أبصرنا نور الحياة منذ زمن بعيد و منذ أن أبصرناه و نحن إما أننا نعاني أو أننا نتسبب في معاناة من حولنا ، لا أريد أن أكون متشائما و لكن الحياة لغز كبير يجبرنا على طرح الأسئلة دون توقف.
يمضي بنا العمر ونحن نحاول إيجاد الإجابة الشافية و لكننا نكتشف في النهاية أننا في متاهة لا مدخل و لا مخرج منها . نكبر يوما بعد يوم و يكبر معنا الإحساس بالمقت و الغضب و يتغول شعورنا بالعداء نحو الٱخر و مع ذلك نضطر في أغلب الأحيان إلى التظاهر بعكس ما نبطنه إما لإحساسنا بالخوف و إما لأننا مجبرون و هو ما يزيد معاناتنا.
ندفع الغالي و النفيس و نفني عمرا نجري وراء سميناه حلما لكنه في الحقيقة سرابا ليس إلا لن ننوله مهما بذلنا من جهد ، لا أريد أن أكون متشائما لكن ما تعلمناه في الصغر من حب و تسامح ما أن نكبر حتى نكتشف أنه ليس سوى كذب فوه به البشر في محاولة فاشلة لصنع واقع أفضل ، لكن الواقع يقضي أن تمضي ليالي طويلة في ظلمة قاتمة و أنك يحب أن تخرج من من هذه الظلمة دون مساعدة من أحد ، نعم فكيف ستجد الرفيق الذي سوف ينقذك إذ كان الكل تائه في نفس الظلمة.
في كل نفس من أنفاسنا نحترق بنار الأسى و البعد ، ليس البعد عن شخص بعينه بل البعد عن ما تمنيناه لأنفسنا فمعادلة الحياة لا يكتبها البشر بل تكتب نفسها بنفسها و تفرض عليهم ما لا يتحملونه و ما لا يقدرون عليه فترى الناس يحملون في صدورهم هموما و معاناة قد لا يتحملها الجماد .
لا أريد أن أكون متشائما ، يحيط بنا كثير من الناس و مع هذا فإن الوحدة إحساس يقتل شعورنا بالسعادة ، فترنا أجسادا بلا أرواح نركض و نلهث وراء ما سميناه مصالح و شؤنا.. لا أريد أن أكون متشائما .
-
ghassen mechichiعاشق للتاريخ