بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
قارئي العزيز
كن بخير وانتبه لك
ببطئ أزيل غمامة الحزن عن عيوني وأتخلص من خيوط لفتني كشرنقة .. تمنعني عن الحركة ...عن الحياة
بدأت أكتشف محيطي ببطئ . جارتي تونسية .إمرأة لطيفة معشر .أخذت على عاتقها أن تكون مرشدتي ودليلي السياحي .
وهكذا وتحت إشرافها تعلمت طريق بعض الأماكن كالأسواق على البحر وموعدها .. زرت معرض أثاث مغربي .. أخذ عقلي 😂
اكتشفت مكان spa أظنه تايلاندي أو صيني به آسيويات على كل حال
إستوقفني محل ديكور حي بالألوان وتنسيقه رائع
زرت الصليب الأحمر .. هناك معرض صغير خيري تشتري منه بأسوام بخسة
وهكذا وبكل فرح كطفلة صغيرة عدت بالسنين للوراء .. دخلت ركنا بداخله أشياء عتيقة جميلة ..تحف ومزهريات وأباجورات
وفجأة لمحت بركن مكتبة .. ركضت واحتضنت الكتب وبدأت أختار . وجدت أشياء بها من الجمال ما يأسر .وكأنك فتحت بوابة زمن على بدايات القرن العشرين حتى !! بثمن ربع كتاب تشتري خمس كتب
كنت أطير من الفرح! الناس تمشي وأنا أحلق وأمواج السعادة تحتضنني
حمدت الله أنه مازال شيئ يجعل قلبي يفرح. ولو فرحة صغيرة مؤقتة
زرت البحر .جلست قبالة الماء .. وكنت قد أحضرت معي طعاما للحمام
أمامي
مشهد أعمق مما نراه . هنا نقطة التقاء الماضي والحاضر.هنا نقطة حياة .. هنا يلتقي العالمان القديم والجديد
على يساري الكنيسة ..ترن أجراسها ..الصوت ليس بشعا أو مزعجا ..هو فقط صوت مؤنس تتعوده ..كصوت القطار أو بائع متجول يمر أمام بيتك في وقت محدد
اشتقت لصوت الأذان قارئي
كنت أسمعه من عشرات المساجد حولي.اليوم شقتي بينها وبين الجامع مسيرة دقيقة ..ولكني لم أسمع الأذان إلا مرة صدفة .. ورغم ذلك لم أميزه حتى
عزيزي الكنيسة على اليسار تقف مطلة على العالم حولها
وعلى اليمين العجلة العملاقة التي تطل على كل المدينة .تركبها وترى العالم من حولك
وبينهما تقريبا الميناء الصغير بكل سفنه ويخوته .
الشاطئ أمامي ممتد برماله الإصطناعية ..
السياح تأخذ حماما شمسيا ..تسبح .. و ناس هنا وهناك تمارس هوايتها ..صيد السمك وناس خلفي تتجول على طول الشارع بين محلاته ومقاهيه ومطاعمه
هنا يوجد تقريبا سوق بكل يوم سوق على الشاطئ أيام الأحد والثلاثاء
سوق كبير يوم الخميس
سوق يوم السبت تجاري بمكان بعيد تحيطه الكروم ..لا يوجد به أسماك مثلا 😂
سوق الأحد بنفس المكان واختصاصه brocante
ينقصك شيء بلبيت تذهب للبحث فيه عن شيء مستعمل ..
علمت أن المكتبة ورائي تستقبل الأطفال والكبار
ربما هي فرصة
ما ينقصني فعلا هو أن يعود عقلي للحياة
بعضهم هنا يضحك علي لأني اشتريت الكتب .. الناس هنا تراه شيئا تافها.. وغبيا ولا لزوم له
فالحياة هنا لن تأتيك بالدراسة أو القراءة .هكذا يؤمنون
وحين أتوقف عند الكتب ..يرونه مضيعة وقت لي ولهم للأسف
وهكذا أعود لواقع من الغربة المركبة ..حتى من هو من جنسيتك لن يفهمك
عزيزي القارئ كن بخير ولا ترهق نفسك
انتبه لك
-
Uma's worldأحب الكتب و القطط و الصباحات الشتوية الغائمة والإستماع لفيروز والأغاني الفرنسية الخالدة . هنا أحتفي بالقهوة ولها عندي طقوس خاصة . قهوتي قطي و كتابي وشمعة عطرية وأغنية وفكرة تجول بخاطري فأشاركها معكم في شكل مقال. هنا أهرب ...