أكذوبة الحب !
هل ما نشعر به من مشاعر تسيطر على قلوبنا هي حقاً أكذوبة؟ أم أن المصير والقدر يقف في وجه تحقيق هذا الذي نسميه بالحب. هل للزمن يدٌ أم للمجتمع دخلٌ أم أننا حقاً لا نصلح للحب. هل ما قد تميل له النفس من اضطرابات او هل لدقات ذاك القلب حين يخطر في باله من أحب بأن تنتهي للجحيم. هل كل هذا هو بالفعل أكذوبة؟ موضوع قد يصنف في قائمة المحظورات في مجتمع شرقي، يحمل صفةً الدين له يد في تسيير أمور الحياة، ولكن لابد من كسر حائط برلين وإن كان من المتسحيل تحطيم ما في النفوس من تحفظ على هذا الموضوع. فسأحاول جاهدًا بأن أصنع شَقًا في هذا الصرح الضخم الذي يدعى بالحب!
نشر في 15 مارس 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
على اختلاف وجهات النظر بين تأييد للموضوع تحت ادراجه ضمن قائمة الحرية الشخصية وبين معارض كان بالكلمة أو بالسلاح لهذه الفكرة ككل، فهي مُدْرجةٌ واصبحت شائعة في هذا الجيل إن لم يكن في الذي سبقه حتى.
الحب كفكرة هو شيء فطري لا يختلف اثنين عليه، بل ويدعمه الاسلام والعُقال من البشر أو الأهالي، فلا حاجة لنا في حياة مدامت تخلو من الحب، مع تعدد المحبوب في نفس المكان والزمان. فبين حب الله ورسوله، وحب المربي سواء كان أبًا أمًا او شيخًا ، كان للجنس اللطيف قسم آخر ينفرد في مفهوم الحب. بل وقد يسعى من يدعي أنه قيسُ هذا الزمان على تكريس التفكير في المحبوبة سعيًا للوصول إليها، جاهدًا مواصلة الليل بالنهار عملاً وتفكيرًا بها.
مع التطور في صور التواصل كان للانترنت قسم كبير من هذه العلاقات التي في اغلب الأحيان تصبح عابرةً، وإن لم تنتهي ب" بلوك" يكون الطلاق لقلبين خُدعا بأكذوبة الحب. اجل ففي العلاقات التي تتمحور في شبكة عنكبوتية تؤول إلا التهاوي كشبكة العنكبوت نفسها، فوق المحيطات، عبر القارات ، بين الصحاري والغابات ، صفاتٌ لعلاقات حتما يكون فيها طرف كالحجاج وطرف احتكم الى ظالم، فهشاشة العلاقة تكون اعلى من هشاشة عظام طفل رضيع يُسقى حليب أمه.
"نحن قومٌ أعزنا الله بالاسلام" كما نقل عن الفاروق ، فكما لكل شرط جواب فجواب هذا الشرط ذلٌ فور الابتعاد عن الاسلام. وإن كان للحب فائدة اجتماعية قبل الزواج لما غفل عنه الاسلام وما كان ليجحده حقه ابدًا.
ففي علاقات الحب المعسولة يُري كل طرفٍ ما يسره للطرف الآخر حينما ينفرد في عيوبه وفساده لنفسه فقط، وهنا تكمن الكارثة حينما نستمر في الكذب لأعوامٍ يؤول اليه الحال إلى خيبة مدمرة. يكون سببها اختيار من لا يناسبك من خلال أكذوبة الحب التي تُزرع في مخيلة الشباب كما في اللاوعي عند الأطفال !
تم ..
هشام خدّام
-
Hisham khaddamشاب ساقه القدر أن يبتعد عن المجتمع الذي كبر فيه، لكي يرى نفسه على أطلال الأندلس في أوروبا !