يومٌ آخر ممل ورتيب ومكرر و بالكاد تصطاد بين كومة من الأحداث الغريبة حدثا جميلا وتتأمل بين تلك الأحداث المتتالية فلا تجد ما يسر النفس !!

إننا نواجه يا سادة كمَّا رهيبا من الخوف و التوتر و القلق ..نواجه المخاض ما قبل الولادة !

بدأنا نحس بنبض الشارع العربي و كيف تحول من شارع يتغنى بالقصص و الشعر والدواوين و يقوى بأصوات المساجد إلى شارع مليئ بما يشتهيه مجلسُ الشيطان ..لم نعد نعرف لما هذا القتيل قُتل ؟!

لما هذه الصغيرة إغتصبت !

ولما هذا الطفل بيع جسدا وروحا ..!

أصبح الجميع متضرر سواء نفسيا أو إقتصاديا و إختل توازن الجميع و البعض منا أصبح صامتاً لا يحرك ساكنا ينظر بعين العجز حوله و يمضي لما ستقدمه له الأيام ..!

تعيش الآن كأنك مستهلك ..قطعة منك تعيشُ وفقا لقوانين مفروضة و قطعة أخرى تحاول بكل قواها أن تتحرر من كل شئ و تعيش لنفسها فتضيع أحيانا بين كل هذا فتلتزم مكانك رغم أنَّ الزمن يهرول بكل عناد و يدخلك رغماً عنك سباق السرعة فتضيع أنت بين ساعات أو أيام ثم سنين وتجد أنك لم تحقق سوى المسموح به ..الزمن هنا هو صانع كل القوانين هو كل شئ !!

كلٌّ منا له نظرة خاصة لما يحصل الآن وله نظرة مستقبلية لما سيحدث لذا كل شخص له بوصلة خاصة هو بحد ذاته مجتمع خاص يحتاج دراسة فهذه الخلطبيطة التي نعيشها الآن في هذا المجتمع المغتصَب من كل الجهات يحتاج منا أن نجاهد بكل طرق كي لا نُستهلك أكثر مما سبق !

فقدَ مجتمعنا قيمته منذ أن أصبح الغريب حبيبا و منذ أن همِش الدين و العرف و اللغة !

كأننا أزلنا للشمس نورها !...

البعض منا متعب و يضحك ضحكة مغلفة بخيبة و كسرة و خذلان والأكثر تأثيرا ..الفقر !

هذا الأخير الذي يقتلُ المرء بروية فيحرمه حقه في الوظيفة أو الزواج وما يزيد الطين بلة هو قانون الطبقية الذي يستعرض بكل وقاحة ضعف الفقير وسطوة الغني ..ذاك الهرم اللعين الذي يصنف الناس حسب قيمة الدخل لديه ..غباءُ المستعمر ووقاحته منذ القدم جعلت للصفر قيمة في بنوكهم ..

وأختم بقولي هذا :

أنَّنا الآن في ذروة الإنقلاب الإقتصادي الذي سيحرم الطبقة الوسطى من المشاركة في هرمهم فبدل أن تكون ثلاث طبقات سيصبح في السنين القادمة طبقتين فهذا إجتهاد الشيطان وكل إجتهاد له نتيجة وهذا قانون الطبيعة سواء كنتَ عاصيا أو تقف في محراب الدين ..الكل في الإجتهاد سواسية في النتيجة .