بعد غياب كام يوم مكنتش بروح فيهم المكتب لاني كنت بخلص شغلي من برة واروح علطول,
ابتدي يومي عادي جدا ....صحيت بالعافية وكسلان اروح الشغل خصوصا اني عارف ان يومي فيه
طويل فكنت بجاهد نفسي واعصر علي نفسي لمونة عشان مخدش اجازة اليوم ده.
المهم يعني وصلت الشغل في معادي ويمكن قبل منه بدقايق , كنت لسه بخطي اول سلمة من سلالم
الشغل الطويلة لما كلمتني "فتحية" عاملة عندنا في الشغل وبصوت حزين همست وقالتلي" عارف البت
رضا؟؟؟" , قولتلها : "اه , عارفها" ...... زادت في صوتها نبرة الحزن :" ماتت".
مفيش داعي اقولك اني رديت عليها بنفس نبرة الحزن والاسي وعزيتها بكلمات بسيطة وكملت طلوعالسلم.
سكون وهيبة حطت علي المكان لاحظتها مع اول دقيقة كنت فيها في طريقي لمكتبي , وعلي اختلاف قرب المكاتب من "رضا" , كان بتختلف درجة الحزن اللي بالاقيها في كل مكتب....
وفي كل مرة اقابل حد كان قريب من " رضا" اعرف
اننا مش لازم بس نزعل لموت حد قريبنا او صديق عزيز وغالي علينا .....اي حد كان موجود حوالينا
وفجأة اختفي وساب فراغ ولو بسيط لازم نزعل عليه ونفتكرله اي حاجة كويسة كان بيعملها لينا او لغيرنا.
لما وصلت مكتبي كنت لسه متأثر بحزن الناس اللي قابلتهم برا علي فراق "رضا", لحد ما اتحول كل احساسي لاستغراب ودهشة لما سمعت "صبرية" العاملة الخاصة بمكتبنا بتتكلم وبتحكي عن المرحومة:
"الله يرحمها بقي , يوم ما عملت الحادثة كانت بتتمني اني اموت فيها , وكانت السيجارة مبتفارقهاش...
وفي اواخر ايامها كانت بتفرفتها وتسف اللي جواها عشان تعمل دماغ اسرع, دلوقتي حيقولولي امسكي انتي المكاتب بتاعها عشان مبقاش فيه غيري في الشقة دلوقتي ......الله يرحمها , كان نفسها اموت عشان
تاخد المكاتب بتاعتي , شوف مين فينا ورث مين !!!!!!"
ومن الكلام البسيط ده صدقت حقيقة اننا بقينا عايشين في وقت بنتمني فيه الموت لبعض مش عشان مناصب او نفوذ .......احنا ممكن نموت بعض عشان نفترس تعاطف الناس معانا لوحدنا بدون شركا,
وان مش كل حد شكله غلبان ومسكين بيكون كده فعلا , لانه في الغالب بنكون احنا اللي غلابة ومغفلين
عشان صدقنا ان دنيتنا دي لسه فيها غلابة ومساكين......
اسلام يوسف
4/4/2014