دجن وهلوسات وجع - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دجن وهلوسات وجع

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 08 أكتوبر 2023  وآخر تعديل بتاريخ 06 نونبر 2023 .

دجن وهلوسات وجع

**هيام ضمرة**

مدَّت العتمة لسانها متهكمة من دنيا تعاند نومها، بليل جافى النوم به عيون أرهقها التفكير، يتمدد القلق مضجعاً كأنما هو يتكسر على جفاء المساء رهقا، لا يهامسه أنيس بوداد يمكن أن يناله الهوى برويٍّ الكلام، ولين عبارة مرقطة بألوان الكرى تُحاكيه، ولو انقلبت ساعات اليوم وتقلبت على جنبيها اللحظات لتمرد الليل ضاجا قلقاً، يُساءلني أين منك خبرا يقلبُ الفعل ويطويه، ليل انتابت لحظاته فوضى المفاجأة بخبر يثير هوس التردد بضمير أمين، ناويا بمدركات العقل من قاموس الهدنة والسلام أن يُلغيه،

عم العويل داوياً، انقلبت ألوان الوجوه كالح وجومها، تغور فيها مختلطة ألوان الحداد بصوت العويل، حتى ما عادت تلاوم أوجاع نفسها أو عن الواقع الذي تلقاه جفاءاً فتلغيه، انكفأت الأضواء تغادر مستقرها تميل لهذا الجانب تارة، ولجانب آخر تارة أخرى علها  من وجع يغزوه اعتام لوعة لعلها في يقين الإيمان تتمكن أن تعفيه، 

انطفأ الوهج في معالم العباد، كي يُعاد تشكيل آهات مسائي وقد شقّ الجهدُ بحالي، وتشققت على الشفاهِ آهاتي، غارت مياه السكينة غدران نفسي بأعماق ذاتي، جف نبعي وتوقف سيلي فما عاد لي ماءا جاريا، ولا ساكنتني مسيلات الوهاد كي تردفني رأفة ترطب مجرى اعتمالي علها تعيد إليه مجد مسيله حين تلاقيه.

حين انطفأت قناديل السماء برحيله عن هذا العالم المعذب، عبست بظلامها سحائب آفاق تترصد أعالي سماء، استنزلت بردا صقيعه ما عاد يُداريه، أدارت الدنيا وجهها مقضبة مقاطعة ليل السهد ودائرة الأفكار تدور حول محورها في هوى انشغالٍ يُشغل البال ويبتعد بأقاصى ناديه، يبكيني قهرا قاصداً بيقينه أن عني يُلهيه، تحسستْ الليالي بقايا ضيائها في رغبة صارمة للبحث عن دروب آمنة، على خرائط هذه الأفكار التي تشابكت، كلما أنعشتها ذكريات الماضي التفتت بعيدا عني، فلم تعد برحمتها تبالي أن تلغيه.

شعَّتْ لواحظ نفسي تناظر نفسي، فيما بفضاء الليل تخفى الغيم تعففا لألا يأتيه الليل بالهموم كي يجاريه، يُساقط مزنه فوق طين الأرض، تشكله أنامل خيالي بما يدور ببالي، فكنت قالب ثلج ذاب على هدير وجع، وعافية ذاوية تتعفر بكلمات الصمت، منجزة تماسكي على فقرات ترحالي، علها في نهاية المطاف تجامل قلبي المرهق فبالراحة تسديه.

فتدثر الزهر صباحا بالندى، ماسحا أثار أرق طال ترحاله على عتبات آهات تغالي، فتمر الليالي على وسني تترا في بهيمية العتمة، تخفي في مظانها قدري المتعالي، كفاي ترتعشان فيما تقد أوراق مسكوبات بوحي، وكأس أرقي لا تفرغه جرعات انشغالي، برد يسري بخبايا عقلي يجمد فكري عند حدود الغبن، مترجلا هذا العقل عن خيل اعتمالي،

عيناي الذابلتان تدوران في محجري وهنهما، غير عابئتين بإطلالات النوى ضاربة بجدران القلب الذاوي لسعِهِ الطفيف، تكاد ضلوعي تتكسر على جراح نفسي فتهوي من مستقرها بعلٍ نحو قاعدة اصطباري، كأنما بي فجوات هشاشة تخرق عظمي تفتته في ماء قصيدتي العتيدة، تذيبه كيما يلقاه من يَصيده، فأنا بشغاف هذا القلب الواهن ليس بي قدرة ناصح، لأنْ يُدرك أنَّ باستطاعتهِ أنْ يقشّر عنه حزنه الأليف بقطعة من ليف.

فيا قلباً أسكنته وطنا، ووطنا أسميته قلبا، أدَرتُ حُدُودَه بجنودِ نبضي، تدور بأنحائه، تهرول بأرجل اعتماد إلى ترابه، تسجل انتماءً ووفاءً، لطالما هدهدتْ أحرفُ أبجديتي وأنا أغالب سُهدي المعتاد، فأسكبُ شوقي عبيراً بحروف من حنين، بانثيال معانٍ تعبر إلى عرين مقالي دون أن تبالي، يأخذني القصيد على تسلسل وهو يتوعدني بعميق معانٍ تزيل عني كربتي، وتمنحني سناءً يضيء أركاني بأمل بُشراهُ فيض حنان وانشغال بذرى فرح ورفعة أحوال.

فيا ظلي المعهود في فكري المسكوب أطلق سراح حروف تحوي إطلاقة وجدي ونبض حسي، أصدرها فيضا كريماً في مسارات استغراق يستوفي بوحي على وزن القصيد، كأنما بي رغبة لأنْ أخرج نفسي من عنق الشِّعر في زمنِ المُحالِ ومضائِهِ العنيد.. هيهات هلوساتي تعيدُ لمسائي هدوء البال وراحة الأحوال، فتزيل عني شقاء سنين تقلباتها كانت تصفع العقل بكف الدهشة ووجع يمزق صبري في معترك عنائي، لأشهق شهقة الرحيل عن عتمة فضاءاتي إلى عوالم ارتحال يطوي العمر بغير عويل ولا تحويل. 


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 08 أكتوبر 2023  وآخر تعديل بتاريخ 06 نونبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا