أمسك الفتى بالرسالة ودموعه تتساقط عليها ثم أطبقها ونظر الى الاعلى على النافذة المغلقة ثم قال بصوت عالى رزااان .

لكن لا أحد يرد ، الجميع قد غادر المنزل والان عاد المنزل اليه ركض الفتى عائدا الى منزله الجديد وقال لوالده أبى أخبرنى الان ماالذى دث ؟

قال الوالد : ماذا بك يا بنى تمهل قليلا انك لا تستطيع الحديث ادخل الى غرفتك واستريح وبعدها سنتحدث .

قال الشاب : أرجوك يا أبى لا يوجد وقت أخبرنى بسرعة .

ابتسم الاب وقال : حسنا كما تشاء أنا أعرف ما الذى يجول بخاطرك ولكن اطمئن فهى لم تذهب بعيدا .

احمر وجه الشاب خجلا وقال : لم أقصد هذا أريد أن أعرف ما الذى جعلهم يتركون البيت لنا 

نظر الوالد حوله وتأكد أن الام ليست موجودة : ثم قال له وقد ظهر على وجهه بعض القلق سأخبرك يا بنى ولكن عليك أن تتهم الوضع فقد صرت كبيرا عاقلا .

لقد أخفيت عنك بعض الامور منذ كنت صغيرا ولكن لم أكن أقصد أن أجرحك قطيا عزيزى سامحنى وعدنى بذلك .

قال الشاب وهو مندهش من هذا الحديث : أقلقتنى يا أبى أعدك هيا أخبرنى .

قال الوالد بتردد : تلك الفتاة الصغيرة التى كنت تلعب معها فى صغرك  هى ليست شخص غريب عنك .

قال الشاب : ماذا تقصد ؟

قال الوالد مكملا حديثه : فى الوقع كنت متزوجا قبل والدتك بارأة حسناء توفيت حين أنجبت هذه الفتاة ولكن بعدها أعجبت بوالدتك وتزوجتها لم تكن تعلم أن لى ابنة الى الان . 

قال الشاب بصدمة : ماذا تقول يا أبى ! لا أصدق ما يحدث تقصد أنها أختى .

قال الوالد وهو يبكى : أجل يا بنى انها أختك .

قال الشاب بعصبية : كيف تخفى مثل هذا الامر عنى لقد ...لقد..

قال الوالد : اعلم أنك أحببتها يا بنى ولكن اليوم عليك أن تحبها كأختك 

قال الشاب ومازالت الصدمة مؤثرة عليه : لماذا فعلت هذا بنا ولماذا بعدتها عنى وجعلتها تعيش مع هذا الرجل .

قال الاب : أنا لم أبعدها عنك كنت أجعل هذا الرجل يحضرها كل يوم لتلعب معك 

كنت سعيد برؤيتكما معا .

قال الشاب بعصبية : ثم ماذا لقد جعلتها تظن أن هذا هو والدها ورميتهاالى شخص غريب لا تعرفه .

قال الاب وهو يبكى :  هل تظن أننى سعيدا وهى بعيدة عنى . أنت مخطئ . كنت مضطر .

نهض الفتى من على الكرسى وقال : وما الذى يجعلك مضطرا لرمى ابنتك .

قال الاب : هذا الذى تظنه غريبا انه عمك لم يتزوج بعد ولكنه فضل أن يعتنى بها يرعاها ، أختك كانت تعانى من مرض خطير كان يدمرها يوما بعد يوم . وكنت فى هذا الوقت مريض وعاجز عن السفر بها فقد حدث لى حادث سيارة وظللت فترة جالسا فى البيت لا أستطيع الحراك وعندما يئست من المشى مجددا أعطيت الصغيرة لعمك ليرعاها . كنت قبلها تزوجت بوالدتك لتقوم برعايتكم أنتما الاثنان . كنت على وشك اخبارها بطفلتى ولكن حدثت الحادث .

اضطررت لتركها مع عمها لكى يعالج مرضها ويسافر بها لكى يتم علاجها كنت أبكى كل يوم لم أكن سعيدا .

قال الشاب وعيناه مليئتان بالدموع : وماذا عن أمى لماذا لم تخبرها ؟

قال الوالد : لان زوجتى الاولى والدة الفتاة هى أختها وعندما ولدت أختك أخبرنا الجميع أنها ماتت لان أختك  كانت فى العناية المركزة بعد ولادتها مباشرة كان لديها ضيق فى التنفس وظننا جميعا أنها لن تعيش .

وعندما خرجت من المشفى أخبرنى الطبيب بأنهاتحمل مرضا خطيرا وربما يكون سببا فى وفاتها قريبا أو بعد ذلك . لم أكن أريد أن أخبر زوجتى لان موت أختها كان له تأثيرا كبيرا عليها وان تضاعفت الصدمة عليها سأفقدها هى أيضا .

قال الشاب بحزن: وماذا عن أختى ؟ هل هى تعرف أننى أخوها .

قال الوالد : لا هى لا تعرف شيئا .

ذهب الشاب مسرعا الى غرفته وأغلق الباب عليها وجعل يصرخ بشدة ويرمى بالاشياء حوله ثم أخرج الرسالة من جيبه ونظر فيها وهو يبكى م قال : حبيبتى أين أنتى .

لكن هناك شيئا لم يكن قد لا حظه على الرسالة . كان عليها من الخلف رقم هاتف 

وعندما انتبه اليه الفتى أسرع باخراج هاتفه ورن على هذا الرقم .

ردت عليه الفتاة قائلة : الوو هل أنت محمد ؟

كان الشاب يبكى ولا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة ولا يدرى ماذا يقول 

لكنها قالت له : اذا كنت أنت رفيق طفولتى فأنا أريد أن أقول لك شيئا 

أرجوك لا تحزن أبدا تركت لك الذكريات الجميلة لكن لا أريدها أن تكون سببا فى شقائك فاجعلها سببا فى سعادتك .

عندما تتذكرنى لا تبكى وأنا كذلك لن أبكى أبدا  ..... ثم توقفت فجأة عن اللام وضعف صوتها وكان هناك صوتا لشخص يتحدث ويقول لها يكفى يابنتى أنتى مريضة الان .

فأكملت كلامها وقالت بصوت خافت وداعا يا أخى .

رد الشاب وصوته ملئ بالبكاء قائلا : أختى انتظرى حبيبتى لن أتركك ابدا ..لكن انقطعت المكالمة وهو يقول لها أن أنتى ... رزان ...رزان 

ثم جائته رسالة من مجهول تخبره بأن أخته قد توفيت .