لوحة فنية(12) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لوحة فنية(12)

الجزء الثاني عشر

  نشر في 08 فبراير 2019 .

بعد نشوب تلك النار الصخمة، أسرع كل من الأمير و زمردة بالعودة إلى البلدة، حيث الأمان من نار تلتهم الأسرار و الألغاز. وبمجرد وصولهما وجدا أهل البلدة في الساحة الكبرى، قد تجمعوا صغارا و كبارا، شيوخا و اطفالا، منبهرين بمنظر الحريق الضخم حيث وصلت الدخاخين أسوار القلعة و خيم اللون الرمادي على البلدة، وفي خضم هذه الأحداث، لم يسأل أي شخص حاضر بالساحة عن سبب هذه الجلبة. بل اكتفوا بالانبهار و المشاهدة.

دخل ماثيو القصر مسرعا قبل أن تلمحه أخته ليزا، اما زمردة فتوجهت إلى قاعة العرش لتعلم الأميرة ليزا بإنتهاء المهمة. ولكن لم تجدها أين كرسي العرش، وظلت تنادي و تسأل الخدم عنها. فلمحتها واقفة في أعلى شرفة للقصر تشاهد ذلك الحريق الهائل، و علمت أن الأميرة أذكى من أن لا تعلم من وراء هذه النار. و تمنت أن تستيقظ صباحا فتجد هذه القرية البائسة قد نالت حظها من السعادة و عادت إلى سالف عصرها.

شعرت زمردة بالإرهاق والتعب و النعاس الشديد ففضلت أن تنام على ان تتابع إنتهاء الحريق بسلام.

وكذلك ماثيو خير النوم على المشاهدة مثل بقية أهل البلدة.

مع بزوغ الفجر الأول اصبحت تلك القرية مرئية و توافد المئات من السياح لاكتشافها أما ماثيو و أخته ليزا لم يستوعبا الامر، بين ليلة وضحاها أصبحت مملكتهما حديث الناس، و وجهة سياحية لا مثيل لها.

اما زمردة بمجرد ان إستيقظت من نومها، وجدت نفسها أمام مرآة كبيرة الحجم وضعت في غرفتها تعجبت كثيرا. و إتخذت خطوة للأمام منبهرة بحجمها الكبير. لكن بمجرد ان وضعت يديها على المرآة حتى جذبتها نحوها في لمح البصر، لقد كانت بابا للخروج من هذه القرية المنسية، و عندما فتحت عينيها وجدت نفسها جالسة على كرسي معلق في السماء مطرز بألوان زاهية باهية كلها إشراقا. و أمامها مائدة طويلة لا نهاية لها وضعت فوقها كل انواع الطعام و الغلال. كأنها مائدة من موائد الجنة الذهبية.

هكذا دخلت إلى الباب الرابع و بدون اي عناء،.لقد إنتهت مهمتها بالباب الثالث و الآن عليها ان تستعد لمغامرة جديدة في عالم غريب فكل شي معلق هنا.

اما الأشخاص الذين تركتهم في الباب الثالث راحوا يبحثون عنها في كل مكان. لكن لا أثر لها. ولقد كان ماثيو أشد الناس حزنا على فراقها. وعندما دخل لغرفتها ووجد تلك المرآة الكبيرة تتوسط الغرفة علم انها الحل الوحيد للحاق بها. لكنه تردد كثيرا حول الخطوة التي ستغير حياته. ربما يصبح رفيق الدرب الذي تسلكه زمردة لكنه كان على الاقل واثقا انه لن يفترق عنها، لو سار ورائها في هذه اللحظة. لقد صدق إحساسه و رغب في ان يكون بجانب زمردة لكن عليه ان يخبر أخته عن قراره حتى لا تتألم لفراقه. و هو كذلك في بحر من التفكير دخلت عليه أخته ليزا متعجبة، فسألته بعد ان رأته في وضع غير طبيعي، عن سبب هذا الشحوب المرسوم على وجهه، فأعلمها بأنه يحن إلى زمردة و يشعر بأن قلبه ينقبض لفراقها، و أنها رحلت بدون عودة، و الحل الوحيد الذي يشفي غليله هو اللحاق بها. لكنه يفكر في فيها ايضا، و يصعب عليه إتخاذ القرار الصائب، و المسألة تتعلق بأعز الاشخاص إلى قلبه.

فهدئت ليزا من روعه و أخبرته أن يتبع نبضات قلبه، ربما لن ينبض بالحب لأي فتاة، و إن منعته من اللحاق بها إلى عالم لا تعلمه، ستقترف ذنبا لن تسامح نفسها ابدا. و بينما هما يتحدثان اذ بالمرآة تختفي تدرجيا. حينها علم ماثيو ان لحظة فرقه عن أخته قد حانت، طبع على جبينها قبلة وداع، و توجه الى المرآة التي جذبته بسرعة البرق واختفت. 


  • 2

   نشر في 08 فبراير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا