في_سكُونِك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

في_سكُونِك

المحبرة_نادية_زائد

  نشر في 20 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

في وسط ضجيج هذا العالم، وفي عزّ أزماته وترّهاته، في قمة آهاته ونزواته، وفي صخبه وهرْجه ومرْجه الذي لا ينتهي، تستوقفنا ظلمات الليل بجنحانها، وهدوئها ووقارها، نتوقف في وسط هذا السكون حيث خفٓتٓ الصوت وهدأ المكان وفرغ، حينها يعود المرء لذاته وما أجمل هذه العودة، تعود لذاتك وأنت تتقاذفك المشغلات والهموم والكروب والغموم، تعود لذاتك وقد تذكرت أحلامك الذهبية التي ما زلت تحاول الوصول لها وتتعثّر، فتفيق وتسقط، وتتحفّز تارة وتيأس تارة أخرى، تعود لذاتك وأنت تنظر فيما اقترفت من خطأ وذنب وحماقة هنا وهناك، في وسط هذه التقلّبات وفي عمق دائرة حزنك ويأسك، ينبثق نورٌ جديدٌ وسط هذا الليل الدامس، نورٌ نصنعه نحن إذا أردنا فقط، فهل من مريد؟.

نورٌ نستمده بالحركة في سكون الليل، هي حركة من نوع آخر تحمل معها الأرواح إلى الأعالي، حيث أبواب السماء وأهلها الكرماء، ومن فوقهم رب العباد مجيب الدعاء، تلك الركعات التي تحمل معها كل يوم أملاً جديداً يخرق كل حجب المستحيلات. فارفع بتلك الدعوات همّاً سكن بين ضلوعك، وأخرج من الأعماق غماً أثقل كاهل روحك، واطرد عن بابك شيطاناً تربّع على عرش يأسك. اعصر همومك المضنية لتتقاطر من عينك دمعات تشكو لخالقها ما ألمّ بها، هزّ قلبك هزّاً شديداً ينفض عنه كل مراتع الشهوات الحقيرة، واصرخ من الأعماق قرباً وابتهالاً. في سكونك اصعد بتلك الروح إلى الأبواب العالية حيث تصل إلى هناك كلماتك، قلها بصوتك أسمعها لقلبك ودع خلاياك تتحسّس هذه الكلمات، قل له: (ها أنا ببابك، ها أنا بين يديك ذليل إليك أتيتك راجياً عفوك وغفرانك....). استعر الخيال ولابأس في ذلك، فالخيال نافذة نرى منها كل شيء. كيف بك بمجلس حضره الملك والأمراء والوزراء، وقد أنصتوا في تلك اللحظة لتتحدث، وكل العيون متجهة إليك وكل الآذان منصتةً لك، ترى كيف ستكون كلماتك؟، ولربي المثل الأعلى وأنت تناجيه دع كل مافيك يشعر ويستشعر بذلك المعنى العميق، اخشع بوجدانك في هذه اللحظة (الله ينظر إلي ويسمع ما أقول)، فقل ما شئت وما يجوب به خاطرك، فضفض له عما تُسرِّ، حدّثه عن أحلامك وأنك ترجوه أن يحققها لك، حدّثه عن حزن بات يسكنك وأنك تطلب منه أن يقلبه فرحاً، قل له عن أحبابك الأحياء والذين رحلوا، اطلب منه أن يحفظ من بقي منهم وأن يرحم من توفاه.

من حولك الآن وخلف تلك الجدران حكايات كثيرة مثقلة بالهموم والبلايا. من خلف الجدران هناك من يبيت وقد بيّت أن يطلّق تلك الأحزان بالقرب من الرحيم المنّان، وهناك من بات ليله لاهيا وباتت معه أحزانه وآلامه تغطُّ في سبات عميق، فأي الفريقين ترجو فذاك هو شأنك!.



  • نادية زائد - Nadia ZAID
    فتاة أمازيغية عربية من أصول سوسية مغربية معشوقة المطالعة مولوعة الانجليزية اقتصادية التخصص مسلمة الديانة ** أريد تغيير العالم تقولون أحلم كتيرا أقول تفكرون قليلا **
   نشر في 20 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا