كان الله بعون العقل البشري.. كيف له أن يستوعب بأنه غارق بمحيط من الكوارث لا أحد سيؤويه منه إلا الله... إلى أين سيلتف اولاً للملمة ما تبقى له من حلول... جائحة كورونا المُطوره مخبرياً التي أرعبتنا على مدى شهور وأغلقت الأبواب بأوجه من هم أقرب من النبض إلى القلب... أم بالكوارث الاقتصادية.. التي أذلت كل عزيز نفس فبات المواطن يُغرق نفسه بالديون حتى أصبح يتغرغر بها لينتهي به الأمر ممدا على سرير في إحدى المستشفيات يتلقى علاج لأمراض الضغط والسكري على أفضل تقدير في حال أن الجلطات رفيقه هذه الأيام لم تودي بحياته... أم بقضايا المعلم والعاب الحكومة معنا الذي شمله دمار التعليم وإضاعه هيبه المعلمين ومربيات أجيال خلف القضبان فقط لأنهن اعتصمن للمطالبه بحق يعلمونا إياه في مناهج التربية الوطنية التي وضعتها الدولة أما من تظاهرن حاملون لافتات لإسقاط دور الأب وتدمير ما تربينا عليه من قيم تحت مسمى الحرية لم نرى أن رجال أمننا البواسل اتخذوا ذات الموقف حيالهن.. فعادوا سالمين إلى أهاليهم يمثلون نساء وفتيات المجتمع الأردني...
أم يلتف إلى الحراكات السياسيه والأجندات الخارجية المدروسه جيدا للاستفاده من هذه الكوارث...
أم بالبطالة.. وقلة الفرص بفائض من الكفاءات.. وسيادة الواسطه والمحسوبيه على القانون..
أم بجرائم الأسرة التي أصبحت موضة العصر... فلم يعد يمضي يوما دون أن تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي بأب يقتل ابنته وشقيق يطعن شقيقاته وزوجه تطعن زوجها وغيرها الكثير من القضايا التي تشمئز لها الأبدان...
أم بإنفجار بيروت وبحر الدماء الذي نجم عنه... فلبنان والعرب جمعاء يبكون الحاضر ومذعورون من القادم...
لا أدري كيف ستحمل كتب التاريخ للأجيال القادمه هذا الكم الهائل من الذل والفقر والظلم والدماء بعد أن كانت تحمل انتصارات وفتوحات عظيمة درسناها وحفظناها عن ظهر فخر...
أعان الله عقولنا وقلوبنا من غياب الإنسانية والعدل وحضور الخوف وضبابية المستقبل وضياع الحقوق...
بدور الحياري...
-
Budour Hiariبدور الحياري، العمر 30 سنة ، محامية ومستشارة قانونية لدى هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن واحمل درجة الماجستير في القانون العام، وأملك بعضا من المهارات الكتابية الاجتماعية المتواضعة التي أسعى الى تطويرها من خلال نشرها و ...
التعليقات
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا
منذ مئات السنين لخص حالنا الإمام الشافعي ( رحمه الله ) بتلك الأبيات فماذا عسانا أن نقول يا سيدتي الفاضلة فمن طلب العزة من غير الله أذله الله ،،،