ها قد غربت عنا منذ ساعات قليلة هلال شهر رمضان الفضيل برحماته و نفحاته العطرة و حلقت في الافق هلال شوال لتنطلق المآذن بالتكييرات و التهليلات...
علي مدي ثلاثين يومآ مضت قصيرة كمضي البرق عشنا معها ايام عطرة و نفحات ايمانية جللة هذبت نفوسنا و علمت ارواحنا ان نحيا الحياة بروح جديدة روح رمضان..
امتلأت المساجد بصفوف المصلين الذين اصطفوا رجالا و نساءآ كلا في محرابه.. علي مدار الشهر الفضيل تساوي الغني و الفقير الحر و العبد الابيض و الاسود كلا في لباسه و عبادته كلا تراصا اخوان و اخوات كالبنيان المرصوص فسمت الروح الملائكية الطاهرة علي ملذات الحياة و هوي النفس و ان النفس لامارة بالسوء..
اجواء رمضان العطرة نشرت الفرحة و البهجة في قلوب المؤمنين بدي كل شئ جميلا المؤمن داخل رمضان هو نفسه المؤمن خارجه الا ان الفرق ان سعيه لجمال سرائره و روحه في رمضان حل بسائر نظرته لشتي الامور الحياة ..
- كن جميلآ تري الوجود جميلآ -
عندما حلت بنا روح التسامح و المودة شيم و قيم الاجداد التي زرعت في نفوسنا منذ الصبا شهر التسامح و المغفرة الذي علمنا و اياه جهاد النفس و الحلم عند الغضب.. - اللهم اني صايم - الله يباركلك رمضان كريم و لا يهمك ما يصير خيتو - لاسيما رددنا تلك العبارات بنفس سمحة ودودة للاخرين علي مدي ايام الشهر الفضيل و ياحبذآ ان تئول تلك الروح المتسامحة بنا طوال العام.. لنتخذ رمضان اسلوب و منهج حياة..
_ صبرآ علي حلو الزمان و مره - { الامام ابن عبد البر الاندلسي في قصيدة - من ذا الذي قد نال راحة فكره }
بتلك العبارة الجامعة المانعة لخص الامام ابن عبد البر الاندلسي مفتاح الحياة.. الصبر علي الحلو قبل المر هل فكرت عزيزي القارئ لماذا كيف يكون الصبر علي الحلو؟؟
حسنآ ساجيبك عزيزي القارئ يقول الله تعالي { فآما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فأكرمه و نعمه فيقول ربي اكرمن }
اذن النعمة ابتلاء ليري الله هل الانسان سيشكر الله علي نعمه و يعين الفقير بالصدقات و الذكاة ام سيغتر بمفاتن الدنيا و تلهيه المفاتن و الشهوات عن طاعة الله...
هل فكرت عزيزي القارئ الحكمة وراء الصيام.. الله تعالي يعلمنا الصبر علي الحلال فما بالك بمنع النفس عن المحرمات...
الدار الاخرة هي الباقية و الدنيا فانية.. الله يطهر ارواحنا و يهذبها بالبلاء ليعلمنا الصبر لا الجزع عند المصائب مقابلة الدنيا بابتسامة عذبة لا تلقي بالا للمصائب بل تحمد و تشكر الله دائمآ في الضراء قبل السراء.. و تحسن الظن بالرحمن ان لن يأت الا بالخير..
-اهدنا الصراط المستقيم -
مكانك عند الله بقدر ما حفظت من كتاب الله القراءن الكريم في دنياك.. كلانا ندعو الله ان يهدينا بهدايته الي الصراط المستقيم لكن هل فكرت عزيزي القارئ العمل الذي علينا تأديته بجوار الدعاء لعبور الصراط؟
الصلاة ثم الصلاة اخي المؤمن اختي المؤمنة الصلاة عماد الدين اذا صلحت صلح سائر الاعمال و اذا فسدت فسد سائر الاعمال...
حفظ القراءن
تأمل في التاريخ عند حلقة تجميع المصحف في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه حين اشار عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك خشية ان يموت حفظة القراءن من الصحابة و كتاب الوحي ثم تم تجميعه كاملا في صورته الحالية المصحف العثماني في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه { ثالث الخلفاء الراشدين واصله الي بني امية }
اذن حفظ الصحابة و كتبة الوحي ساهم بالكامل المباشر في حفظ القراءن الكريم و تدوينه...
استحضر هذه القصة لاوضح جلل مكانة حفظ القراءن... القراءن ربيع قلوبنا و نور ابصارنا و جلاء احزاننا و همومنا و نورآ في قبورنا و شفيعا لنا يوم القيامة و رفيقآ الي الجنة و سترآ و حجابآ من النار يوم القيامة...
ومضات قليلة سطرتها احفري المتواضعة عن لمحات من قبس نور الهداية الربانية التي ارسلها الله الينا في للشهر العطر لتكون مشكاة و قنديلآ لانارة بصائرنا و هداية ارواحنا سائر العام.. و ها قد ودعنا الشهر الفضيل و النفس قد تغيرت لنفسآ جديدة تسير في السبل عابرة بروح مبتسمة تترك الامر لله و هو الواحد القهار الذي يغني النفس من فضله... و القلم الان متروك لك عزيزي القارئ - و انت ماذا غير بك رمضان -؟
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
التعليقات
وأرجو التنبه للأخطاء الإملائية في الآيات الكريمة، حبذا لو نسختيها من المصحف الإلكتروني، وقول (رمضان كريم) هي جملة غير صحيحة، وإنما يقال: «رمضان مبارك» وما شابهها؛ لأن رمضان ليس هو الذي يعطي فليس هو نفسه كريم، وإنما سبحانه هو الذي اصطفاه وفضله، وهو الكريم.
أسألُ اللهَ أن يعينَنا على الثبات والطَّاعة