كيف يصنع المجتمع الإرهاب
و كلنا نعلم أن نفس الخطاب بالتأكيد سيعني نفس النتائج .. بدون أي تغيير .
نشر في 13 ديسمبر 2016 .
مرة أخرى تكشف حادثة تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية عن الكثير من المشكلات داخل المجتمع .
فبعد الحادث الأليم بدأت آليات و أدوات السلطة الناعمة في الحديث بنفس الخطاب عن مواجهة الإرهاب.
و كلنا نعلم أن نفس الخطاب بالتأكيد سيعني نفس النتائج .. بدون أي تغيير .
الإرهاب صناعة إجتماعية قبل أن تكون حتى صناعة سياسية ، فالمجتمع السلطوي المتجمد ذو الثقافة الماضوية لا يمكنه أبدا أن يتفهم إحتياجات أفراده ، و لا يمكنه إستيعاب أبناءه بالشكل الذي يتناسب مع قدراتهم و إمكانياتهم .
فلا يخفى على أحد أن الشباب العربي كله يعاني من إغتراب ، و هو ليس مقترنا بالمكان ، و إنما هو في الجماعة التي يعيش معها .
يقول دكتور حليم بركات في كتابه " الإغتراب في الثقافة العربية " أنه بقدر ما تسود التنشئة الدينية التي تدعو إلى الطاعة و الإمتثال ، يفقد المؤمن القدرة على إتخاذ المبادرة و القيادة و العمل على إستشراف المستقبل ، بل في ظل هذه التنشئة قد يرى المؤمن نفسه فاضلا بقدر ما يرضخ و يطيع و يقبل بالأمر الواقع و يستسلم لمشيئة غير مشيئته ..." .
فالمواطن العربي يعاني في هذا المجتمع من كافة أنواع التسلط الذي يشعر معه بالإحساس بالعجز التام .
الإرهاب هو إحساس بالعجز و اليأس و تستغله السلطة المستبده لتعزيز القمع و الإستبداد .
إن الحلول المطروحة لمواجهة الأرهاب لا ترتكز فقط على الأدوات السياسية و الأمنية و لكن بدون وعي حقيقي و تثقيف لا يمكن أبدا أن نحقق المواجهة الحقيقية مع الإرهاب .
-
Nadia Fawzyمحرر إقتصادي -- أكتب في مجال التنمية الإقتصادية و الثقافة المالية