الفكر المتطرف الغربي وسيكولوجية وحشيته عبر التاريخ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الفكر المتطرف الغربي وسيكولوجية وحشيته عبر التاريخ

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 02 ماي 2022 .

الفكر المتطرف الغربي وسيكولوجية وحشيته عبر التاريخ

**********************************************

هيام فؤاد ضمرة

**************

ظللنا في هذا الزمن نستقبل رتلا من المفاهيم والمصطلحات الحديثة دون تحديد حقولها الدلالية في مبتدأ ظهورها، غير أن متطلب التوضيح ظل يقدم تفسيرات متضاربة لكونها توزن في ميزانين مختلفين، وكأن تلك المصطلحات اتخذت على عجل ووضع لها تصورات لم تنضج بالكامل، أو أنها ناضجة في وعي من ضبطها، وغير ناضجة في وعي من تلقاها من الشعوب المستهدفة، فظلت يكتنفها الظلال ومحملة بمعاني ترتبط بين حضارة الغرب وحضارة الشرق، وكان لا بد من ضبطها بعدالة واستيعاب السياقات التي من المفترض أن توظف بها، لتشعب تداولها في عدة حقول سياسية وثقافية وفكرية، خاصة في أعقاب بروز عدة أنواع من التطرف الفكري واختلاف الممارسات الإرهابية.. إرهاب الجماعات المنظمة، وإرهاب الأفراد المتردية حالتهم النفسية إلى الحضيض، وإرهاب الدول والجيوش المنظمة، وإرهاب الطوائف المختلفة.. وثمة هناك إرهاب مباشر وإرهاب غير مباشر.

للأسف من يضع هذه المصطلحات ومن يوظفها هي فئة المركز في الغرب، على أن تمتصها العوالم المستضعفة في هذا العالم المغبون، فتوظف هذه المصطلحات على قضاياهم لتحرِّف الحقيقة عن موقعها الطبيعي، لكون المصطلحات انشئت لأجندات خاصة تعني لاستهدافهم بصفة خاصة، وتم افتعال عدد من عمليات الإرهاب غير المسبوقة لإيجاد مبررات الاتهام باتجاهات معينة.

من هنا دعونا نلقي الأضواء على التاريخ المفجع والدامي لجماعة مطلقي مصطلح الإرهاب والعنف، لوضع حكم غير منحاز لأحقية من عليه أن يتحمل مثل هذا الدور في محاربة الإرهاب والعنف الوحشي.. فالتاريخ لم يخفي الحقائق؛ لكن من يهمل التاريخ فهو عرضة للخديعة المكررة والسقوط الذريع، فالأمم تفقد إنسانيتها يوم تفقد العبرة من التاريخ، فخذ من التاريخ عبرة ومن خبث ملاعبيه خبرة حتى لا تفقد وطن وتصبح الأفقر نضوجاً.

فأوراق وكتب البحث التاريخي صورت الفايكنج على أنهم جماعة وثنية من أصول نرويجية وسويدية ودانمركية، أي من الدول الاسكندنافية، يتحدثون اللغة الجرمانية الشمالية، ظهرت بالقرن الثامن الميلادي ولثلاث قرون لاحقة، وأحدثوا من الدمار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وارتكبت من الفظائع والجرائم الوحشية ما يصدم العقل البشري ويدير حبات العيون في محاجرها، حتى وصفها الباحث نورثمبرن على أنها فظائع لم يشهد مثلها التاريخ أبدا، وصورهم على أنهم الأشد عنفا ووحشية وتعطشاً للدماء، واعتبرها النرويجي لودفيج هولبرج والسويدي أولوف فون دالين على أنها الفترة الأشد توحشاً من تاريخ أوروبا، وأنهم كانوا قراصنة بحر الشمال ولصوصها ومستعمري دولها ومدمريها، والأشد فتكا في محاربة منتسبي الديانة المسيحية، فكانوا يدمرون الكنائس ويقتلون قساوستها بطرق عنيفة ووحشية.. ظلوا كذلك إلى وقت دخولهم المظلة المسيحية في القرن الحادي عشر الميلادي.

وحول حكايا أوروبا الدموية منذ القدم إلى زمن الحرب العالمية الثانية 1945م وأرجل أوروبا تغوص بالدماء إلى الركب، وحكاياها الشائنة تملأ عباب الفضاء الأخباري، لتخبرنا المؤرخة سوزانا ليبسكوم أم الامبراطور الروماني القاسي كاليغولا الذي ارتكب مجازر فظيعة تفوق القدرة على الوصف..

هناك شعوب بأكملها اختفت ومحي أثرها، واختفت ثقافتها، ولم يعد لها ذكر، فهناك قائمة مطولة من المذابح المأساوية المتطرفة عنصريا التي يداريها الغرب بإذابة ذكرها، فيما يظلون يقدمون نموجا فجاً بذكرهم مذابح الأرمن من قبل العثمانيين المسلمين، ويتجاهلون تلك التي ارتكبوها هم وهي الأشد توحشا وإرهاباً بقصد التطهير العرقي الممنهج، التي أدت إلى اختفاء شعوب مسلمة كاملة في شرق أوروبا ووسط آسيا والقوقاز وهي سابقة على مذبحة الأرمن.

والمذابح ضد شعوب مسيحية خاضعة للحكم العثماني، ففي مقابل التركيز على مذابح اليهود والأرمن والآشوريين فإنهم يتجاهلون مذابح الجناة الأوربيين في حق المسلمين في أوروبا المسلمة.

المذابح الجماعية الأندلسية الأكثر عنفا ووحشية وإرهابا في التاريخ التي ارتكبت بحق المسلمين، والضغط على الأوروبيين المسلمين للتخلي عن ديانتهم المسلمة في مقابل عدم تصفيتهم، فيوم كذبة نيسان هواليوم الذي كذبوا فيه على المسلمين ليتجمعوا عند الشاطئ لنقلهم بالسفن إلى المغرب، فتم مغافلتهم وحصد أرواحهم بطريقة وحشية غير إنسانية، حتى تحولت مياه البحر للون الأحمر القاني لأيام، وهمجية محاكم التفتيش التي ولغت بدماء المسلمين حتى عدت الحالة الأندلسية الأشد فجاجة في القسوة والعنف والإرهاب، مقدمين نهجاً دمويا ملهما بالإجرام الدموي الرهيب.

والإبادة الجماعية الرهيبة التي ارتكبها الأمريكان والإسبان والبرتغال في حق الهنود الحمر السكان الأصليين للقارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، فقد تم القضاء على جنسهم وسلب وطنهم بالكامل، حتى وصل تعداد قتلاهم إلى المائة مليون نسمة، فكانت هذه الأشد عنفا وإرهابا ووحشية في تاريخ الكرة الأرضية.

وفي مأساة شبيهة كان شعب تتر قازان أول شعب مسلم اصطلى بنار الإبادة الكلية بالفعل الروسي الوحشي عام 1552م، حين انقلب حالها من دولة قوية تدفع روسيا لها الجزية، إلى دولة ضعيفة مستهدفة من الروس، فتعرضت منهم إلى حملة إبادة متوحشة، وإجبار البقية على التحول الديني إلى المسيحية الأرثوذكسية،

إنما رغم تهديدهم بالإعدام لكل من يمارس طقوسا إسلامية، فقد حافظ التتار على إسلامهم سراً ومارسوا ما استطاعوا من شرائعه داخل سراديب سرية، بل إنهم جعلوا من هذه السراديب السرية موقعا لنشر العلم الشرعي وتحفيظ القرآن الكريم.

وفي العام 1944 العام السابق لبدء الحرب العالمية الثانية قام جوزيف ستالين الأمين العام للحزب الشيوعي بطرد تتار شبة جزيرة القرم بالتنكيل بهم وإجبارهم بالقوة على الرحيل عن بلادهم ونفيهم، ومن ثم استكمل المهمة هتلر وكأن المسلمين أينما حلوا كان هناك من يلاحقهم بقصد تفريغ أوروبا منهم، فالتاريخ الأوروبي ومثله الأمريكي حافل بالعنف ضد الاسلام.

تم إبادة أهالي شبه جزيرة القرم التتار، وتعرضوا للإبادة في أسوأ المذابح الجماعية على الإطلاق، ومورس عليهم ما مورس على جيرانهم المسلمين من الإبادة الجماعية الممنهجة، وعمليات تهجير قسري عام 1812م

وتعرض سكان آسيا الوسطى المسلمين كازاخستان وطاجستان للإبادة الجماعية من قبل دولة الصين الشيوعية حين توسعت عبر أراضيهم ومارست عليهم قوانين المنع المجحفة ضد من يبدي أي مظهر ديني إسلامي التي أقلها الإعدام، وأبيد منهم عشرات الملايين إبادة ممنهجة عرقية ودينية.

الشركس المسلمين من أقدم شعوب أوروبا في شمال القوقاز على الساحل الشمالي للبحر الأسود، دخلوا الاسلام في القرن الخامس عشر الميلادي، وانخرطوا في خطط الجهاد الإسلامي لما امتازوا به من بطولة وفروسية، تم إبادته شبه الكاملة من جانب روسيا، فكانوا الروس يبقرون بطون النساء الحوامل لقتل أطفالهن بإطعامهم للكلاب، ومورست أبشع الجرائم على الإطلاق بحق المسلمين الشركس وتهجير الملايين منهم باتجاة تركيا وبلاد العرب، وفي واقع الأمر فروسيا أبادت شعوبا مسلمة بأكملها وأخرى غير مسلمة لتبني امبراطوريتها العظمى، حتى وصف الروس بأنهم الأكثر قسوة في العالم.

وحل بالشيشان والأنغوش المسلمين ما حل بالشركس من مذابح وإبادة جماعية وتهجير عام 1861م على مراحل متعددة، وهدف أعدائهم الروس الوصول إلى نفط القوقاز، فاستخدموا الإبادة الجماعية المتوحشة للخلاص من أهل البلاد نهائياً، حتى لا يخرج منهم من ينادي بالجهاد والتحرير، وتم نقل من تبقى منهم لمناطق أخرى في خمسينات القرن المنصرم إحلال محلهم سكان غيرهم.

وليس من دولة مستعمرة كالجزائر تعرضت لوحشية الفرنسيين خلال استعمار الجزائر لمائة وثلاثين عاما، فمذابح فرنسا في الجزائر مما يندى له الجبين الأوروبي من وحشية لا مثيل لها، والمضحك بالأمر أن الفرنسين بعد كل هذه الوحشية والإبادات يطالبون الجزائر بأن تفخر باحتلالهم بلادها، كما هم يفعلون بالاحتفال باحتلال روما لبلادهم، ففرنسا توصف بالبقة البشعة التي تمتص الدماء الإفريقية وتسرق عائدات مقدراتهم الثمينة وتتركهم يتضورون جوعا.

كان الجنود الفرنسيين يحاصرون بمدافعهم القرى الجزائرية، ويخيرون أهلها بين الإبادة الكاملة وبين أن يحضروا إليهم مؤنهم وخرافهم وحليبهم وطحينهم، فيأتوهم بكل ما يملكون خوفا من أن يصيبهم ما أصاب غيرهم، لأن فرنسا أبادت فعلا سكان مناطق لم يستجيبوا لمطالبها، والويل لمن يتقاعس بالمهمة وتكتشف بأنه يخفي مؤنته بأي مكان، كان يُسحل حتى الموت بطريقة وحشية وعلى طرق وعرة.. حتى أن جرائم الإبادة الممنهجة في الجزائر قتلت في غضون الثلاثة عقود الأولى من احتلالها عددا كبيرا، بلغ تعداده حوالي المليون ونصف جزائري، وهي جرائم ترقى للإبادة الجماعية المتوحشة.

خلال مرحلة تفكك الامبراطورية العثمانية شهدت منطقة البلقان حروب إبادة لمسلميها في ألبانيا والبوشناق وصربيا ومسلمي اليونان والبوماك والشركس والأتراك الذين يعيشون في تلك المناطق، تعرضوا إلى عمليات إبادة جماعية مجنونة بهدف التطهير العرقي التعسفي، مما أدي بعد تفكك روسيا إلى ظهور قوميات منفصلة كاليونان وصربيا وبلغاريا ورومانيا والقوقاز.

وتعرض مسلمي تلك المناطق رغم أقليتهم لإبادة وحشية بالغة، وتم تهجير مسلمي اليونان والأناضول إلى تركيا، وبلغ تعداد من أبيدوا عدة ملايين من المسلمين، ومن أجبروا على ترك الإسلام عدة ملايين أخرى، واستمرت روسيا الشيوعية باضطهاد مسلمي بلغاريا خلال احتلالها لها، واجبارهم على تغيير دينهم وحتى تغيير أسماءهم الاسلامية.

وحدث في أوكرانيا عمليات تجويع عام 1932م جعلت الناس يأكلون بعضهم البعض على نطاق مروع، حتى تم القضاء على قرى بأكملها في بلد يعتبر سلة القمح العالمية، ويؤكد المؤرخون أن صانع هذه المجاعة هو الروسي جوزيف ستالين للقضاء على ملاك الأراضي، ولإذابة المجتمع الأوكراني بعمليات التجويع المسمية بالهولودومور، على شاكلة مذابح الهولوكست ضد اليهود.. وها هو الزمن يعيد نفسه بالقرن الحديث لتستهدف أوكرانيا من قبل روسيا.

ومثلها المجاعة الكازاخستانية في عملية إبادة جماعية مارستها روسيا القاسية القلب نتيجة سياسات اضطهاد عرقي لقلب كازاخستان إلى دولة شيوعية، وتم توطين الروس والأوكرانيين في كازاخستان المسلمة لقلب واقعها المسلم

ومذابح افريقيا التي ارتكبها الأوروبيون لا تقل بشاعة عن باقي مذابحهم، فقد قتل الألمان من أهل ناميبيا جنوب غرب إفريقية الملايين في عمليات إبادة جماعية بين العام 1904 وم1908.. على يد الجنرال الألماني الذي أمر بسحقهم من الوجود رجالا ونساءاً، ووضع المتبقون في معسكرات اعتقتال من أشكل العقاب الجماعي كان يتم تجويعهم حتى الموت

وما سمي بعمليات محو السبورة أو تنظيف اللوح، حين تم إبادة شعب أقزام الكونغو في بامبوتي من قبل قوات المتمردين في كونغو الديمقراطية، حتى تم لهم قتل 40% من شعب الكونغو، كان لدولة مركزية كبرى أصابع منغمسة بالشر تحرك هذه المذابح لإبادة خصومها الشيوعيون

ومذابح الأندونيسيون الشيوعيين التي قادها الجنرال سوهارتو قائد جيشهم في حملة تطهير مناهضة للشيوعية في بلاده أندونيسيا، ارتكبت فيها المذابح الجماعية في فاجعة رهيبة ستظل وصمة عار على الانسانية.

وفظائع ألمانيا النازية التي ارتكبها هتلر .. ومما لا يتم الحديث عنه تلك المذابح والتهجيرات التي مورست على الألمان في أوروبا الشرقية، حين ارغموا على النزوح في ظروف قهرية، وسجنوا في معسكرات الاعتقال ومات منهم مئات الآلاف تحت التعذيب.

إنما منْ منً الأوربيين يتحدث اليوم عن فظائع بنو جلدتهم الصليبيين في الأوطان العربية خلال حملاتهم المسعورة على الشرق الأوسط، وقد ولغوا بدماء المسلمين بصورة إجرامية لا مثيل لها في التاريخ، ولا حتى بتاريخ الفايكنج الأشهر تاريخيا في استباحتهم للدماء وهمجيتهم بالقتل والتمثيل.

استباحوا دماء النساء والأطفال والشيوخ حتى أبادوا سكان مدينة القدس عن آخرهم بوحشية وغل عجيبين، ولم يحترموا قداسة المدينة ولا تمثلوا النبي عيسى بالسلام والرحمة، ففاضت أرضية أحياءها الحجرية بالدماء، فكانت الناس تتزحلق بالدماء وهي تحاول الهرب من سُعار المهووسيين المحتلين من الصليبيين الأروبيين المتوحشين المتعطشين لإراقة الدماء.

كان هذا ما يحدث دوما في كل معركة احتلال لمدينة من مدن فلسطين والساحل المطل على البحر الأبيض المتوسط، وكان الأشد وحشية في هؤلاء الصليبيين هم الفرنسيون، فقد ارتكبوا من المجازر والممارسات غير الإنسانية ما لا يستوعبه عقل عاقل ولا مشاعر إنسانية على وجه البسيطة.

ولكم أن تتخيلوا ما ارتكبه الفرنسيون في مدينة معرة النعمان في بلاد الشام من فظائع يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، فقد أصابهم السعار وتحولوا إلى أكلة لحوم بشر، وراحوا يصطادون بالسهام أفراد من العرب المسلمين من أهالي مدينة معرة النعمان عن سابق قصد، ويقطعون جثامين ضحاياهم، ويطبخونها في القدور، ومن ثم يلتهمونها بنهم و(فجعنة) عجيبة، ويشكّون أجساد جثامين الأطفال الصغار المسلمين على الأسياخ الحديدية ويشوونهم على النار، ومن ثم يلتهمونهم ليشبعوا نهم معداتهم الفارغة، مدعين اضطرارهم لهذا الفعل بسبب المجاعة، وفي حال المجاعة يحدث ما لا يمكن تنبؤه في سبيل التشبث بالحياة.

فأي بشاعة مثل هذه البشاعة المقززة، وأي مذابح وإبادات جماعية ممكن ارتكابها بحجم هذا الجنون، من المؤكد أن هذا يفوق كل أشكال الإنحدار الإنساني ليصبح مبالغ فيه حد الهمجية، مما يؤكد أن الشعوب الأوروبية شعوب غير حضارية إنسانياً، سرعان ما تتحول إلى وحوش ملتهمة للحوم البشر، ومحاولاتها التواري خلف الأعذار لا يفغفر لها بشاعة فعلتها.

ومن منا لا يعلم عن عمليات الإبادة الجماعية العرقية المتوحشة التي ارتكبتها بريطانيا في قارة أستراليا ضد أهلها السمر، حتى محت أثر شعبها عن آخره،

هذا غيض من فيض مما منحنا التاريخ من معرفته، ومما أوصله المؤرخون إلينا بتفاصيله الإجرامية المقززة، لنشهد فيما نشهد بعد هذا التاريخ الملوث بالعنف والإرهاب واستباحة الدماء بلا رحمة حد الوحشية، وممارسة غطرسة غربية مستشرية وتزلف مهين، ليعتقد فيها الغربي نفسه متحضراً اقتصاديا ونظام معيشة، فيما عقله ما زال يرسخ تحت سلطة الذاتية من رأسه لأخمص قدميه، ولوثة العنصرية البغيضة تتلبسه كالثوب المنخور بالثقوب، لا يستطيع عنه فكاكاً، فيما هو والحق يُقال يُخادع نفسه، ويقنع نفسه أنه إنسان بعقلية متحضرة، وشتان بين العقل البدائي والعقل المتحضر، فالعقل البدائي لا يتقبل تغيير وجهة نظره ويرفض المختلف عنه، فيما العقل الإنساني المتحضر يدرك مسؤوليته الإنسانية وأفق وعيه، فيعقله عقله لفهم ما عليه من واجب إنساني نحو الآخر الإنسان.

فما زال ذات الجنون مستحكم بالعقلية الغربية عقلية الذاتية العليا اللا إنسانية والتخلف الإنساني، فبأي شكل يفكر الغربي والعالم أصبح معولما ومنفتح على بعضه، وليس من العقل الانعزال وعدم الاعتراف بالآخر، وعدم احترام اختلافه واحترام طقوسه ومعتقداته، والأهم هنا هو احترام إنسانيته، فجوهر التحضر يقوم على القواسم الإنسانية المشتركة، والتفاعل الثقافي والعلاقات التبادلية الإنسانية، فمن طبع البشرية أن ترث حضارات بعضها بالنقل والأخذ والإكمال على ما أخذ.. فما الذي يحوج هذا الإنسان لهذا الحجم من العنصرية المتوحشة وما أنت عليه اليوم سيكون لغيرك مستقبلاً؟.


  • 3

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 02 ماي 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 2 سنة
إن القذارة الحقيقية تقبع في الداخل، أما باقي القذارات فهي تزول بغسلها.. إن لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح، لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، ولا بكل منظفات العالم.وهكذا هي لوثة الكراهية والحقد عندالغرب وثقافة العهر الفكري والنفسي لديهم
ماهر باكير
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا