( القراءة تصنع إنساناً كاملاً , و المشورة تصنع إنساناً مستعداً , و الكتابة تصنع إنساناً دقيقاً ) فرانسيس بيكون
منذ ما يقارب الستة أشهر قرأت سلسلة مقالات لأحد الكتّاب الشباب يعلن فيه إعتزاله للكتابة و ذَكَرَ الأسباب التي دفعته لذلك , لم أعِر الأمر إهتماماً حينها لكن بعد ذلك توالت أمثال هذه المقالات التي يعلن فيها الناس إعتزالهم للكتابة حتى وصل الأمر لأصدقائي بل إن العدوى قد أصابتني لفترة من الوقت و توقّفت عن الكتابة , و هو ما دفعني للبحث في الأمر لمعرفة أسباب ذلك .
وجدت أن معظم الأسباب تتلخص في هذه النقاط الأربعة :
-أن الثقافة لا تفيد الناس , و الأفضل الإلتفات لما يفيدهم مثل الصناعة و التكنولوجيا و غيرها
-الكتابات تبدو تافهه و ساذجه مقارنة بالواقع
-أن الكاتب لا ينفّذ معظم ما يدعو إليه في كتاباته
-أن الكتابة تضيع الوقت , و الأفضل إستثمار هذا الوقت في أمور أكثر نفعاً
لقد عرضت هذه الأسباب على نفسي و تساءلت لماذا أكتب ؟ هل لأبوح بما يدور في خلدي ؟ أم لأنفّس عما بداخلي من الغضب؟ أم لأحصل على تعليقات من الناس على ما أكتب ؟
وجدت أنني أكتب من أجل كل هذه الأمور معاً :
أكتب كي أعبّر عن مشاعري و آلامي حتى لا أختنق بها
كي أخرج شحنة الغضب من داخلي حتى لا أنفجر في وجه الجميع
كي أتلقّى تعليقات الناس و ثناءهم فيسعدني الثناء و تجعلني التعليقات أراجع نفسي
أكتب لأنني أحب الكتابة حتى لو قمت بتمزيق ما كتبت بعدها
لأنني أؤمن أن هناك على الجانب الآخر من العالم من يقرأ كتاباتي
أكتب قبل أن أبدأ مذاكرتي كي أصفّي ذهني من الأفكار العشوائية التي تعيق قدرتي على الإستيعاب
أكتب لأن الوقت الذي لن أستغله في الكتابة سأضيعه في أمور أخرى لا تفيد
خلاصة القول أن الكتابة تعينني على عيش الحياة بحلوها و مُرّها , و أن توقّفي عن الكتابة بمثابة الإنتحار , فحتى لو لم يكن هناك من يستفيد مما أكتب يكفيني أنني أنفّس عما بداخلي .
من المحتمل ألا يكون هناك من يستفيد مما تكتب , لكن من المؤكّد أن لا أحد سيستفيد إذا توقّفت عن الكتابة .
-
عمرو يسريمهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
التعليقات
أجدت كعادتك
تمنياتي لك بتوفيق عمرو ادام قلمك وكتاباتك ليباركك الله
موفق ..
اكتب لان في الكتابة اختبارا حقيقيا للفكر
اكتب لنحافض على جانب من الرقي عوض الانسياق مع موجات التفسخ و اللامبالات
اكتب لتصل كتاباتي، لايهم النقد او من يقرأ المهم ان تكون مستعدا دائما لمراجعة وتحديث الافكار
اكتب حفاظاً على الهوية
ان لم تكن للفرد حاجة للكتابة، فلا داعي لها
شكرا ع ابداعك للمره الالف..