من كرامات المؤمنين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من كرامات المؤمنين

  نشر في 17 ماي 2018 .

قصة حقيقية - من كرامات المؤمنين (٢)

جعل الله الكرامات للمؤمنين زاداً لهم على طريق الحياة الطويل ، يثبتهم الله بها ويذكرهم بقدرته سبحانه وتعالى وأنه على كل شيء قدير وكلما إقترب آخر الزمان وزادت غربة الإسلام ، زادت الكرامات وضوحاً وظهرت الآيات والعبر أكثر تميزاً ، وهذه قصة حقيقية لرجل وهو الآن شيخٌ كبير في السن ،أعرفه وقد سمعت هذه القصة منه شخصياً ، منذ سنوات ، وهو رجل نحسبه من عباد الله الصالحين يعيش في قرية من قرى المدينة وعرف عنه الصلاح والتقوى وصلة الرحم والسخاء والكرم ومساعدة الناس القريب والغريب ، وهو أمي ولكنه يقرأ من المصحف قراءةً صحيحة ، وقد حدثت له هذه القصة قبل أكثر من ٣٠ سنة ، حيث توجد له مزرعة ، زرعها في شبابه وعمل بها زهرة سنوات عمره حتى أثمرت من أفضل النخيل وأجوده وأصبحت من أفضل المزارع في منطقته ، ومع توالي شُح الأمطار ، بدأ الماء يقل في منطقته ، فجف بئر أحد جيرانه ومن أقاربه ، فطلب منه أن يسقي من ماء مزرعته ، فوافق وشاركه في ماء مزرعته وأستمر معه عدة أشهر حتى يسر الله لجاره حفر بئر جديد في منطقة بعيدة ، وبعد أقل من عام ، بدأ الماء يقل في مزرعة هذا الشيخ ، يقول كان النخيل في قمة إثماره وقد بدأ يتلون وفي شدة الحرارة ، إنقطع ماء المزرعة ، فذهبت الى جاري الذي سبق أن شاركته في ماء مزرعتي أطلب منه أن يمد مزرعتي بالماء حتى أبحث عن بئر جديد ، ولكنه لم يوافق ، وقال إن الحر شديد ، والنخيل في غزارة حمله ولا أستطيع ، يقول فجلست أياماً مهموماً ، أرى ثمرة عمري وزهرة شبابي وهي تموت أمامي، يقول فدعوت الله سبحانه وتعالى أن يفرج لي فرجاً عاجلاً ، يقول وفي إحدى الليالي وأنا نائم وقد تحملت من الهموم مالا أطيق وقبل الفجر ، فإذا رجل أبيض وعليه ثياب بيض ووجهه يشع نوراً ، أرى أنه يوقظني من النوم ويقول لي إذهب الى بيت المكينة ( غرفة كانت تبنى وتوضع فيها مكينة المزرعة لحمايتها من الشمس والمطر ) ، و ستجد فيها دليل الماء، يقول فرجعت لنومي ولكن تكررت معي هذه الرؤيا ثلاث مرات ، فعلمت أنها رؤيا ، يقول الشيخ ، فبعد صلاة الفجر ذهبت مسرعاً الى بيت المكينة وكان هذا البئر وهذه المكينة متعطلة منذ فترة طويلة وكنت أبحث عن مفتاح بيت المكينة منذ عدة أشهر ولم أجده ، ولكن هذه المرة عندما وضعت يدي على أعلى الباب وجدت المفتاح ، وفتحت الباب وكان معي عامل المزرعة ، ودخلت الغرفة أتأمل فيها وأبحث عن ما ذكر لي الرجل في الرؤيا أنه دليل الماء ، وبحثت في كل مكان ولم أجد شيئاً يمكن أن يكون له بال ، فقط علب الزيت وأغراض المكينة والسير والهندل والمفكات ، ولم نجد أي شيء ، وكانت هناك مكينة هندية صغيرة قديمة بالغرفة فألهمني الله سبحانه وتعالى أن أرفع طرفها مع العامل ، فكانت المفاجأة ، لقد وجدت سيخاً نحاسياً أحمر لم يسبق أن رأيته في حياتي ، فأخذته وقلت بإذن الله ، هذا هو المقصود بالرؤيا وفرحت به ، وألهمني الله ،ووقع في روعي أن أذهب الى المدينة الى منجرة وأعمل له يد من خشب ، حيث أن مثني على قدر قبضة اليد والجزء الآخر مستقيم ، يقول وعملت له اليد الخشبية بحيث يتحرك بحرية عندما أقبض عليه بيدي ، يقول وعندما عدت الى القرية ، وعبرت الوادي ، إتجهت الى شجرة قريبة من الوادي ، وأصبحت أمسك مقبض هذا السيخ الخشبي وأوجه الطرف الآخر الى جهة الشجرة وأنا أمشي ( مثل الذي يصوب بالمسدس على الهدف ) يقول وعندما تجاوزت الشجرة تحرك السيخ من نفسه بدون أي تأثير وأشار الى الشجرة وإذا إبتعدت عنها كثيراً يرجع الى حركته الحرة وإذا مشيت حولها يشير اليها فعلمت أن هذا هو دليل الماء وأنه يشير الى وجود ماء عند هذه الشجرة ، فتواصلت مع صاحب حفار ، وعندما حضر ، قال لي وكذلك الجيران ، لا تضيع وقتك ومالك ، فقد حفر فلان وفلان قريباً من هذه الشجرة وهذا المكان وأنت تعرف ذلك ولم يجدوا أي ماء ، ولكني قلت لصاحب الحفار ، إحفر في هذا المكان ، وبعد عدة أيام جاءت البشارة والفضل لله وحده فقد ظهر ماء غزير من هذا الموقع ووضعت عليه مكينة وأسقيت مزرعتي وهو البئر الرئيسي الحالي للمزرعة والفضل لله وحده ، يقول ، وقد سمعت ذلك منه مباشرة قبل

٥ سنوات ، أنه حدد بهذا السيخ موقع أكثر من ٣٤٠٠ بئر ناجحة في مختلف المناطق بفضل الله سبحانه وتعالى وأنه لا يأخذ أي مقابل على ذلك ( عادة من يقومون بتحديد مواقع الحفر يأخذون من ١٠٠٠ الى ٢٠٠٠ ريال ) ويقول أنه في يوم من الأيام وبعد صلاة الفجر حضر عندي بعد الصلاة رجال قالوا إنهم من قبيلة شمر من قرب حائل وأن الملك فيصل رحمه الله قد منحهم أرض لرعي ماشيتهم وإبلهم وأنه لا يوجد بها ماء الآن وقد حفروا في مواقع كثيرة وخسروا أموال كثيرة وأحضروا شركات لهذا الغرض دون جدوي ، يقول ركبت معهم ووصلنا الموقع بعد العصر ووجدت حفاراً ضخماً لم أر مثله في حياتي وقد وصل الحفر الى ٤٠٠ متر ولم يجدوا الماء ، يقول وخلال إعدادهم لطعام الغداء بعد العصر ، ذهبت أبحث في المنطقه في عدة إتجاهات وأبتعدت عنهم ويسر الله سبحانه وتعالى أن السيخ يشير الى منطقة محددة فتوقعت فيها الماء ( لأنه كما جربت أنا شخصياً عندما حدد لي بئر في مزرعتي لا يجزم ويقول أن هناك ماء ولكن يقول إن هذا السيخ يشير الى هذا الموقع وقد يكون معادن وقد يكون هناك ماء فعلم غيب الأرض عند الله وحده ولكن جربنا أنه يدل على الماء بإذن الله ولا نجزم بذلك ) يقول ، فذهبت لهم وأخبرتهم الموقع، وبعد الغداء تم نقل الحفار الى الموقع وعمل طوال الليل ، وفي اليوم التالي ظهر ماء غزير بعد أن تجاوز ٣٠٠ متر ، ففرحوا فرحاً شديداً وأهدوا إلي جيب تويوتا جديد ، يقول ولكن قلت لهم مقبولة وموفورة ورفضت أخذها برغم إصرارهم ، لأني أقوم بذلك لوجه الله تعالى .

قصة حقيقية ولا يزال هذا الرجل على قيد الحياة ونسأل الله له الشفاء وحسن الخاتمة .

قال الله سبحانه وتعالى ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) سورة النمل ، وقال سبحانه وتعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) سورة غافر ، فإذا إحتجت شيء من أمور الدنيا والآخرة أو أصابك أمر وتريد تفريج الكرب وتيسير الأمر فأعلم علم اليقين أن الله سبحانه وتعالى يسمعك ويراك ويجيب دعوتك ويفرج همك وييسر أمرك وقبل أن تسأل أحداً من أهل الدنيا حاجتك ، إسال الله أن يقضيها لك ، وإن طلبت من أحد قضاء حاجة أو مساعدة فيما يقدر عليه البشر فأعلم أن نواصيهم بيده الله فأستعن بالله على قضاء حوائجك وأسال الله أن يسخرهم لك ويأخذ بنواصيهم لما تريده من أمور دنياك ، فالأمر كله لله من قبل ومن بعد وقد تكون حاجتك عند أقرب الناس اليك ويخلص في تحقيقها ولكنه يفشل وقد يسخر الله لك من لا يعرفك فيقضي الله على يده أمراً كان متعسرا ، فعلق قلبك بالله وحده وأستعن بالله وحده وأرفع يديك إليه في كل ما تريده وترجوه ، وأستصحب معية الله ، فقد قال سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام عندما خاف من فرعون أن يبطش بِه وبأخيه هارون ، (قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ) سورة طه.

أسال الله أن يستجيب داعاءنا ويفرج كروبنا ويفرح قلوبنا بعز الإسلام والمسلمين ونصرة دين الله والحياة الطيبة والسلامة والعافية وحسن الخاتمة ومرافقة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم. اللهم آمين.

وثق هذه القصة ضمن توثيق القصص المتعلق بالمدينة المنورة وما حولها.

المهندس منصور محمد المحمدي

٣٠-٨-١٤٣٩

Mansourmf @gmail.com



   نشر في 17 ماي 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا