اصبحت حياتنا رهينة لدى الصورة، نستمتع بتلك الالوان المتناسقة، فنصنع لنا رونقا جميلا، بل اصبحنا نجعل من كل شيء صورة، حتى أحاسيسنا ومشاعرنا عبارة عن صور، حواراتنا مع الأخرين ليست الاَّ صور، متكونة من ألوان وأشكال، نبحث عن تناسق بينها لنجعلها لوحة فنية.
نقيِّم جمال الأخرين في صورة مرسومة أمام مرآة في غرفة النوم قبل الذهاب الى الجامعة أو العمل, صورة، قد يعمل صاحبها على رسمها لساعات، من رسم الشعر، الى تلوين الوجه، تناسق الوان الملابس، حتى انه يجرب لون الصوت المناسب، موضع حركة النظرات، طريقة المشي، تناسق الحركات مع المواقف, مستوى التنفس, كل هذه المواصفات يحاول صاحب اللوحة او الصورة أن يرسمها قبل ان يضع أول خطوة على عتبة المنزل خارجا...
إنَنا لا نبتسم لأننا نريد أن نبتسم، وإنما لكي نبدأ برسم صورة لدى الأخرين تبدأ بابتسامة جذابة ونغطي عن الباقي... إننا لا ننفعل كرد فعل لسلوك معين، لكن لكي نثبت موقفا او نترك طابعا جميلا يؤثر على نظرة الأخر إلينا...
أغلب كتب التنمية البشرية وكثير من الدورات التدريبة، ينصح فيها أن تراقب ردود أفعالك، انفعالاتك، طريقة كلامك، ... وغيرها من التصرفات، لماذا ؟.. لكي تترك لدى الاخر صورة جميلة، وان لم يكن هذا لن تكون رساما جيدا !!!
-
مصطفى شرقيعلى كل حال, لم نخلق عبثاً ...