هذا عدوكم فاحذروه..

هيام فؤاد ضمرة..

فيا أيها العرب استفيقوا من غفلة تكاد تميتكم وتفني أثركم، انهضوا كراماً وعوا قيمتكم وحقوقكم، ولا تظنوا أن عدو فلسطين يمكن أن يكون صديقاً لكم، لو فعلتم لكنتم بحق على قمة قائمة الحمقى والمغفلين، فعدو العربي هو عدو كل العرب، وعدو المسلم هو عدو كل المسلمين، وعدو الاسلام هو عدو ثقافتكم جميعا وأنتم في أقصى مكان من العالم، فلا تجعلوا عدوكم يستخف بكم، ويصنع بطولاته على جعلكم الثغرة الضعيفة التي يتسلل منها إلى عرينكم وينقض على جميع بني جلدتكم من العرب، احذروا عدوا متلون المواقف متغير الحالات، يتقلب على كل جانب على سبيل أن يقلب المواقف والقضايا لصالحه فتعود عليه بالمنفعة وعليكم أنتم بالضرر، لا تغفلوا من قدرة عدوكم على التحايل والكذب والتمثيل والإدعاء، فعدوكم سيحاول التقرب إليكم ليس حبا فيكم أو لمصلحة يترككم تجنوها، فهو سيجركم فقط ليحقق على ظهركم مصالح أكبر وأعم وأشمل ليصبح السيد عليكم، وتصبحون تحت امرتهم وسلطتهم.

فالله تعالى منحكم أوطان العرب ليعزكم بها، هي بلادكم كابراً عن كابر، وهي ملاذكم منذ بدء الخليقة حتى اليوم، وهي موطن ولادتكم وموطئ أقدامكم، وأرض أمجادكم، ومركز اعتمالات أحلامكم إلى أن تقوم الساعة، فلا تفرطوا بها، ولا تستهينوا بأعداء أمتكم منذ أوائل التاريخ، فالأعداء هم أنفسهم الأعداء؛ لا يتغيرون ولن يبدلوا أنفسهم، قد يرتدون لبوسهم الجديد، وتقدمهم العتيد، لكن قلوبهم المظلمة لا تتغير، وحقدهم وغلهم الكظيم لا ينطفئ، ولؤمهم والكراهية فيهم تعشش فيهم كالمرض العضال؛ لا شفاء منه.

فهذا الصهيوني عدوكم اللدود يسعى جهده لقتلكم وإبادتكم؛ فإياكم أن ترحموه..إياكم أن تعتقوه، وتصدقوا أن سيضع يده بيدكم صانعاً معكم السلام، ثقافته الصهيونية لا تعترف بالسلام وقد نشأت المنظمة الصهونية لهدف أساسي واحد لا غير، لأن تسطوا على أوطانكم، وتسرق تراثكم، وتزور تاريخكم التليد، ولا تريد منكم سوى الاستسلام، والتسليم بالوضع القائم بتملكهم وطن الفلسطينيين، فلن يفرطوا بما نالوه بكل بساطة وبتهاون وتيسير مخطط له من قبل الحكومة البريطانية، فوصولهم إلى تحقيق حلم الوطن القومي لطالما انتظروه القرون الطوال، ويكادون ألا يصدقوا نجاحهم على ضعف العرب ليصنعوه، وقد كان حلماً في يقينهم بعيد المنال، احتلوا فلسطين وهم يدعون أنها أرضهم الموعودة، فهل مهمة الله الخالق والمصور لخلقه أن يعد بالشيء وهو القادر على أن يقول كن فتكون، الله لا يمنح الأرض إلا لأهلها أصحاب الحق تاريخيا وتملكاً، ولا يعد بها مستعمرون لا يمتون لها بانتساب، لينتهكوا ملكيتها من أصحابها الشرعيين الآمنين المسالمين، من توارثوها جيلاً عن جيل، وحموها من كيد الكائدين، فأرضها تكاد تنطق تعدد أبطالها الذين سقوها بالدماء وأسبلوا فوق ثراها الجفون.

احذروا من أتوكم من شتات ليمارسوا عليكم استعمارهم وظلمهم واستبدادهم، وينتهكوا حقوقكم، احذروا أيها العرب من يتزلفكم ليستغلكم، ويغسل أدمغتكم، ويسرق منكم قراركم، وهو في حقيقته عدو مصالحكم، وناسف أمنكم ورخاء عيشكم، داعم خبيث لعدوكم، لا يعدم وسيلة لدعمة ماديا ولوجستياً وسياسياً، إحذروا من يتصيدون أطفالكم ويزهقون أرواح أبنائكم الشباب، من يؤيدون قتلكم بالنابالم الحارق والرصاص المصبوب والقتل العشوائي، من يحاصرون وطنكم، ويعذبون بالتجويع أسركم، ويحرمونكم العلاج والرحمة والسكينة، بل احذروا أيضاً عرباً باعوا أنفسهم بالرخيص لأعدائكم.

احذروا عدوكم الصهيوني فقد جعل هدفة الرئيس فلسطين على أمل أن يتمدد منها إلى ما يشاء ويطمع مستقبلاً، احذروا وقاحة مطامعهم، وخططهم الماكرة غير المتوقعة، وقصصهم المحبوكة، ودهاءهم العجيب، وقدرتهم على التنفيذ، وارتكاب المجازر، وحصد الأرواح دون أن يطرف لهم جفن أو تتحرك فيهم بادرة من مراجعة ضمير.. هذا هو عدوكم وهذه هي حقيقته فاحذروه واستعدوا له.

من الخطأ القول أن الصهاينة تخلوا عن منطقة سيناء في اتفاقية التسوية مع مصر عام 1979م بسبب ذكاء المحاور العربي، والحقيقة أقرها مناحيم بيجن في مذكراته أنهم كانوا مضطرين الانسحاب من سيناء لعدم توفر طاقة بشرية يهودية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة الكبيرة المترامية الأطراف.. فسيناء تحتاج لثلاثة ملايين يهودي لإحيائها بالاستيطان والدفاع عنها، وحينما يزداد تعداد اليهود لن يكون أمامهم غير التوسع من جديد باتجاه الأراض الخصبة في الشمال والشرق وأن رغبوا بسيناء فسيعيدوها إلى حظيرتهم، مما يدلل على أن عدوكم يغرز اليوم مخالبه في فلسطين لينقلها مستقبلاً للجوار الثري، فحيثما هناك مصالح اقتصادية وأراضي شاسعة فسيكون لهم حق التوسع والتمدد.

فاسمعوا قسم المجرم شارون وهو يتنكر للمبادئ الإنسانية العالمية فيقول.. أقسم سوف أقتل وأحرق كل طفل فلسطيني وأمه معه لأنهما أشد خطراً علينا من الرجال.

أما المجرم ثيودور هرتزل فقد توعد أن يطهر الأرض الفلسطينية والعربية المتوسعين عبر أراضيها من الجنس العربي والمسلم، وهو يصف خطتة بتنظيم فريق صيد جماعي مجهز بكل آلات القتل.

ويؤكد مناحيم بيغن في مذكراته أن أساليبهم الإرهابية قد أشبعت رغبة جارفة مكبوتة عند اليهود للانتقام من كل من اضطهدهم بالعرب.

وهذا مجرد قطرة في بحر شاسع مترامي الأطراف من نوايا عدوكم الصهيوني عليكم، فهل ما زلتم تضعون أيديكم في يديه وتضغطون عليها بحب وحنان..؟