هو ليس ذلك الأمير الوسيم أو الغني النبيل في روايات ديزني. ليس لاعب كرة ، ممثل أو مغني في أوروبا أو أمريكا. كما أنه ليس ذلك العبقري صاحب شركة الإلكترونيات او السيارات في احدى الدول الآسيوية. حتى أنه ليس ذلك العربي ذو العلم الكثير أو المال الوفير او المنصب العالي !! هو أبعد من ذلك ولذلك هو فارس من نوع آخر !!
هو ذلك البسيط في كل التفاصيل رغم أنه يهتم بأدقها. رقيق المشاعر بمرتبة الحزين. يسعى لرفع معنويات الآخرين رغم أنه يميل للاكتئاب. تائه لدرجة الخوف من مغادرة منطقة الأمان. له قدرة هائلة لعدم التمسك بأحد حتى على حساب نبضات تحاول أن تخترق صدره و كلمات تأبى البوح بما يرجى سماعه. فاقد للثقة بمتغيرات الحياة رغم إيمانه بأن الله أكبر من كل شيء و أي شيء. يقترب تارة و يهرب تارة اخرى فيتركك كمن وقف على بئر و غادره عطشان ليبني حوله حصنا فلا جدوى من التقدم نحوه. سلوكه يارجحك بين الثقة فيما تراه و بين التوهم فيما تشعر. لا يمكنك حتى تقدير المسافة بينك و بينه. فلسفته غريبة إذ تفهم بداياتها لكن ما إن تمسك طرف الخيط تأخذ منحى آخر أين لاتفهم فيه كلمة لتجد نفسك لازلت تمسك بطرف خيطك بشدة لاكنك تلمح الطرف الآخر يتدلى اسفل يدك! يسود بعدها سكوت قاتل يمتد ليظهر لك بطول الدهر تتخلله بين الفينة و الاخرى كلمات مجاملة رسمية تقربك لتقتلك أكثر مما تبعدك لتشفيك.
اكلماتي ترسمه لديكم كشخص سيء؟ إن فعلت فبالتاكيد قد أسئتم فهمي فهو ليس كذلك!!
طيبته ساحرة و كلماته مريحة و مجاملاته التى ورغم انها لم ترقى يوما لمرتبة الغزل إلا أنها تجعل دقات قلبك تتسارع لترسم بسذاجة على وجهك ابتسامة عفوية خجلة. حديثه وثقته تنبئان عن رصانة و ذكاء عجيبين ما يجعلك تنصت اليه و الى نصائحه برحابة صدر و متعة كبيرتين. رومنسيته و رغم طابعها الحزين إلا أنها تجذبك إليه إذ ينتقي من الشعر ابلغه فامتزاج الحب بالحزن؛ و يميل في الغناء إلى ما يرثي العاشق و ما يلاقيه من حبيبه.
نعم انه فارس بهالات سوداء على وجهه و سيجارة أبت أن تتركها انامله ، بظروف يتوهمها سجنا زج بنفسه داخل احدى زنزاناته و استعص عليه الهروب منها. لماذا هو فارس احلام؟ ببساطة لأنه ابتعد أكثر من أن يصبح حقيقة. السبب؟ لم ولن تدرك السبب لأنك لن ترصد يوما موقعك في خريطة حياته أو مشاعره حتى! تترجم كلماته و تصرفاته و تنسج خيوط قصة يحتمل أن تكون حقيقة قد حملت مشاعر صادقة بين طيات كلمات مبهمة كما يحتمل أنها أحلام لمن صادفت فارسها لاكنه كان ببساطة أبعد من أن يراها مثلما فعلت! لذلك خلاصة القصة..
فارس احلام من نوع آخر وتلك المبنية للمجهول.
-
سراب عابرwriter
التعليقات
قرأت هذا المقال و اعدت قراءته ..حقا قمة في الجمال ..
دام نبض قلمك ..مبدعة حقا