رؤى الحجاز

فيصل البكري

يسقي الفلاح الخضار والفواكه بمياه "الصرف الصحي" ولا يكترث لعواقب فعلته لأن الرقابة عليه معدومة.

يفرح عندما يقبض ثمن بيعها ويجني من ورائها اموالآ طائلة.

من وراء تلك الأرباح يشتري لأسرته من محلات الدواجن دجاجة قام مربيها بحقنها بمادة "الديميتري" وهي مادة يستخدمها مربي الدواجن من أجل سرعة التسمين. ومن الطبيعي أن تكون مسرطنة.

يقبض بائع "الدواجن" ثمن بيعها ويسرع مهرولآ لمحلات "الجزارة" لشراء بضعآ من كيلو "اللحم" لأنه لا يأكل "الدجاج" بسبب معرفته بحقنها. ولا يعرف كيف تتم تربية "العجول" من قبل مربيها وإستخدامهم لمادة "الكورتيكويد" لتسمينها وتعليفها  قبل بيعها للجزارين.

يقبض"الجزار" ثمن بيعه للعجول  ويذهب مسرعا إلى سوق السمگ المركزي لشراء ما طاب لنفسه لأنه أقسم بالله بأن لا يأكل "اللحم" بعد ما شاهد مربي "العجول" كيف يتحايلوا لتسمينها وبيعها.!

يشتري "الجزار"  عدد من الأسماك معتقدا بأنها الوحيدة الأمنة من أيادي المحتالين وهو لا يعلم بأن صائدي الأسماك يستخدموا مادة متفجرة لصيده ومن ثم رشه بمادة "الأمونياك" ليظهر لمشتريها وكأنها طازجة وجديدة.

يذهب لمنزله وتكون "زوجته" قد أعدت له سلطة مكونة من الخيار والطماطم والبصل الذي زرعها الفلاح وسقاها بمياه الصرف الصحي.

يتناول وجبة الغذاء فيصاب بتسمم وينقل على إثرها لأقرب مستشفى للعلاج.

عند وصوله يلتقي في غرفة الطوارئ "بالجزار" وصياد السمك فيتفاجؤا الثلاثة بأن صديقهم "المكنيكي" ملقى على إحدى سرائر الطوارئ متألمآ من الكسور الذي أصيب بها جراء حادث سير وقع له أثناء قيادته لمركبته التي فقدت توازنها في طريق صمم "أعوج المسار" من قبل الشركة المنفذة التي قبضت الثمن وقامت بتسليم المشروع لإحدى الشركات الصغيرة لتنفيذه بأبخس الثمن من أجل سرقة المال العام.

فيما تواجد في غرفة "الطوارئ" مهندس مشروع الطريق متأثرآ بجروح خطيرة بعد ما أنفصل إطار مركبته أثناء قيادتها لأن "المكنيكي" أهمل في تثبيت براغي الإطار الأيمن لمركبته عند إصلاحها.

وأثناء علاج "الخمسة" من قبل الطبيب المعالج دوى صوت سيارة الإسعاف وهي قادمة "للمستشفى" وفي داخلها صاحب أشهر مطعم بالمدينة مصابآ بمرض معدي بسبب عدم تعقيم "الحلاق" لأدوات الحلاقة أثناء قَص شعر صاحب المطعم.

لحظات وإذ "بالحلاق" محمولآ على الأعناق من قبل أقربائه متألما بسبب تناوله وجبة غذاء في مطعم المدينة الشهير الذي يستخدم الدجاج المحقون بمادة "الديميتري" من قبل مربيها.

وأثناء إنتظار الأشخاص السبعة داخل أروقة المستشفى.

تبدأ محاضرة طويلة فيما بينهم عنوانها:

هل يملك الطبيب "ضميرآ" أم يلحق بالركب كما هو حال العامة من التجار والله الموفق...