يا صديقي .. لست مُتقلب الأحوال فالأحوال هي التي تتقلب بداخلى .. فـ نحنُ لسنا جمادات حتي نثبت علي حالٍ واحد .. نحن مشاعر و كلمات تنبض بداخلنا .. بين حزن و فرح .. آلام و آمال .. شجاعة و خوف .. تهور و حذر .. تفاؤل و احباط .. صبر و انكسار .. نهدأ ثم ننتفض .. نلين ثم نشتد .. و لا نزال هكذا في تقلبٍ و اختلاف .. فـ الثابت الوحيد الذي لا يتغير بداخلنا هو ما نُؤمن به و نُدافع عنه حتي آخر رمق لنا في الحياة
يا صديقى .. لا تخدعنّك المظاهر فالسكين رغم نعومتها تقتل .. فكم من أشخاص كنت تري فيهم الثبات علي حالٍ واحد و كلمات رنانة لا تتغير و سقطوا مع أول اختبار ؟! و كم من أشخاص كنت تحسبهم لا قوة لهم و لا عزم و حين تلاطمت أمواج المحن كانوا ثابتين و رأي الناس صنيعهم ؟!.. فالعبرة بالأفعال و المواقف لا بالأقوال و الهواتف
يا صديقي .. كلما ابتعد قليلاً سـ تختلف رؤيتك و تتغير نظرتك .. من النظرة بعمق إلى مُنتهى السطحية .. فاذا كان لا شيء يتغير و اختلاف النظرة يُعطي نفس النتيجة .. فلن يكون للعينِ قدرة على النظر و التأمل و لا للقلبِ قدرة علي الصبر و التحمل و لا للعقل منطق علي مواكبة الانتكاسات و الحسرة علي ما فات .. و التوقف و المتابعة في صمت من نافذة بعيدة ليس مأمناً حتي و إن شعرت فيه بالأمان .. فكلٌ يُشعر علي ليلي .. و ليلي تعرف مَن شاعرها الحقيقي
يا صديقي .. النصيحة لا تعني التهكم و الشجاعة لا تعني التهور و الحذر لا يعني الجُبن و لا أحد يلومك علي حذرك فلا تلُم أحد على شجاعته .. و كثرة تكرار الكلمات عبث و كثرة الصمت عجز .. و النفس لا تقبل القسمة علي اثنين فما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه .. و العجز هو أن يكون الفعل الوحيد الذي تملكه هو أن تسير في اتجاه أُجبرت عليه و لا تستطيع تغييره .. و قمة العجز أن يكون كل رد فعل مجزوم و علامة جزمه السكون
يا صديقي .. نفرُ من قدر الله الي قدر الله .. فالحذر لا يمنع القدر و هروبك من مدافع الواقع لا يعني سلامتك من شظاياه .. فـ لا تنسي أنك جزء من الواقع الذي تهرب من مدافعه .. و ما دُمت داخل الدائرة فأنت مُعرض لـ نفس المصير .. و الخروج منها هو الأمان لي و لك و له .. و كلٌ منّا جزء من تلك الأخطاء التي نتكلم عنها .. فـ اعقلها لما يطمئن له قلبك و لا تضيقُ به نفسك و دعها بين أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء
-
ناشط بحركة 6 أمشيرإنسان أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ..... سأظل أكتب ما أومن به حتي أبني لهذا العالم مدينة من العدل جدرانها الحروف وأعمدتها الكلمات ..... يسكنها كل شبيه لها