الكاتب: مراد بولنوار
*ايمان الحصيرة*
عبارة قاسية لكنها الواقع الحقيقي لمعظم مسلمي العصر الحالي الحصيرة في اشارة الى السجادة التي تبقى الشيئ الوحيد الذي يجمعهم بالأسلام، هم مؤمنون حقا لكن بمجرد ان يتركوا الحصيرة يعودون الى حقيقتهم، بل قد تجدهم حفظة للقرأن الكريم والسنة حريفين في الاستشهاد بالآيات القرآنية لكن في اول نقاش معهم تجدهم لايفقهون شيئا فيما يحفظون
قد يستشهد بالاية لكنه يبقى عاجزا عن الوصول إلى عمقها ومغزاها وعندما تفتح معهم نقاشا جديا وتكشف له التناقض الذي يعيشه بين حفظه عن ظهر قلب للايات وعجز تام عن فهمها فيجد الاوراق قد اختلطت عليه، فما إن يحس بحجم الحجج المنطقية التي تحيط به من كل جانب، يجد المخرج الوحيد هو الغضب والسب والشتم قد تتطور فيما بعد الى ان يسبك ويتهمك بالملحد والمتغطرس
بل قد يصل به الحد الى تكفيرك
وهذا الكلام ليس من فراغ بل من تجارب كثيرة.
ان معظم النقاشات مع مدعي التدين تنتهي دائما بهكذا نتيجة في تعبير واضح عن عجزهم التام عن اقناعك هذا ان كانو قادرين عن اقناع انفسهم طبعا ..
يكمن المشكل الحقيقي في كونك حافظا لكتاب الله،
وعاجز عن الوصول لعمقه ومغزاه الحقيقي.
وان العيب كل العيب ان تحفظ الايات ولا تكون مطبقا به هذا ان وصلت لفهمها .
فتناسو أن أهم شيى في كل هذا هو التطبيق الفعلي لكن نقرأ ونحفظ فقط للأسف.
تناقض هؤلاء لا يقتصر في عدم فهم معاني القران الكريم التي تحمل ابعاد اعمق مما يظنون ولكن تناقضهم يكون في اول اختبار يضعهم فيه القدر،
مثال بسيط لذلك كبار السن الذين عادة مايكونون اكثر الفئات تدينا وترددا للمساجد وحفظا للقران واكثر ذكرا لله لكن فقط في أول نزال يظهر تناقضم وحقيقتهم باديا للعيان
فتجدهم مثلا يتصارعون على الارث أو الأرض أو أي شيى مادي، مع من للأسف؟ مع اقرب الناس اليهم سواء كان اخوانهم او أبنائهم؛ في خرق سافر لتعاليم الدين الاسلامي مع علمهم التام أن الاسلام دين سلام و تسامح وأمان و عفو وغفران لكن اين الغفران مع هؤلاء؟
هم أعرف الناس بهذه الأشياء
لكن هذه القيم لا تعدو كونها
كلمات يرددها اللسان ويهللون بها طوال الوقت، فتبقى حبيسة دون تطبيق.
أناس تفضحهم الحياة وفي أول الاختبارات يخلعون عباءات النفاق واقنعة الرياء فتظهر،
امافئة اخرى من النساء فحدث عنهم ولا حرج
حقيقتهم بادية للعيان تجد بعضهن حفظة للقران الكريم
لكن هيهات ان يطبقوا ولو ذرة مما يحفظون؛ هم اكثر من يأكل لحم اخوانهم واخواتهم نفاقا ورياءا، يمتهنون النفاق الإجتماعي بأحقر صوره
هم الذين يلعنون افعال الكفار ليلا ونهارا، ويفعلون ماهو افظع من ذلك؟
ألم يقل الله تعال في كتابه العزيز" يا يها النبي جاهد الكفار والمنافقين ...."
هنا تساوا المنافقون مع الكفار بل قد يكونون أخطر على المجتمع من الكفار أنفسهم فالكافر يعترف بكفره أما هم فيظهرون الإيمان ويكتمون الحقد والحسد والنفاق التي تعتبر أحقر الاخلاق التي جاء الاسلام لنبذها والقضاء عليها لكنها ما فتئت ان هادت وتأصلت في معظم اطياف المجتمع.
لكل هذا وذاك كان إيمان فئة من المتدينين إيمانا شكليا وبمعنى أدق "ايمان الحصيرة"وهو مايضع علامات الاستفهام عن حال هؤلاء وحال المسلمين عموما وما ستؤول إليه الأوضاع في هذا الواقع المرير، أكاد أجزم أن سبب انحطاطنا كعرب ومسلمين هو عدم فهمنا الصحيح لديننا وتعاليمه الحنيفة وعدم وصولنا الى العمق الذي جاء بها نبينا لذلك سيكون من الأجدر أن نعيد النظر في حالنا وفي واقعنا ان كنا نريد ان نتهض بأنفسنا ونغير حالنا لأن مهمة التغيير مسؤليتنا
مصداقا لقوله تعالى"لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فوسائل التقدم والتطور بأيدينا ولاينقصنا إلا تطبيقها حتى نعود إلى مجد صنعه أجدادنا؛ صنعوه من الفهم الصحيح للدين وتطبيقهم لسيرة الحبيب
وكفانا نفاقا ورياءا فما فينا يكفينا...
-
Mourade2002مراد بولنوار عاشق للأدب كاتب وروائي سبعة عشر سنة من المغرب