قَتَلَةٌ ولكن.....
أباطرة الظلم....منذ بداية الخلق....سلالة لم تنقرض....
نشر في 29 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
نحن قتلة.....نعم قتلة.....قتلة ولكن......نقتل بغير سلاح....ملطخون ولكن ليس بالدماء....لم تتلطخ ايدينا....بل تلطخت ثغورنا والسنتنا......نحن من نقتل القتلى ولكنهم لا ينزفون.....جروحهم لا تنزف دماءً....بل تنزف عبراتٍ،ومع كل عبرة تسقط....الى انهم يشعرون ان دمائهم أُرِيقَتْ......ميتون ولكنهم احياء في الوقت ذاته...ميتون ولكن لم يدفنوا،ميتون ولكن لا احد يبكي عليهم...ميتون ولم يتم تكفينهم،ويظل السؤال هنا:من قتلهم؟!
انهم نحن يا ساده،لنا لسان يقطع القلوب كالسيف..ولنا نظره تثقب رأس من نكلمهم،لنا صوت يهز الابدان ويحطم الكيان كما الزلزال... نثور كبركان هائج ونحرق القلوب بحمم كلماتنا،وقد ندس السم في العسل،نقنعكم بحكمتنا ولكننا في الحقيقة (سفاحون غير مرئيون).
لنا نقد يسم البدن...الكلمات قاتلة....لن يصرخ المقتول او يتأوه عندما نقتله...كثير من العبرات هنا وهناك...وكم من عبرة شربناها شرب المدمن للخمر....وكم من قلوب امتصت الحزن كالاسفنجه،وتشربته،حتى اصبحت مليئة به،انها تنتظر من يربط عليها،ولكن هل من آتٍ؟!
لاننا جبناء....فلو مرَّت هذه الاسلحة الصامته علينا لتفطرت اجسادنا قبل افئدتنا،يالله كم نحن اشرار....كم نحن ظلَمَة...كم نحن جبابرة...نحطم القوارب ونكسر كل مجداف ونحرق كل جسر قد يوصلهم الى المنال...ولكننا تفاجئنا بعدد المرات التي اضطررنا فيها الى عبور نفس النهر،فلا مجداف ولا قارب ولا جسر،وليس هناك من طريق اخر،او وسيلة اخرى للعبور
(نقتل بشغف...ناكل لحم قتلانا ....ونشرب من دمائهم...وناكل أكبادهم بكل شراهة...ونقطع كُلاهُمبكل نَهَم...!)
ولكننا لاندري متى سيحل الدور علينا....ومن سيحل محلنا....وبحر البشرية يطفح بالضحايا .....بالدماء القانية..من سيوقف هذه السلالة من الجبابرة؟!لا نعلم ولكن .....الزمن كفيل....ستدور بنا...ولن تتوقف عن الدوران ولكن.....الى متى......الى متى....فهو عهد لن يدوم طويلا! .