"فيسبوك التمانينات والتسعينات" حدث فيسبوكي عفوي حقق ما عجزت عنه جميع "الجنيفات" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

"فيسبوك التمانينات والتسعينات" حدث فيسبوكي عفوي حقق ما عجزت عنه جميع "الجنيفات"

  نشر في 27 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

وبينما يمارس كل واحد منا طقوسه اليومية الفيسبوكية وينهمك في قراءة البوستات والتعليقات المتراشقة هنا وهناك ضمن فضاء العالم الأزرق، تسلل عصفور السلام والود إلى قلوبنا دون استئذان... عصفور الطفولة والأيام الجميلة... أيام الزعرنة والآكلات الطيبة... أيام غزل البنات والسمسمية... أيام الدحاحل وبوط الرياضة الصيني... أيام المدرسة وبرامج الأطفال... أيام ماوكلي وفيكي ومايا في رحلة الأحلام... غرّد لنا هذا العصفور ضاحكا فلببينا النداء... عصفور جاءنا على هيئة Event فيسبوكي أنشأته إحدى الصبايا السوريات تحت عنوان "فيسبوك التمانينات والتسعينات" بقصد خلق نوع من الترفيه والتسلية بين أوساط أبناء الجيل وهم يتبادلون فيما بينهم ذكريات تلك الأيام بما فيها من صفاء وحب وود وفرح وشقاوة... والمثير للعجب أن هذا الـEvent قد لاقى صداً إيجابياً غير اعتيادي بين الفيسبوكيين وإقبالاً منقطع النظير، حيث وصل عدد الأشخاص المشاركين إلى 41328 فيسبوكي سوري حتى تاريخ 25/8/2015 الساعة 02:53 صباحاً... شيء واحد جمع بين كل هؤلاء... الشوق والحنين لعادات وأفعال وأحداث ويوميات جمعتنا كلنا كسوريين يوماً ما... فما أن تزور الصفحة إلا وستتسلل إلى أنفك رائحة الفول الشامي والفلافل والكبة الحلبية وحلاوة الجبن الحمصية والجزرية ومربى القرع اللادقاني والكنافة الجبلاوية وعش البلبل الحموي والمشبك الرقاوي وطبق المليحي الدرعاوي والمنسف العربي السويدائي والحسكاوي والثرود الديري والزيتون الإدلبي والمتعشعشة بين زوايا أحرف البوستات والتعليقات... لا بد وأن ترى مشاركاً شاباً كان أو صبية من كل محافظة سورية... وما أن تقوم بنشر صورة ما أو فيديو لأحد برامج الأطفال الشهيرة أو الألعاب الطفولية المحببة إلا وترى اللايكات والتعليقات السورية الصرفة تنهال عليك من جميع المحافظات وبمختلف اللهجات السورية الطرية على القلب... حتى تشعر بنوع من الود والإلفة الغير مسبوقين... حتى تستشعر لوهلة خاطفة وكأننا جميعاً قد تربينا في منزل واحد وتقاسمنا نفس اللقمة وشاهدنا نفس البرامج وتزعرنا نفس الزعرنات الطفولية البريئة وحتى ضحكنا ربما في نفس اللحظات وعلى نفس المواقف...

"فيسبوك التمانينات والتسعينات" استطاع أن يفعل ما عجزت عنه جميع المبادرات والإجتماعات والندوات والبرامج والهيئات والأحزاب على مدار الــ4 سنوات المنصرمة من الهولوكوست السوري... استطاع أن يجمعنا نحن السوريين كسوريين فقط وليس لأي شيء آخر... بعيداً عن العفن الطائفي والمناطقي والقومي والسياسي المقزز... "فيسبوك التمانينات والتسعينات" يقول لنا وبكل صوت واضح بأننا نحن السوريون وبعد كل الشروخ العميقة التي أنهكت الجسد السوري نستطيع أن نجتمع ونجلس معاً مرة أخرى... يقول لنا بأن ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا... فمن تقاسم الماضي نفسه والحاضر نفسه لا بد وأن يسعى لخلق مستقبل أفضل لأننا شئنا أم أبينا سنتقاسم المستقبل نفسه...

صدقوني لا أعرف ما أقول فبداخلي صراع عميق وأنا أنقر أحرف الكيبورد لأكتب هذه الكلمات... صوتُ يقول لي بأن الواقع السوري مظلم وأقسى مما أتصور وبأن مثل هذا الكلام هو مجرد كلام إنشائي وعاطفي لا يسمن ولا يغني من جوع... وصوت آخر يرى بأنه من حقي ومن حق كل سوري أن يسعى جاهداً لتسليط الضوء على كل ما قد يجمعنا ويوحدنا حتى ولو كانت ذكريات الطفولة تلك... فنحن الشباب السوري داخل سوريا وخارجها من يأكل العصي ويشعر بألمها وغيرنا يعدها ويعد الدولارات معها ومن حقنا وواجبنا أن نسعى للخلاص... نحن الشباب السوري صمام الأمان الوحيد لسوريا... نحن من سنبني يوماً يداً بيد سوريا الموحدة المدنية الحديثة طال الزمان أم قصر... ولن يأتي هذا اليوم والسباب والشتائم والتخوين اليومي هو زادنا... فاختلافنا واختلافاتنا لا تفسد في الوطن قضية...

"فيسبوك التمانينات والتسعينات" ببساطته وعفويته الطفولية الخالصة ربما يوقظ ما قد أغفته ويلات الكارثة السورية من مودة وإلفة بيننا نحن السوريون وبأن سوريا هي لي ولك ولها ولنا جميعاً.

فليكن "نوراً" لقادم أجمل..


  • 5

   نشر في 27 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا