السفينة.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

السفينة..

كورونا وممارساتنا.. بقاء أو رحيل

  نشر في 29 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


تتباين سلوكيات البشر تجاه أي قضية من القضايا كما تتباين ألوانهم وألسنتهم وهذا أمر طبيعي لكن غير الطبيعي وما يوصف بالجنون أن نزهق أنفسنا ونهلك الحرث والنسل عامدين مُرْتَدِينَ لباس الاستهتار ومتوشحين  الرعونة..

لقد وضعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كل مقدراتها وميزانياتها في سبيل حماية أبناء هذا الوطن بكافة مكوناته مواطنين ومقيمين ولم تألو جهدا في رعايتهم والمحافظة عليهم أصحاء آمنين في رغد من العيش والحياة الكريمة ..

ولقد قدمت القيادة درساً عظيماً في حبها لشعبها حتى لكأني أبصر من كان بالأمس مغتراً بما لدى الغرب والشرق من حريات وحقوق إنسان واحترامٍ لآدمية الفرد أضحى اليوم يقلب كفيه على تلك الشعارات التي كانت ترفعها تلك الحكومات حين تخلت عن رعاياها في الداخل والخارج، بعكس ما قدمته المملكة من رعاية لأبنائنا المبتعثين والموفدين أومن كانوا مسافرين للعلاج أو السياحة أو أي  مقصد آخر وفي أي دولة كانوا ناهيك عما نلمسه نحن في الداخل.

إن المتأمل في مشهد الأحداث يبصر حرصاً حكومياً منقط النظير وعلى الضفة الأخرى يُلحظ من البعض إهمالاً وتساهلاً قد يكلف الإنسان نفسه وأهله ومن حوله ممن يخالطونه ويكلف الحكومة  مادياً مقابل الرعاية الصحية والعلاج فيما لو أصيب لاقدر الله فهو مهلك لذاته ولغيره ولمكتسبات وخيرات الوطن. 

هذا المستهتر تراه حيناً يعلق الأمر على حائط التوكل والذي نرد عليه بقول النبي لمن سأله عن الناقة هل أعقلها أي أوثقها أم أتوكل على الله  رد عليه النبي ﷺ " أعقلها وتوكل".. 

وأحياناً يعلق الأمر على قوته ومناعته ووالله إن هذا لهو الجهل المبين .

يخطر ببالي الآن حديث النبي ﷺ حديث السفينة الشهير الذي رواه الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنهما

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا "

وعادة ننظر لهذا الحديث من زاوية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتعلق بالذنوب والفواحش ولست محدثاً ولا عالم دين غير أني أعلم أن لدينا ديناً أشملُ وأكملُ مما تدركه عقولنا البسيطة فهو يتناسب مع كل زمان ومكان ومع كل ظرف وحدث..

هذا الحديث يتناسب وحالنا اليوم فنحن جميعاً في سفينة ومثل القائم على حدود الله هنا هم الجهات الحكومية المختصة وكل فرد منا فكلنا مسؤول وأما القسم الآخر "الواقع فيها" هم أولئك القوم الذين يحاولون خرق هذه السفينة حتى وإن كان هدفهم فيما يظهر خيراً كالتطوع أو  التوعية وهو غير مؤهل لذلك العمل أصلاً أليس في الحديث قالوا : " ولم نؤذي من كان فوقنا" فنيتهم إراحة من في أعلى السفينة وعدم إزعاجهم فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا  وهلكوا جميعًا وإن منعوهم كتب للسفينة وأهلها النجاة ..

إن التزامنا جميعاً وبقاءنا في البيوت هو طوق النجاة الأوحد وهو قدر الله الذي لابد أن نفر به من قدر الإصابة بالوباء. 

وعلينا جميعاً مواطنين ومقيمين أن نأخذ على يد الذين في أسفل السفن بالابلاغ عن الذين لا يمتثلون الأمر ولا يتوقفونعن الحركة والتنقل بأنفسهم وأبنائهم فلا شيء يعدل الحياة ولا شيء أعظم من إزهاق الانفس. 

أيها الراكب على متن هذه السفينة تذكر أن من أحيا نفساً فقد أحيا الناس جميعاً وإياك أن تخرقها أو تصمت عمن يخرقها فتغرق وتغرق ..



         ناصر بن علي النهاري 




  • Nasser nahari
    ناصر علي النهاري باحث ماجستير إدارة اعمال مسار موارد بشرية مدرب تنمية بشرية مدرب متخصص في مجموعة من المواضيع ( المناعة الفكرية - المهارات الحياتية - التوعية بالمخدرات ..)
   نشر في 29 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا