شبهة حول قوله تعالى لا ينال عهدي الظالمين
صدق الله تعالى [[ وأنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ]]
نشر في 09 فبراير 2017 .
وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمَّهنَّ قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريَّتي قال لا ينال عهدي الظالمين )) [ البقرة : 124 ]
.. قالوا : كان من المفترض أن ترد كلمة : (( الظالمين )) مرفوعة ، وذلك كونهم يتخيّلونها فاعلاً ، ويتخيَّلون كلمة (( عهدي )) مفعولاً به ..
.. وهذه الشبهة ناتجة - كغيرها من الشبه - عن جهلهم بدلالات الكلمات القرآنيّة .. فكلمة (( ينال )) ، تعني : يدرك ..
(( لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا ممَّا تحبّون )) [ آل عمران : 92 ]
(( وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً )) [ الأحزاب : 25 ]
.. وكلمة (( ينال )) ، تعني : يصيب ..
(( ليبلونَّكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم )) [المائدة: 94 ]
(( إنَّ الذين اتَّخذوا العجل سينالهم غضبٌ من ربِّهم وذلّة )) [ الأعراف : 152 ]
وكلمة (( ينال )) تعني : يصل إلى :
(( لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )) [ الحج : 37 ]
.. وما نراه أنَّ العبارة القرآنيّة (( فال لا ينال عهدي الظالمين )) ، تأتي ردَّاً على طلب إبراهيم عليه السلام بجعل الإمامة التي خصَّه الله تعالى بها : (( قال إني جاعلك للناس إماماً )) ، تدرك وتصيب وتصل إلى بعض ذريّته : (( قال ومن ذريَّتي )) ، فجاء الردُّ على طلب إبراهيم عليه السلام : (( قال لا ينال عهدي الظالمين )) ، بأنَّ هذه الإمامة للناس ، والتي تتعلَّق بعهد الله تعالى ، لا تصيب الظالمين ولا تصل إليهم .. وبالتالي .. فكلمة : (( عهدي )) فاعل ، وكلمة (( الظالمين )) مفعول به ..