شارف شهر حزيران على الانتهاء فقد أحببت الصيف وكرهت الحرارة .. اعتدت حرارة بداية الصيف أما شهر اب فيعد شهر الغثيان بالنسبة لي كنت حينها مفعم بالحيوية فبعد وجبة الغداء لم أكن أستطيع اللعب بالخارج من فرط الحرارة لدى كنت أجوب المنزل بحث عن شيء جديد لكسر الملل فقد استولت أختي وأمي على جهاز التحكم من أجل مشاهدة سلسلة لزال بثها مستمر حتى حين كتابتي لهذه الأسطر واستولت خالتي على كل ما أملك من ألعاب فقد ازدان فراشها بمولود جديد يشبه أباه ضنا منهم اني كبرت فعلا ولم أعد طفلا .. وكلما مررت بالقرب من أبي الذي قد نال منه النوم بعد مناوبة ليلية متتالية .. لم أكن أعلم طبيعة عمله فدائما ما يرتدي بزة خضراء وقبعة مسطحة بنفس لون البزة ويخرج كل صباح ليعود في المساء أحيانا .. كلما مررت بجانبه يستشيط غضب لأنه لا يحب من يزعجه أتناء نومه استيقظ من نومه بعين مغمضة فأمرني بالنوم بجانبه ليعاود النوم من جديد ثم وضع يده على بطني فلم أقوي على الحراك خشية استيقاظه بعينين محمرتين فقد جن من فرط حركتي .. كنت الأصغر بين اخوتي فأدركت أن لي مكانة مرموقة بين عائلتي إلا مع أبي لأنه يعتبرنا سواء فكلما دخل المنزل يصدر صوت من المدخل يسمع في أرجاء البيت أشبه ما يكون بصفارة الإنذار تنذر بدخول غريب فيهرع اخوتي من أمام التلفاز نحو الطابق الأعلى لطالما وجدت الأمر غريبا لكن سرعان ما تأقلمت مع الوضع وبدأت أهرول مع القطيع .. لم أعد أتحمل الأمر .. حاول تخيل عالم من أطفال من نفس فئتي لكني لم أفلح في الأمر .. كل ثانية تمر كمقدار سنة .. من يومها لم أحب القيلولة لأني أؤمن بأن المساء وقت اللعب بالنسبة للأطفال.
بعد طول انتظار ثم بث الحلقة الأخيرة من المسلسل وبعدها حظيت بجهاز التحكم فمللت من مشاهدة التلفاز .. تزوجت أختي لتضع مولودا فاضت جعبته ألعابا ولم أكترث لأمرها .. خرقت القواعد لأجلس أمام التلفاز عند دخول أبي البيت .. حينها دخل وربت على كتفي ليجلس بالقرب مني .. فأيقنت أني لم أعد طفلا ...
-
nourddine faouziلا أعرف من أكون
التعليقات
مذكرات لطيفة جدا، بانتظار المزيد من كتاباتك.