتك اصلا ....

....

....

....

-الو

ازيك

ليه عملتي ريأكت angry على البوست

=angry وبوست

مين وفين وامتى ؟

.....

.....

....

لم اوقن الا حينها ان قدرك ياتيك ولو انت في رحم امك ...ايقنت ان جميل القدر لا ياتيك الا فجاة حتى تعلم قدره ....

حروف لا تسطر على ذلك البرنامج المحادثي ولكن سطرت قبل ذلك في اللوح المحفوظ ...كتب لنا ان نعثر على بعضنا ....اكذبكي قولا لو لم اقل اني قد سقط في غرامك فجاة ..... لم احتاج الى ما يقولوه شوقي

خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ

                                                                      وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ

أَتُراها تَناسَت اسمِيَ لَمّا

                                                                    كَثُرَت في غَرامِها الأَسماءُ

إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم

                                                                    تَكُ بَيني وَبَينَها أَشياءُ

نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ

                                                                    فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ

فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ

                                                                   أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ

لم احتاج اطلاقا الى تلك النظرة او تلك الابتسامة ......فقط تلك الحروف التي لم يسبقها سلام منك على ذلك القلب الذي اقتلعتي ابواب حصونه واقتحمتي قلاعه بدون اي اذن او رحمة.

حينها تردد في خاطري "ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك ما كان ليخطئك" .....هرولت الى تلك الورقة لارى التاريخ نعم انه 23-8-2020 كما هو مكتوب في شاشة الهاتف .... هل تلك الورقة جائت من المستقبل لتخبرني بان الخير قادم وانك على وجه الارض يا من ستكونين لي خير العوض .....

لم اكن سعيدا بانهيار ذلك الجبل المصمت وحسب بل فقدت جميع حواسي ....حقا لا ابالغ .....هول الموقف كان عظيم ....انها ثورة ...انها اعادة احياء لتلك الروح المدفونة داخل ذلك الجست المتهشم ....

ان كان موضع كلامي موضع قسم لاقسمت ان سعادة الدنيا احلت عليا في تلك الساعة من الليل ...نعم الليوم لم اشعر بكم مضى من الوقةت كما لم اشعر به سالفا الا ان تلك الليلة كنت اتمنى ان الوقت لا ينتهي واما الليالي الماضيات كنت اقسم على الله ان يمضي ذلك الوقت .

لن تصدقيني اني لم اسمع صوت اعلان سقوطي القادم من تلك الدقات لتلك الساعة الحائطية الغليظة لتعلن عن بدء يوم ....لا انه لم يكن يوم بل انه عمر انه حياه الى ان نلقى الله .

هل شعرتي بشعور ورقة الشجر الجاف الذي يرجو ان تصله ذرة ماء حتى يرتوي قبل ان يقضى عليه ففجائة يحل الليل وتسقط على جذوره وعلى جسمه نقطات الندى الطيبة فيرتوي ويحمد الله كثيرا..هكذا انتي كنتي لي يا ندى ...ندى ...ندى قلبي .

حقيقة علمت يومها ان الليلة لم يطل علينا قمر منتصف الشهر لان البدر احل محله الطبيعي ....فهانحن لا نرى الا انعكاسا لوجهك في السماء .... واسقطت الستائر لتعلن عن ايام سوية ايام لا ارى فيها الا نقاء وصفاء في بستان قلبك...

وللحديث بقية. .