كنتُ عائدةً من الجامعة وكانت ليلة باردة مليئة بالأمطارالغزيرة، انتفض جسدي النحيل وأسرعتُ في خطواتي .
لم أكن أعلم أنه يمشي خلفي ليؤمنني .
فجأة ظهر أمامي ذئب في هيئة إنسان ، يريد أن ينتهك آدميتي ، ويطفئ بقايا النور بداخلي ، صرخت بكل الوهن الذي بداخلي .
حتي ظهر فجأة كالوحش لينقذني ، ظل يسدد إليه اللكمات حتي ظننته مات ، ثم التفت إلي وقال " هل أنتِ بخير " .
هززت رأسي ، مشي بجواري و بادلني معطفه وقال لا تخافي أنا معكِ الآن .
"لا أدري لماذا تذكرت وقتها كرتوني المفضل
" الجميلة والوحش " ربما لأنه وحَشي الآن ولكني لست جميلة علي ايه حال .
مشيت إلي جانبه ولم يتفوه بكلمة حتي وصلت ، اعطيته معطفه وأسرعت إلي المنزل ودخلت غرفتي أتذكر أني بكيت كثيراً وقتها ، تذكرت أبي ، وكيف أصبحت وحيدة الآن .
منذ وفاته وأنا منزوية عن العالم ، كنت حبيسة غرفتي يؤنسني ضجيج قلبي ، دموعي رفيقتي الأزلية .
كنت أظن اني سأظل حبيسة في هذا القبو ، ولن تُستدل أستار حزني إلي الأبد .
حتي ظهر ذلك الوحش كنت أحس بشعاع نور داخل عتمتي ، أمل جديد يولد في حياتي .
يا الله كيف لي أن أتجاهل أحمد كل هذا وما زال هو يحبني هكذا كيف لم أحس بذلك من قبل ، كيف لي أن أختار تعاستي ولا أنتبه إليه .
تذكرت كيف تخلي عني خطيبي بعد وفاه أبي
وقال: " آسف يا هند نحن لم نكن متفاهمين ولا يمكن أن نستكمل طريقنا سوياً واتمني لكِ الخير مع شخص غيري " كم تألمت واعتصر قلبي لفراقه وقتها ، يا الله شتان الفرق بينهما .
لكني وبلا شك أَدين إليه بالكثير ، لولا تعاستي وقتها لما شعرت السعادة الآن ، ربما علي ان أدعو له لمعروفه هذا معي .
انقطعت بعدها عن الجامعة لفترة، حتي استجمعت قوايا و ذهبت ،
أوقفني نداء أحمد عند البوابة ، وقف قِـبالتي ولم يتفوه إلا بكلمة واحدة " تتزوجيني ؟ "
كيف إستطاع ذلك الوحش أن يضئ عتمتي ، ويمزق أستار عتمتي ويجعلني حقاً جميلتهُ .
أنا الآن اتكأ علي كَتفه وأحتضن ذراعهُ بشده ، أحكي له كل العبث الذي بداخلي ، يشعرني وكأني أُلقي عليه خطاب ما سياسي ، تذكرته حينها وهو يقول لي أني عديمة الفائدة و أني ذات تفاصيل تافهه ، ضحكت و رجعت لأحتضن وحشّي لأني الآن جميلتهُ :))
#ندي_نديم