حلت العاصفة المطيرة علي ارجاء الغابة مما جعل جسد - وليد - يرتجف من البرودة اخرج معطفه الشتوي من الحقيبة و ارتداه للتدفئة ثم تابع خطواته باحثآ عن مآوي من البرودة و الامطار الغزيرة...
لفت انتباهه ذلك المنزل القديم الواقع في منتصف الغابة بدي عليه من الطراز العام الشكل الغريب الذي لم يره في حياته قط!!!
اقترب من المنزل بحذر و هو ينوي دخوله و المبيت فيه الليلة حتي تمام الصباح و سكون المطر.. وجد عبارة تحذيرية منقوشة علي الجدران من الخارج..
" ان كنت مستعدآ لملاقاة مصير الموت فاهلا بك عزيزي الزائر!!! "
بدت العبارة مخيفة و لكن لا مآوي له سواه طرق الباب طرقات خفيفة لتفتح له امرأة عجوز تشبه' ساحرات سنووايت '
بدي فزعآ من هيئتها الا انها سألته و هي تتصنع اللطف :
"ماذا تريد يا ولدي هل استطيع ان اقدم لك مساعدة"
نظر لها قلقآ و هو يستجمع قواه و الدماء تغلي في عروقه من الخوف
"هل استطيع الدخول قليلا للاحتماء من المطر يا خالة"
اعتلت وجه المرأة ضحكة مخيفة ثم اردفت في ثقة
" تفضل يا ولدي البيت قديم كما تري و يسرني استضافتك "
دخل الي المنزل و القلق باديآ عليه
" ما هذه العبارة المخيفة المنقوشة عند باب المنزل "
اووه كتبت هذه العبارة منعآ من ازعاج المتطفلين!!
يجلس علي اريكة صغيرة مصنوعة من الكتان و هو يفحص المنزل بعينيه بخوف كان المنزل عبارة عن دهاليز صغيرة تفضي الي حجرة صغيرة يبدوا منظرها مخيفآ
" تفضل يا ولدي فنجانآ من الشاي لم تخبرني ما قصتك يا ولدي "
" كنت اسير في الغابة حينما ساء حال الطقس و اضطررت ان ابحث عن مآوي "
" و ما الذي اتي بك الي الغابة هل انت تعيش فيها تبدوا غريبآ الهيئة "
" لا انا من سكان المدينة المجاورة و قد اتيت لاني 'صائد اشباح ' و قد سمعت بان الغابة مسكونة بالاشباح "
" تعاوني اذن انا ساحرة و ادرك جيدآ اماكن جميع الاشباح هنا يمكنني مساعدتك لكن بشروط "
" اوه هذا رائع ما شرطك يا خالة "
" الا تسخر الاشباح لاي خدمة لك اتفقنا "
" حسنآ كل ما اريده هو الشهرة فقط "
" و ان اصابتك الاشباح بمكروه انا غير مسؤولة "
" لا مشكلة اتفقنا "
" حسنآ سنبدأ الان بجلسة ' تحضير الارواح ' التزم الصمت التام و لا تنطق ببنت حرف "
امسكت العجوز كتاب قديم اخرجته من مكتبتها الصغيرة و هي تنطق طلسمات الغريبة انتشرت الابخرة في الارجاء و بدأ يدوي اصوات صراخ و همهمات في الموضع مما انتفض قلب ' وليد ' ذعرآ و كتم انفاسه بصعوبة بالغة..
صبية شقراء بالغة الجمال تنسدل جدائل ضفائرها الحريرية علي كتفيها حورية بيضاء كالثلج تجثي علي ركبتيها امام الساحرة العجوز
" سمعآ و طاعة يا سيدتي انا في خدمة اوامرك "
" خذي هذا الرجل الي ' مغارة الاحجار ' و دعيه يري الاشباح ثم عودي في الحال "
" تحت امرك يا سيدتي الساحرة "
تقدمت الصبية الي - وليد - جاثية علي ركبتيها
" زعفرانة تحت خدمتك يا سيدي "
ينظر اليها ا هو خائفٱ
" اهلا بكي آمل ان اصل الي الهدف المنشود "
خرجت ' زعفرانة ' بصحبة ' وليد ' و الابتسامة تعلو وجهها بينما كان ' وليد ' قلقآ من مصيره...
كانت الامطار قد هدئت مما جعل الطريق اسهل نظر بعينيه الي الاشجار المخيفة ثم سأل ' زعفرانة '
" لماذا تطيعي اوامر العجوز الساحرة "
" ليس امامي سوي ذلك و الا كان مصيري القتل "
" يا لقسوة هذه المرأة "
" سأخبرك سرآ مغارة الحجر التي ذكرتها المرأة هي شفرة تقصد بها ان تقتلك هي تكره صائدي الاشباح و لكن لن انفذ امرها و ساحاول اخفاء الامر عليها "
" لن ادعك تلقي مصيرك معها سنهرب معآ "
" لا استطيع ان جنية كيف لي ان اترك عالمي "
" هناك حل وحيد ساحررك ثم اخلي سبيلك ولك مطلق الحرة العودة الي عالمك بعيدآ عن الساحرة "
" كيف يمكنني ذلك لقد اشتقت لاسرتي منذ اسرتني الساحرة "
" حسنآ تعالي معي اعرف كوخٱ منه تستطيعي العودة لعالم الاشباح لكن يجب ان نصل قبل منتصف الليل ليس بدينا الكثير من الوقت هيا بسرعة "
فرت ' زعفرانة ' بسرعة شديدة و هي تتبع ' وليد ' رقدآ في منتصف الغابة وصلا الي ' كوخ ' صغير و قد بقي دقائق قليلة علي منتصف الليل نظرت ' زعفرانة ' و هي تبكي الي ' وليد ' الذي حقها بنظراته علي الدخول جاهدة دمعاتها و دخلت مسرعة مودية اياه
" ساشتاق اليك يا صديقي "
" وداعآ ' زعفرانة ' "
ما ان دقت عقارب الساعة منتصف الليل حتي اختفي الكوخ تمامآ و اختفت معه ' زعفرانة ' التي عادت الي عالمها..
سار ' وليد ' بهدوء و هو يتذكر كل شئ منذ التقي ' زعفرانة ' و اسدي اليها جميل انقاذ حياته....
مرت اسابيع علي عودة ' وليد ' الي المدينة و هو لاذال يذكر تلك الحورية ' زعفرانة ' ذهب الي مرسمه ليصور رحلته في الغابة في لوحته التي يعد اليها منذ فترة.. كان ' وليد ' رسامآ يهوي الرسومات الغريبة و قد اتخذ الغابة فكرة له ليستمد لوحته القادمة..
اخبره رفيقه - يحيي - عن قصة ساحرة عجوز تسكن منزلا قديمآ في الغابة لذا آثر ' وليد ' الذهاب اليها و خداعها بسيناريو ' صائد الاشباح '..
كان يعرف منذ،البداية باسطورة ' الكوخ الذي تدخل اليه الجنيات للعودة الي عالمها و لذا حاول مساعدة ' زعفرانة '
استمد ' زعفرانة ' الفكرة الجديدة لموضوعة لوحة ' الحورية '
بينما هو في معرضه راي جمهور المعجبين من بينهم فتاة جميلة تونسية طبق الاصل من ' زعفرانة ' دكتورة ' هايدي ' التي ابدت اعجابها الشديد باللوحة مثنية علي ابداعها.. اما ' وليد ' فقد ابتسم لا اراديآ بعد ان التقي حبيبته مرة اخري و لكن في صورة ' هايدي '....
' النهاية '
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب