شهادات الكتاب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شهادات الكتاب

الروائي حسن غريب

  نشر في 14 ماي 2021 .

شهادات الكتاب

•••

دور الذات في قصة ( ملمح !!) لـ حسن غريب أحمد

بقلم الناقد الجزائري : السعيد موفقي

في الواقع كنت أرغب أن أمر بتوقيع لمسار القصة (ملمح !!)موقعالقصة العربية ، غير أنّي اكتشفت ملامح قوية في عرض العقدة التي اقتضت من القاص اعتصار الأحداث بشكل ذكي صبّ فيها صورا مختلفة لمشكلة إنسانية امتزجت بمواقف نفسية عسيرة ، و تلك هي القضية التي بدأ بها القاص و أنهى بها المشكلة ، و لم تكن مجرد عرض ، إنما البحث عن تلك الحقيقة غابت في صراع أخفى البطل أهم أجزائها و تركها بينه و بين نفسه ، ((برز وجهه من وراء النافذة الحديدية .. عاود البزوغ مرة أخرى .. نادى على زوجته .. بأعلى صوته : " نصرة "

.. أين أنت؟ ) في هذه اللحظة تراكمت أمامه كل الأجزاء و أوشكت على الانفلات ، تدفق لم يستطع البطل الحد من هيجانه ، و لم يكتف بالتأمل ، تشتت قواه و توزعت فيفوضى بين حصار داخلي شده إلى آلام دفينة بعثتها آهات الاستغراق الزمني وتألب المواجع التي احتدمت بحاضر أليم تعارضت فيه مواجع مختلفة ، تركت في داخله صدى اخترق مكوناته و هزّ كيانه بقوة ، ((دوى إسم نصرة فى كل الأرجاء المتعفنه من المكان .. سمعه الكبار والصغار .. قال كيف حال الأولاد؟))

كانت صرخة غير متوقع و استطاع أن يقتلع من داخل نفسه كل المواجع التي رسبتها محن قديمة و تراكمت ذكرياتها بمختلف الألوان ، لم يكن مجرد سؤال ، هي صدمة عنيفة كشفت عن أسرار ظلت غائبة …و استمرار الأسئلة كان من قبيل عدم الاكتفاء بالإشباع الذاتي و اختلال التوازن الداخلي الذي اهتز لأسباب مفاجئة …و لم يكن الردّ سريعا ((ردت نصرة بخير وكيف حالك أنت ، رد بخير ، خرجت الكلمة من بين شفتيه متقطعة مذبوحة ممـــــــدودة ـــ لها معانى جمة .. نصرة هذه الأيام سوف تمر ..))

كل الرموز التي اختارها الكاتب كانت حاضرة بقوة بدءا بالعنوان : ملمح / من وراء/ الحديدية / دوى / المتعفنة / متقطعة / مذبوحة / …..يجمع هذه الرموز الاختباء ، الاختفاء ، كل ما هو سري ، الضباب…و غيرها مما يعكس التنافر و التعارض بين الأشياء ، إن في الألوان أو الأصوات …و حتى في الأشكال : النافذة / الحديد / المكان المجهول / ، أما الاستغراق الزمني فالعملية واضحة منذ البدء إذ أراد الكاتب الوصول إلى نهاية مقنعة و قول البطل : (( المهم حافظى على نفسك ..))

هذه طريقة للبحث عن التوازن أو الاعتدال المفقود و لم يكن التحرر كسر القيود بقدر ما يعني التنفس من الداخل و التحرر في العمق …كلها صور لتاوز عقبات موهومة مسيطرة على الذات ، متجذرة في مكوناتها (( يختفى مرة أخرى خلف الشباك الحديدى وهو يحلم بالحرية .. يبرز من هناك ضوء مصباح خافت للزنزانة .. يصيح حارس السجن بأعلى صوته : لقد أقبل الليل .. كل المسجونين يذهبوا للعنبر الخلفى .. الزيارة إنتهت *)) كانت نهاية ، صوتية مدوية ، انغلاق كثيف في حدود الصدمة / السجن الزنزانة / الحراسة / الشباك / الليل…تلميحات حية عاتمة ….

في الأخير تمكن الكاتب من طرح فكرته بذكاء و مج الأصوات من أجل تعايش الاهتزازات ليتحقق الاستقرار من الداخل قبل لخارج.

بالتوفيق للكاتب.

قراءة أخرى لقصة (وجه آخر للبؤس) للأستاذ حسن غريب

بقلم / السعيد موفقي

كاتب وناقد وروائي جزائري



  • حسن غريب
    عضو اتحاد كتاب مصر عضو نادي القصة بالقاهرة عضو أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب عضو نادي القلم الدولي
   نشر في 14 ماي 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا