تقول ’’’كتب علي الحزن منذ نعومة اظافري فانا لااكاد ابتسم او حتى أفكر في فتح ثغري لكي أعلن بدأ مراسيم الفرح، لتأتيني صفعةمن حيث لا احتسب تدخلني دوامة نحيب صامت’’’ .
الى متى نسمح للحزن بان يفعل فعلته فينا؟ ،بأن يدمرنا ، بأن ينسينا أنفسنا ،بأن يبتزنا ،يرهقنا ويؤذينا، لما نسمح له بان يهتك عرض فرحنا وبان يقايضنا برغيف فرح مقابل وجبة دسمة منه، لما نعيش الحزن والالم بكل جوارحنا نغوص فيه ونستشعره ونهيأ له كل حواسنا بل ونسانده ، فيما نمر على الفرح مرور الكرام وكانه داء ما ان نحتك به نهلك،لما كل هذا الكم من الحقد والمعاداة لكل ماهو مفرح ، نصف ابتسامة مقابل وابل من الدموع التي لايمكن لها ان تنضب ونحن نمارس طقوس الحزن الخاصة بنا، لما تنقبض قلوبنا حين الفرح منتظرة ماقد يسبب لها الغم متوعدا اياها اذا مامارست سعادتها دون القيود المفروضة فستتأذى ، فيما تنشرح قلوبنا للالم وتفرش له أراضيها بؤسا سوادا هما وغما مستقبلة اياه ولسان حالها يقول ’’’وطئت اهلا وحللت سهلا’’’ لما كل هذا الظلم في حق انفسنا؟ مايجب معرفته هنا ان المصاب بداء الحزن انسان هش قابل للانكسار، بمجرد مايتم التقرب منه او حتى هدهدته انكسر وان انت لم تلتفت اليه قد لاتراه مجددا فالحزن يجعلنا نتلاشى نركن في زاوية حيث لايمكن لاحد سوانا التلذذ بسماع حشرجة مابداخلنا من ألم، تلك الغصة التي لاهي خرجت فأراحتنا ولاهي بقيت فأدمتنا ، تلك الكلمات والمشاعر المحشورة داخل الحلق معلقة في المنتصف كالخنجر تطعن فينا قد ولى أمرها اليوم حان الوقت لان نكسر القيود وان نتحرر من ما ينهش سعادتنا ،ان نحزن ولكن برقي ان لانذرف الدموع ونحن متكورين على انفسنا متخذين وضعية الجنين وكأن الحياة ستتوقف حدادا لاجلنا وستحزن معنا، هيهات ماضرنا لونحزن ونحن متكئين على اريكةنستمع لمقطوعة الفصول الاربعة لفيفالدي ، او لاحدى روائع الصوت الملائكي فيروز ، ياقلبي لاتتعب حالك ستفي بالغرض ،فلنجرب ان نقلص طاقة الحزن وان نستهلكها في شيء ايجابي كأن نقرأ لغابريال غارسيا او لمحمود درويش او حتى لجميل بثينة، ماذا لو تزينا وخرجنا لنجتمع بالاصدقاء كلما شعرنا بثقل الالم الذي يطبق على صدورنا ، ان نشاركهم ما ينغص علينا حياتنا لعلنا نجد حلا لحالتنا ،وان انقطعت بنا جميع السبل فلنحزن بين يدي الواحد الاحد فهو القادر على استبدال دموعنا بفرح وابتسامات .
ان نحزن ونفرح بعدل ان تتساوى مشاعرنا وان لانترك للحزن الفرصة بأن يستولي علينا وان يستعمرنا، ان نتدبر الحياة ففيها مايستحق العيش لاجله ومايستحق الفرح ، دعوات الامهات، حكمة الاجداد ، وجمال تعابير الجدات، رائحة المواليد الجدد، والبن المعبقة ،ازهار القرنفل ، الهيدرانجيا والتوليب ،حب طاهر عفيف،ابتسامة صادقة والمزيد والمزيد....
-
سارةقلب مشع روح شفافة
التعليقات
بالفعل نحن نمنح الحزن و الخوف أكثر أوقاتنا , حتى عندما نفرح نخاف أن يحدث شيء يفسد فرحتنا .
بالتوفيق و في إنتظار مقالاتك القادمة .
احسنتٍ و موفقة في كتاباتكِ القادمة .