كيف تكون الفاعلية في قطاع الصحة للجمهورية الجديدة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كيف تكون الفاعلية في قطاع الصحة للجمهورية الجديدة

سميرة بيطام

  نشر في 18 ديسمبر 2019 .

بدءا نبارك لجزائرنا و لشعبها و لرئيسها و لجيشها و لزرعها و لسمائها و لهوائها و حتى لأزهار الأمل و هي تنفتح على اشراقة جمهورية جديدة لبلدنا ، نشكر كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الذي كان بمثابة الصفعة للعدو المترصد بجزائرنا الغالية ، فتحية تقدير و اجلال للطبيب و للفلاح و للماكثة في البيت و للمهندسة و للكل على تمثيلهم لبلدهم أحسن تمثيل في الثاني عشر من ديسمبر عام 2019، تجليات الاشراقة في بلدنا توحي لنا بميلاد جديد رغم بعض المشاكل و بعض الأبواق التي لا زالت تصدح عاليا علنا نسمع صوتها الواهن ، لكن عجبا لصوت لا يتعب من فكر هش و لا يمل من نزاع فارغ الأهداف ، تحية اجلال لبلدي و بعد :

ان مفهوم سنة التدافع لنا كمسلمين بالدرجة الأولى و كمحبين و متمسكين بهوية وطن مع من يريد عكس ذلك لهي سنة متواترة و مستمرة ما استمرت الحياة و دب النمل على أرض النشاط و العناد يجتبي قدسية رغبته في العيش بكرامة ، هي عبرة ليست الا في وطن يرتدي أحلى زيه في انتصار للعزيمة ، و ما توسيع دائرة الصراع الثقافي و الحضاري (الصراع السلمي) ما هو الا استعداد فكري لبلوغ المرام بشرعية دستورية و قانونية بعيدا عن مستوى لا يليق بكرامة بلد أو جنس جزائري أراد الغير تقليده فلم يفلح ، و في ذلك يقول الفيلسوف "وايتهد" :"ان صراع العقائد و المذاهب ليس كارثة ، بل فرصة " ، فالذين يتحدثون عن التغيير في الجزائر ينظرون الى أنه برنامج يطبق و كفى ، و نسوا أن هناك آليات و مستلزمات لابد من توافرها لإنجاح العملية ، فمثلا في قطاع الصحة كمثال هام لنا نحن الجزائريين الذين يتطلعون لذلك الغد الذين كان منتظرا بالأمس و على كل ميدان  فيها شابه خلل أو ثغرات أو فساد او تسويف أو ظلم

 أو خرق للقوانين ، قطاع عانى الكثير و الكثير و اليوم نادى أبنائه بضرورة التغيير فيه

 بوجهة جديدة و بخلفية وطنية صريحة أن لا شيء يكون الا لأجل الجزائر و لأجل المريض و خدمة وطن ، و من هنا تنبثق أسئلتي الصريحة :

كيف نعيد للموظف في قطاع الصحة فاعليته و ثقته التي اهتزت في زمن ما بسبب الفساد الذي نخر القطاع في مفاصله ؟ ، و كيف نرتفع بسلوكه و عقليته ليكون شخصا فعالا ، صاحب عطاء و انتاج أكثر ماديا و معنويا ؟. و هل نستطيع فعلا تعديل مسار حياة الموظف المهنية التي اخترقتها تجاوزات و مظالم و انتهاك للقوانين و للحقوق ، و ما هي العوائق التي تضعفها و ماهي الآليات التي تقويها ؟.

قد يكون الموظف ذكيا أو صاحب شهادات علمية رفيعة و لكنه محروم من الفاعلية ، لأن الثقافة المهنية المحيطة به رديئة و لا تشجع على الابداع ،و هنا يجب التخلص من الآثار السلبية المستمدة من هذه البيئة الغير محفزة ، و هناك من البيئات العملية من تتغلغلت فيها صفات الأنانية و حب التمركز و التخندق في مواقع صنع القرار بانفرادية ، بالإضافة الى أمراض القلوب من حسد و غيرة و تمني لزوال النعمة ، و هو ما يصيب الموظف في قطاع الصحة بالعطالة الفكرية و العملية .

و هناك بيئات عملية في المستشفيات أو في وزارة الصحة و السكان و اصلاح المستشفيات تحمل أفكار تساعد على الركود ،كمن يحمل في عقله أفكارا يريد تجسيدها في أرض الواقع و لكنه يصطدم بعراقيل و مشاكل لا تجعله يتقدم خطوة نحو الأمام فتجعل منه موظفا سلبيا لا يقدم خدمة يثمن عليها و هو من كان مجتهدا 

 و صارما ، هنا نلمح لعدم توافق بين الجهد العملي الكامن في شخصية الموظف النزيه و الكفء و بين البيئة المهنية التي لا تمتلك على مقومات التحفيز و التشجيع.

نحن لا نريد من التاريخ في قطاع الصحة أن يكون شاهدا على ضعفنا و لا على تأخرنا عن آداء واجبنا و انما نحن ملزمون اليوم بتصحيح أخطاءنا مهما كثرت و تنوعت و مهما طال عليها الزمن ، لأنه لن يصلح حال امرأ ظالم مهما على في المراتب و قد أبكى نزيها أو حرم حقا لشريف أو منع علاجا على مريض بغير وجه حق ،لا نريد من قطاع الصحة أن يحفظ في الأرشيف خيبات امل منعت من الإنجاز و لا أحداث ماضية منعت المتفوقين من نيل حقوقهم ، كما أننا لا نريد من قطاع الصحة أن يبقى في نظر الجميع حبيس فكرة الرداءة أنه القطاع الأكثر هشاشة و الأصعب في التسيير ، كما لا نريد من التاريخ بصفة عامة أن يكون شاهدا على من أزاح ظلما كفؤا و أخذ مكانه تباهيا بالمنصب و ترقيا نحو رفعة مجهولة المعالم ،لأن رهانات اليوم و بعد الاستحقاقات الرئاسية هي غير رهانات الأمس ، و من كان يتمتع بالظلم و الفساد بالأمس لن تتاح له فرص للاستمرار في نفس الطريق ، الاستحقاقات الرئاسية هي بمثابة نقلة نوعية من فترة الى فترة و من أحداث الى أحداث ، ما لا يريد أن يفهمه الكثير من المسيرين اليوم أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة لا تقبل التسويف و لا خرق للقوانين ، هي مرحلة الكفاءة و النجاعة و الصرامة و الاستقامة الأخلاقية ، هذه الاستقامة التي ستقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه طرد مريض جاء للتداوي بغير وجه حق ، هذه الاستقامة هي من ستضع حدا لكل التجاوزات مهما اختلفت و تنوعت أشكالها لأن الاحتكام للقانون سيكون بمثابة المظلة التي تحمى بها الحقوق ولن يتطاول مسؤول 

 على موظف بسيط بأكتاف عريضة كانت بالأمس تأكل من المال الفاسد و تلعب بمصائر الغلابى ، و تتفاخر بالمحسوبية و استغلال المنصب للإضرار بالغير .

ان الفاعلية التي تشترط على الموظف اليوم في قطاع الصحة هي أن يكون مشاركا في النقلة النوعية في قطاع الصحة ، ليس بالتباهي بالمنصب أو بالكلام و انما بالآداء و هذا الآداء أو الإنجاز تتكلم عنه مشاريع و أرقام ، الكلام من فراغ لن يدافع على صاحبه و الحجة بغير دليل لن تخلص مسؤولا ظالما من ظلمه ، لأن العدالة الاجتماعية ستأخذ حيزها من التطبيق في الميدان في المرحلة الجديدة التي تريد منح الفرص للشباب الكفؤ.

فالفاعلية اذن هي تحديد الوجهة و الهدف ، و الفهم الصحيح للموقع الذي يتموقع فيه الموظف في قطاع الصحة ،و من يأتي بهذه الفاعلية هي المبادئ الأخلاقية التي تربى عليها الموظف و ليس مكتسبات المنصب أو الترقية ، لأن ذلك يعتبر إضافة في رصيده المهني أما الأخلاقي فلا ينميه الا سلوكه المعتدل نحو بلده و نحو زملائه و نحو ربه بالدرجة الأولى ، فالقاعدة التي تقول "أنا مشغول اذا أنا فعال " ليست صحيحة ، لأن الانشغال قد يكون أحيانا بأمور تافهة او ثانوية و الاتقان في العمل ليس معناه الانشغال طول الوقت ، لأن الفاعلية و الجاهزية القصوى تختزل الوقت و تعطي ثمرة العمل في مدة زمنية قصيرة اذا كان الإخلاص هو عملة العمل و ليس التسويف .

فحتى من يتقلدون المناصب بغير كفاءة أو جهد لا يعتبرون ذو فاعلية أو جاهزية انما هو اختزال للظفر بالمنصب مهما قدرت التكاليف حتى لو كان على حساب الغير .

اذا ، المرحلة الجديدة كما ذكرت سابقا تتطلب تصحيح الأخطاء و الأفكار ، لأن ما مر في الماضي بسهولة لن يمر مستقبلا بغير تمحيص و تدقيق في الآداء ، و أفضل النتائج

 المرجوة انما تأتي من الارتكاز على المبادئ التي من صفاتها الثبات و الاستمرار، فكثيرون من يستهزؤون بأصحاب المبادئ أنهم متخلفون أو أنهم ضائعون ، لكنها في حقيقتها عملة لا تتغير و لا تتبدل بتغير الظروف و الأشخاص فهي تستمر كالمنارة التي تهتدي من خلالها السفن و تجنبها الارتطام بالصخور ، و هي الوتد الذي تدور حوله الرحى ، الثبات على المبادئ يمنحنا الأمن و اليقين الذين نحتاجهما في عملية الفاعلية والجاهزية في المرحلة الجديدة من أجل جزائر جديدة لن تقبل منا الا ما كان متجددا وثابتا في نفس الوقت .

اذن ، الفاعلية المطلوبة في قطاع الصحة هي ضرورة احترام القانون و التحلي بالاستقامة الأخلاقية ووضع الموظف الكفؤ في المكان المناسب و مكافحة الرداءة بكل أوجهها و تشجيع الكفاءات التي تساهم بعلمها في الإنجاز ، هذا باختصار شديد متطلبات المرحلة الجديدة في قطاع الصحة الجزائري .


  • 1

   نشر في 18 ديسمبر 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا