الشباب والبناء الروحي
عباس عطيه عباس أبو غنيم
لاشك أننا نحتاج في تربية أبناءنا إلى التوازن في عملية التربية ’فهي مرحلة في غاية التعقيد والصعوبة وهي بين مد وجزر ((قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ (التحريم 6))) تتطلب منا الإدراك في متطلباتها الحياتية ومتطلبات أجساد أبناءنا وثقافتهم الفكرية فهم بين حالين ,أما أن يكون مؤمنا وأما أن يكون غارقاً في ملذات الدنيا بعيداً عن رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله)في الوقت الذي يكون فيه(( أن الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة ) (الكافي للشيخ الكليني ج 6 ص 3.) و عن الإمام الصادق (عليه السلام)ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته وسنة هدى سنَّها فهي يعمل بها بعد موته أو ولد صالح يدعو له (الكافي للشيخ الكليني ج 7 ص 56).
ومن هنا باتت الرؤى تتجه إلى الحفاظ على القيم الإنسانية التي تعزز من قيمة الفرد في سلوكيته هذه السلوكيات التي يجب أن تكون ذات طابع كبير في حمل مفاهيم الإسلام ومعانيه دون معاني الغرب الذي يريد تقوية اواصرة في ضرب مفاهيم الإسلام وغمس أبناءنا في قيمهم ذات التميع والخلاعة قال الله تعالى ((وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴾) (الأعراف (58 .
نجد كثيراً من الإباء لو تصفحنا تأريخهم العريق نجد بأن ليس لديهم الهمم العالية في تربية أبنائهم ,ولم يوفروا أي جهد لرفع همهم ونشأتهم نشأه صحيحة ,وخير دليل على ذلك وصية لقمان الحكيم لأبنه قولُه تعالى -: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (لقمان: 17) نجد هنا العزم بها من حيث الدلالات الواضحات في الوصية الخالدة وعلينا الوقوف مليا في هضم معانيها من حيث التربية الصحيحة وجعلهم مدركين لما يدور حولهم من خزعبلات تريد انحرافهم من القيم الإنسانية .
فأعلم أيها الأب المربي أن أعظم وسيلة لجعل الأبناء في حالة إدراك لحقيقة الأمر هو التعلم في القيم والمبادئ التي ذكرها الله في محكم آياته ومفاهيم الرسالة المحمدية لما فيها من قيم تعزز قيمة الفرد أخلاقيا وتربويا قال الله تعالى ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ )الحج41 (عن الإمام الصادق (عليه السلام) أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم يُغفرْ لكم ، وفي الحديث: "لئن يؤدِّب أحدكم ولده خير له من أن يتصدّق بنصف صاعٍ كلّ يوم الحر (العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص195) .
وأخيرا على الجميع التحلي بالصبر على تربية أولادهم ولما لها من دلائل كبيرة معنوية وروحية يشملها الحث على القيام بها لخلق التوازن بنشر الفضيلة ونبذ الرذيلة وهذا ما فرط به الغرب وجعل البشر اضحوكه وسخريه بحجج واهية لم تصل للمفاهيم والقيم التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله .
-
الصحفي عباس أبو غنيمعباس عرفه الناس أنه ساذج لايعرف الحياة جيدا ,لكن عندما شاهد الناس مستخفون به و كيف يتعامل مع من استخف به وكيفية خضم مصاعب الحياة فتراه يعامل الناس على قدر عقولهم