عليا أن نعرف جيدا إنّ الإنسان المبتسم البشوش يبدو للنّاس أكثر ودّاً ولُطفاً من غيره، ولتوضيح الفكره أكثر ،عليك أن تتخيل انك تسير في أحد الشوارع فأقبل عليك صديقين أحدهما ابتسم والاخر لم يبتسم في هذه الحاله ستعرف أن المبتسم لك هو أقرب اليك ، ولتوضيح الفكرة أكثر، يُمكن للشخص أن يتخيّل نفسه موجوداً في غرفة مع شخصين لم يُقابلهما من قبل، وأنّه بحاجة لأن يطلب من أحدهما منفعةً ما، وتحدّث كلا الشخصين في هاتفيهما، وكان أحدهما يبتسم والآخر ليس كذلك، وبعد انتهائهما من المكالمة، كان على الشخص اختيار أحدهما للتحدّث معه، فعندها سيختار بالتأكيد الشخص المبتسم البشوش؛ لأنّه يبدو لطيفاً وودوداً أكثر، واعلم أن الابتسامة مفتاح المحبة، وهي بوابة عبور الشخص إلى قلوب الآخرين، والجسر الذي تنشأ به العلاقات بين الأفراد وتنمو، فكم من شخص جذبنا للتعرف إليه وكانت وجه البشوش وابتسامته هي المفتاح، وكم من شخص نفّرنا منه بسبب عبوسه وجه، فالابتسامة جمال في الروح ينعكس على الملامح فيزيد من روعتها،واعلم يا صديقي جيدا  ان الابتسامة وبشاشه وجه  جواز سفرٍ مجاني للقلوب، وهي البلسم لكلّ النفوس المتعبة،ولا تنسي ابدا ياصديقي أن تبسمك في وجه أخيك صدقة هكذا علمنا النبي صل الله عليه وسلم أن البشاشة والابتسامه والسرور تعتبر معروفًا ونؤجر على ذلك كما حثنا أيضًا أن لا نحقر ابدا أحد ،و ‏كان رسول الله ﷺ بشوش الوجه، لطيف المعشر ،متسامحاً، رحيماً، لا يقسو ولا يعنِّت أحداً، ولا يغضب ولا يسبّ ،وما ضرب أحداً بيده قط، وكان سهلاً في معاملاته، وكان طلق الوجه دائماً،واعلم جيدا يا صديقي أن البشاشة، والخلق الحسن، والكلمة الطيبة،  والقلب النقي الأبيض ،هُم الجمال الحقيقي لأي إنسان، ضرب لنا رجل عربي ‏مثالا جميلا هو أن الكرم في اللقاء يكون في بشاشةالوجه ، وأما في الأخلاق فيكون في السماحة، وأما في المال فيكون في المشاركة،لننتظر هنا لحظه مامعني هذا المثل الم تفكر جيدا مثلي ما معني هذا ، عليك أن تعلم ان جمال الإنسان وروعته ،ليس فيما يملك من مدخرات الحياة ،بل فيما يعطي وينثره من البشاشةوحسن الخلق ، الم تفكر يوما بأن تكون ‏ شخصاً يُضرب به مثالاً في البشاشة،وأن عليك أن تبتسم دائماً،اعلم انك سوف تقول في نفسك كيف لك تبتسم ولك في القلب هموم ، فالإبتسامة لا تعني أن الفَرح يكسوك بل أنك راضٍ بما كتبه الله،‏والحياة مستمرة ، سواء ضحكت أم بكيت ، فلا تحمل نفسك هموماً لن تستفيد منها،وعليك يا صديقي أن تتقبل اقدار الله بوجه بشوش، فقد ‏سُئل عن بشاشة وجهه، فقال : أستحي أن أحزن، وأمري كله بيد الله،وعليك أن تعلم جيدا ان استشعار الأجر الذي رتَّبه الشرع على البَشَاشَة وحسن ملاقاة المسلمين ،واتِّباع هدي النَّبي صلى الله عليه وسلم، والذي كانت البَشَاشَة خلقه، وعلمها لأمته بقوله عليه الصَّلاة والسلام ،حُبُّ النَّاس يجعلك تَبَشُّ في وجوههم،إذا كنت قادرا على الابتسام المتواصل فثق أن كل أمورك ستتحسن، عليك اولا ان تبتسم لأجلك ابتسم ...

ابتسم ودع كل من حولك يبتسم لأجلك ابتسم فإن في الابتسامة راحة وصحة ابتسم ودع الحياة تشرق لك بألوانها الزاهية ابتسم ودع الفرح ينعش روحك ابتسم وتوكل على الله اعلم جيدا ياصديقي أن الابتسامة هي أفضل حل لمشاكلك؛ فهي تقهر كل مخاوفك وتخفي كل أحزانك ،ومن لا يرى فى يومه ما يستحق التبسم فليغلق عينيه عشر دقائق؛ ليعلم أن رؤية النور وحدها تستحق الابتسامة،واعلم جيدا ان كل يوم يمر دون ابتسامة فهو يوم قد خسرته،الناس عمومًا يبحثون عن أي شخص  بشوش الوجه مبتسم حتى يقضي لهم أعمالهم، فالطلبة الذين لديهم معلمون مبتسمون يُقبلون على الدراسة بشكلٍ أفضل، ويدرسون بحب وتفاني لأنّهم يأخذون الطاقة الإيجابية والدافعية من معلميهم، وكذلك الأبناء الذين لديهم أم وأب مبتسمون يستطيعون أن يكونوا أكثر قربًا منهم وأكثر بوحًا بالأسرار، وبهذا فإنّ ترتبيتهم تكون أفضل، وهذا أيضًا يترك أثرًا رائعًا على المجتمع بأكمله، كما أنّ الشخص الذي يُقابل لأجل الحصول على وظيفة، تكون فرصته بالحصول عليها أكبر إن كان محافظًا على ابتسامته، لأنّ المديرين يعتبرون أن الابتسامة دليل على الثقة بالنفس وقوة الشخصية والقدرة على التأقلم مع ظروف العمل ،إذا عود الإنسان نفسه على أن يكون باش الوجه، لين الكلام، طيب القول، فإنه سرعان ما يرتاح لهذا التصرف الجميل، ثم يعتاده، ثم لا يطيق أن يفارقه،وعليك أن تعرف جيدا يا صديقي أن الذي يبتسم في وجوه الناس يبتسمون له تلقائياً..

أما الذي يلقاهم بالعبوس فإنهم يرونه وجهاً عبوساً قمطريرا، إن بشوش الوجه والابتسام أسهل من العبوس..

والكلمة الطيبة أسهل في النطق والحشد النفسي والجهد من الكلمة الخبيثة،واعلم جيدا ان طــــــلاقة الوجه وبشاشته، ولين الكلام وطيبه، هما العنوان الأول لحسن الأخلاق، وخاصة في التعامل مع عامة الناس، بمعنى أن هؤلاء سوف يحكمون على الإنسان من ظاهره، من تعبيرات وجهه ومن كلامه.. ولا يعني هذا أن خاصة الناس لايحكمون عليه بهذه الأمور، فالواقع أن طلاقة الوجه وبشاشة المحيا وطيب الكلام ليست مجرد ظواهر، إنها تعكس داخل الإنسان، وتنعكس عليه أيضاً هو بالإحساس السعيد، وبالانتعاش والابتهاج بالناس والحياة، عكس الكلام الخبيث والفظ الغليظ، والوجه العبوس القمطرير، هذه الأمور سموم تفرز داخل جسم صاحبها قبل غيره وتدور في دمه وتخالط لحمه وتسمم عليه حياته، فوق أنها تجعل الآخرين يكرهونه وينكرونه ويفرون منه،وقد علمتني الحياة أن نبتسم في الوقت الذي ينتظرنا فيه الأخرون أن نبكي، الابتسامة لا تكلف شيئاُ ولكن تعود بالخير الكثير ،ابتسم حينما ترى والديك فهناك الكثير فقدوا والديهم يتمنون أن ينظروا لحظة فى وجوههم ويمنحوهم ابتسامة صافية،ابتسم حين تستيقظ لأن الله قد مد فى عمرك ومنحك فرصة ثمينة جديدة لطاعته وعبادته وتعمير الكون وخدمة الآخرين ،قبل أن تنام ، ابتسم لأنك بخير ، لأنك تفرح إن فعلت الخير .. وتندم إن أخطأت لأنك تغسل قلبك دوما ، وتحاسب نفسك .. وتعددت نعم الله عليك  فالحمدلله على يوم انتهی بخير وعافية .