الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء العاشر في قواعد التفسير؛ التي نقوم بنشرها من محظرة النباغية واليوم مع القاعدة: (التاسعة والثلاثون): إذا كان سياق اﻷيات في أمور خاصة، وأراد الله أن يحكم عليها؛ وذلك الحكم لا يختص بها، بل: يشملها وغيرها: "جاء الله بالحكم العام'):
166-وحيثما مخصوص آي قد أراد * به عموم الحكم بارئ العباد
167-فالعبرة العموم لا الخصوص * كما حكى العموم والخصوص
القاعدة40-:(سبيل الواجبات اﻹتيان بالمصدر مرفوعا؛ وسببل المندوبات اﻹتيان به منصوبا):
168-والمنهج المتبوع فيما قد وجب * فبارتفاع مصدر حكما نصب
169-أما السببل المقتفى فيما ندب * فهو أن يؤتى بمصدر نصب
القاعدة: 41-: (العرب قد تعلق اﻷمر بزائل والمراد: التأبيد):
170-تعليق أمر ما له تأبيد * والمقصد التأبيد لا التقييد
القاعدة: 42- (قد يرد الخطاب بالشيء في القرآن على اعتقاد المخاطب دون ما في نفس اﻷمر):
171-وربما يأتي الخاب حسبا * معتقد الذي به قد خوطبا
القاعدة: 42-: (قد يرد الشيء منكرا في القرآن تعظيما له):
172-وهكذا فوائد التنكير * تأتي كثيرة بلا نكير
173-يجيء للتعظيم والتحقير * كذاك للتقليل والتكثير
القاعدة: 14-: (غير جائز أن تخاطب العرب في صفة شيء إلا بمثل ما تفهم عمن خاطبا):
174-ولم يك المولى يخاطب الورى * بما يرد فهمهم إلى الورى
175-قد قال ذا أئمة المعقول * وخالفت أئمة المنقول
176-إذ هو يقضي لا عليه يقضى * ولم يكن يسأل عما أمضى
177-وقد أرى فيه أخا اعتزالي * عن ذكر لفظ من ذوي اعتزالي
178-كقولهم هل للإله جلا * من كل ما على الجفاء دلا
القاعدة: 45-: (إذا دل تعالى على وجوب شيء في موضع؛ فإن ذلك يغني عن تكريره عند ذكر نظائره حتى يرد ما يغيره):
179-وقعدوا قاعدة للألمعي * وجوب شيء إن أتى في موضع
180-ففاعل أغنى عن التكرار * أو النظائر فخذ تقريري
القاعدة: 46-: (العرب لا تمتنع -خاصة في اﻷوقات-أن تستعمل الوقت وهي تريد بعضه):
181-والعرب للأوقات للأوقات كم قد تاتي * قاصدة بعضا من اﻷوقات
القاعدة:47-: (العرب إذا أبهمت العدد: "في اﻷيام والليالي" غلبت فيه الليالي؛ وإذا أظهروا مع العد مفسره أسقطوا من عدد المؤنث: (الهاء) وأثبتوها في عدد المذكر):
182-وغالبا تغليبها الليالي * إن يكن العدد في إغفال
183-إثباتها التاء مع المذكر * وحذفها مع المؤنث حري
القاعدة: 48-: (من شأن العرب إذا خاطبت إنسانا وضمت إليه غائبا فأرادت الخبر عنه أن تغلب المخاطب؛ فيخرج الخبر عنهما على وجه الخاطب):
184-إن جمعت مخاطبا وغائبا * تغليب الاول يكون غالبا
185-وإن تخاطب حاضرا وغائبا * فغلب الحاضر تلف صائبا
القاعدة: 49-: (من شأن العرب إضافة الفعل إلى من وجد منه-إن كان مسببه غير الذي جد منه-أحيانا؛ وأحيانا إلى مسببه؛ وإن كان الذي وجد منه الفعل غيره):
186-والفعل فيه قد جرى شأن العرب * إضافة لفاعل أو: لسبب
187-من شأنهم إضافة الفعل إلى *
فاعله حقيقة ذا أصلا
والقاعدة: 50-: (من شأن العرب تحويل الفعل عن موضعه إذا كان المراد به معلوما):
188-والفعل حقا عندهم إن حولا * عن موضع إذا المراد حصلا
القاعدة: 51-: (من شأن العرب أن تخبر غير العاقل بخبر العاقل إذا نسبت إليه شيئا من أفعال العقلاء):
18-تنزيل غير عاقل كالعاقل * كما له أشار قول القائل:
(وشبهوا بمن حوى العقول * الطير واﻷصنام والطلولا)
القاعدة52-: (من شأن العرب أن تدخل (اﻷلف واللام) في خبر (ما)؛ و(الذي) إذا كان الخبر عن معهود قد عرفه المخاب والمخاطب-وإنما يأتي بغير (اﻷلف واللام) إذا كان الخبر عن مجهول غير معهود ولا مقصود قصد شيء بعينه):
190-وشأنها اقتران لام وألف * في خبر (الذي) و(ما) لما ألف
191-هذا إذا الخبر كان قد عهد * بين ذوي الخطابكالذي شهد
192-ولا اقتران حيث كان الخبر * عن غير معهود كما قد ذكروا
193-وآلة التعريف للجنسيه * أو: للحقيقة وللعهديه
القاعدة:53-: (الغرب قد تخرج الكلام مخرج اﻷمر ومعناه الجزاء):
193-واﻷمر قد يأتي ومعناه الجزاء * وذاك يأتي في الوعيد والجزاء
195-كمن تعمد على الهادي الكذب * كذاك من إلى ضلال ينتسب
196-عنيت: (قل من كان في الضلاله) * وغير ذا مما يرى مثاله
القاعدة54-: (من شأن العرب إذا أمرت أحدا أن يحكي ما قيل له عن نفسه؛ أن تخرج فعل المأمور مرة مضافا إلى ضمير المخبر عن نفسه (المتكلم) ومرة مضافا إلى ضمير المخاطب):
197-ومن حكى عن نفسه ما قيل له * فهو له مبين قد فصله
198-فتارة من نفسه يجرد * مخاطبا أو: بالخطاب يقصد
القاعد55: (قد يرد اللفظ في القرآن متصلا باﻵخر والمعنى على خلافه):
199-وقد يجي اللفظ بالائتلاف * لكنما المعنى على اختلاف
القاعدة56-: (العرب إذا افتخرت قد تخرج الخبر مخرج الخبر عن الجماعة؛ وإن كان ما افتخرت به من فعل واحد منهم):
100-وكم من العرب بعض افتخر * بخصلة لكن حكى عن الزمر
101-كأن يقول فعل اﻷماجد * وإنما فعل منهم واحد.
كتبه عمر بن مسعود الحدوشي من محظرة النباغية وقلبي يتعصر لموت شيخنا ومجيزنا العلامة محمد بن ابراهيم شقرة.