جاري البحث عن زوجة...........5 على شط البحر
قصة قصيرة
نشر في 25 مارس 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
البحت جاري عن زوجة ........ 5
على شط البحر...
قصة قصيرة...
آل الأفق إلى لون النحاس المصهور. قرص الشمس المعدني، ينزلق ببلادة نحو قمم الجبال البلهاء، الجاثمة على أرض الوطن، محاصرة بالبحر. لا تتزحزح بكبرياء الشموخ. طيور "عوا" تنعق زاهية بقدوم فصل الربيع. بعيدا عن تفاهة الشواهد والتحصيل... مخططا لمستقبلي الخالي من الحب والعمل...
يدي اليمنى تطوق ظهرها وتنحني لتتربّص فوق طراوة النهد المشدود كالطلقة في قلب المسدس القدر، الموت. وقفنا طويلا. تكلمنا بلا انقطاع. كانت تستسلم ليدي، تكسبني، بلا هوادة، أردافها المعطاء. كلما ودعتها بقبلة عادت لتبدأ من جديد كلاما بلا منتهى...
المشهد بلا رتابة. جاءت ساعة الشد. القبلة الموتوقة، المفخخة، الشفة على الشفة والساق على الساق، ملتفة عند ناصية الشارع. تماما عبد باب الغروب. أطلـِقها مذهولة. دائخة. منهكة. منفوشة الشعر. حمامة... وميض لعابها شهد عسل على شفتي...
استسلمت لها وهي تسند رأسها على صدري. تمسك يدي. تقبلها، لأول مرة، تقبل امرأة يد عاشقها في تاريخ ذاكرة أفكاري... قبلتني، هاجمتني. موجة هائجة تغرقني في بحر الشوق. قبلتها بسغب، أمام غـِلـْسِ الشمس، أمام البحر... تجاهلت نفسي على شط الرمل...
في لوحة عميقة الغور، والإحساس المفرط من الرومانسية... الصخور تحرسهما. الطيور. السحب البيضاء العابرة... أدم فيّ: يحتال على التفاحة... يأكلها، يقضمها...
أثوابنا ابتلت برذاذ نثيب البحر... زبد الأمواج يلاحقنا... تراجعنا بخطوات ملونة... متعانقين. متلاحمين. ملتصقين. ما في الجبة غيرنا... ما أسخى الأثواب الهفيفة... لم أكف عن استرجاع ثنورتها الصيفية، المفتوحة بكرم، الكاشفة عن نهدين شهيين...
جلست ملبد الإدراك. هل أعود إلى "البرتوش" أم الفندق؟. حواء المقصوفة صامدة. مدمرة. مسالمة. ثائرة. والليل يدق عليّ الأبواب الصماء. انخلع قلبي برجة الآذان... حي على الصلاة... حي على النوم... الجوع يسحقني... كنت منخورا حد البهجة... كنت سعيدا حد المهزلة...
توقفت متعبا عند زاوية السور المكسو بالطحالب، المطل على الساحة القديمة المهجورة... أتأمل أشباح المساء قادمين... اللحظة انتهت بقبلة الافتراق... وجملة كقذيفة... "عنداك خوتي... إيشوفك.. ها هما جايين..."
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 25 / 03 / 2015