لماذا أنسحب المثقف ؟
لماذا ترك الساحة ؟ ومن البديل الذي تصدر المشهد
نشر في 16 ديسمبر 2017 .
قد لا اكتب هذا مره أخرى !
لكن ما يحدث يحتاج وقفه تأمل ونظر وإعادة التفكير جيداً في مسيرة المجتمع ؟
لم تعد مقاييس الماضي تصلح للحاضر كما ليس لها مكان في المستقبل ، فالعصر متجه للتدني في كل نواحيه ! لم يعد صوت العقل يلقى أذان صاغية حين نقع في مشكلة ونحتاج لحل لها ، أصحاب المشورة والرأي لم يعد احد يعرفهم ولم يعد لاسمائهم صدى كما في السابق .
في حين ظهرت شخصيات كـ ابوجيجو وشخصية الخال التي تصل نسب مشاهدة مقاطعهم مئات ألاف خلال ساعات ، هل نترك هؤلاء المهرجين وأمثالهم يقودون المجتمع بالاستحواذ على انتباهه واقتباس الناس لإلفاضهم التي أصبحت دارجة في لغة الشارع !
أين المثقفين من هذا الصراع !
لماذا عزفتم بأنفسكم ولم تقدموا محتوى ينافس المطروح ويعبر عن أفكاركم وتطلعاتكم النبيلة ، لاتتركوا الساحة بحجة أن احد لا يسمعكم كما فعل احمد الشقيري وتخلى عن برنامجه خواطر لأنه اخذ منه عشر سنوات ولا يريد إضاعة عمره فيه أكثر ، فتقوقع في قمره وفقد التأثير واثبت انه على خطئ .
المجتمع كالأرض وحين لا تزرع بأشجار مثمرة تنمو فيها الحشائش الضارة ، وربما جاء احد وزرعها بمحاصيل دخيلة ومدمرة على المجتمع .
لغة التخوين والتهديد والعنف أصبحت لغة الخطاب ، لان من يتصدر الخطاب الاجتماعي لا يتسع صدره للاختلاف وتعدد الآراء فظهر الاستعلاء والعنجهية وأصبح سمه التحاور البارزة .
ولم يعد الصواب معتمد على المنطق العقلي والقيمي النابع من اقترابه من الحقيقة بل نابع من منصب القائل وسلطته ، وأصبحت الحقيقة الوحيدة التي يعتمدها الناس هي حقيقة الشخص القوي بنفوذه وقوته ، ولم يعد يسمع صوت المثقف والأكاديمي وأهل الاختصاص إلا بقدر مع ما يتوافق مع صوت السلطة الشائعة .
كل هذه الفوضى مسؤول عنها المثقف الذي ترك الساحة واختفت معه مفرداته التي يعتمدها في الحوار والتعايش وكيفية حل المشكلات ، فغاب عن الناس الطرح العقلي الأمثل للتعامل مع الحياة ومتطلباتها وحل محله الأنماط الأخرى التي ظهرت لتسد هذه الثغرة التي تكبر يوماً بعد يوم .
نحن جزء من المجتمع قد نطلق اليوم هذا التساؤل ولكنه أذا استمر الحال سيتلاشى السؤال ونندمج مع لغة العصر القادم ، قد يكون عزائي الوحيد أنني كتبت هذا المقال لعله يسمع من لديه الرؤية والقدرة على قيادة المجتمع ليستيقظ من سباته وليعود الى الساحة للخروج من هذا النفق المظلم .
-
امين الحطابهم أمة في ... كلمة
التعليقات
جملة غنية جدا بالمعاني سلمت وادام الله قلمك يا صديقي
.
ويرسم لنفاق مسار ا
.
سيدي ان قلت ثقافه
.
فأجاب الجهل ببساطه
.
فالو ترا ما حل بالعالم لدمعة عينيك شفقه
.
فالقتل اصبح عاده وشرب المسكراتي رجوله
.
والحرام اصبح حلال والعلم دفن تحت تراب
.
ولا مجال لثقافة فهيهات لزمن ساد التطور والسفاهه
.
.
.
.
تحياتي لك اخي امين
و أكبر مثال لذلك هو مصر , فبعد ثورة 25 يناير ظهر العديد من المثقفين الذين حاولوا نشر الثقافة في المجتمع , لكن المجتمع لفظهم و هاجمهم حتى اضطروا للهجرة .
المثقف في النهاية إنسان له طاقة و للأسف فقد استهلكت هذه الطاقة طوال الفترة الماضية .