رؤى الحجاز
فيصل البكري
مع دخول شهر رمضان المبارك من كل عام تزداد ظاهرة "التسوّل" في ساحات الحرم بشكل كبير وملفت اكثر منها طوال العام.
فقد أولت الجهات المعنية جهودها للحد من تلگ الظاهرة التي أصبحت تزداد يوما بعد يوم من قبل الوجوه التي تعودت على "التسوّل" مع إستمرارها في قرع نوافذ السيارات بحثا عن عاطفة جياشة تسيل شفقة المواطنين السعوديين وقاصدي بيت الله الحرام.!
فيما نرى في ظاهر الجميع العوز والفاقة والحاجة من خلال تغيير ملامح وجوه المتسوّل.!
وفي باطن بعضهم الخِداع والكذب سعيآ للوصول إلى جيوب الناس وأموالهم وإستغلال العاطفة التي تشع من قلوب الرحماء وأهل الخير التي تنساب عواطفهم لعون المحتاجين.
فلا يكاد أحد من أهل الجود والسخاء يرى من البشر من يمد يده بالسؤال إلا ويمنحه مما في جيبه صدقة لهذا السائل دون أن يعرف شيئاً عنه وعن حاجته.
ورغم الجهود المبذولة من القطاعات الحكومية للقضاء على ظاهرة "التسوّل" من قبل العديد من الجنسيات المتعددة. إلا أنها آخذة في النمو والتزايد خصوصاً وأن أغلب المتسولين في ساحات الحرم المكي من الجنسية العربية الذي أصبح هدف الغالبية العظمى منهم الحصول على تأشيرة العمرة والتوجه للأراضي السعودية من أجل "التسوّل" لا من أجل زيارة الحرمين الشريفين وأداء مناسكهم كما هو حال الشعوب الأخرى.!
ولم يكتفي هؤلاء "بالتسوّل" بل وصل بهم الحال من الجشع التنقل من مكان لمكان يزاحمون فيه كل موقع يقوم أصحابها بتوزيع علب الإفطار الجاهزة ليحصل الفرد منهم على عدة وجبات بعد أن يُقسم "بالله وبالنبي" بأن لديه أطفال وطاعنين في العمر. والحقيقة كان إستحواذهم على معلبات العصائر والألبان ومن ثم إعادة بيعها بنصف الثمن دون البحث عن مصدر رزق يصونوا به أنفسهم.
وبرغم وجود لجنـة لمكافحة الظواهر السلبيـة بالمنطقة المركزية بالمسجد الحرام.
إلا أن الوضع يتطلب لمضاعفة الجهد وإتخاذ تدابير أكثر فاعلية من قبل الجهات ذات الإختصاص لإجتثاث هذا الوباء الذي ينخر في جسد مجتمعنا السعودي والله الموفق...