الدوامة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الدوامة

  نشر في 15 أبريل 2019 .

تآوي الي غرفتها الصغيرة. هي تطل عيناها من خلف الشرفة الزجاجية.. تلمح الصبية الصغار و هم يلعبون الكرة و قد ملئتهم الحيوية و الهمة.. و صياحهم  و شغبهم يتعالي من كل حدب و صوب..  

جذبتها اصواتهم لتفكر فيما آلت به في عنفوان الصبا.. و علو الهمة..  كانت كمثل رفيقاتها يضرب بها المثال في الربط و الجأش..  قلب صغير لروح صبية حيوية ملئ بالاحلام.. فأين آل عنفوان الصبا بعد ان ذبلت الزهرة و هشت روحها.. و سقطت الاحلام في بئر الهاوية.. 

لاذال يتابعها متواريآ خلف نافذته الزجاجية و هو يراها تذبل تدريجيآ حتي هشت و تراخت و باتت قعيدة الامراض... 

كان يدريها جيدآ قبل ان تعرف بوجوده.. يتألم لأجلها كلما بصرها تبكي في محيطها الذي اجمعته حول نفسها.. 

و هو يتمني من داخله ان يدعمها و لكن كيف السبيل اليها و هي تعرض عن الجميع.. 

سمع صوتها تلك الليلة و هي تصرخ بجنون قاده اليها دون تفكير.. كان يهوي بدرجات السلم هويآ حتي يولج اليها.. ظل يطرق باب المنزل بلا مجيب حتي كسره في النهاية ليري نقاط الدماء علي الارضية... 

بات الامر مخيفآ و سقط بقلبه ان المرأة قد اصابها مكروه.. اتجه مباشرة صوب غرفتها ليري ما هال عينيه.. 

كانت المرأة غارقة في دمائها و قد تناثر شعرها الاشعث من كل جهة بينما اثار العنف بادية علي وجهها الصغير.. 

لم يحتمل الصدمة كان يجث نبضها الهامد بلا حراك يدمع القلب و قد ذبلت الروح و غادرت قبل اللقاء.. قبل ان تدر شيئآ عن هواه و تيمه بها.. 

كان يتسائل من قلبه عمن احدث هذا بحبيبته المنحورة.. لمح بجانبها تلك الورقة المسجاة و قد نقش عليها بدم المنحورة.. - هذا جزاء من يئول الي ما ليس له من سبيل - 

لم يدر ما المقصود بتلك العبارة المخيفة التي سجاها القاتل.. لمح عيناه نوتة صغيرة خاصة بمذكرات الضحية..  اخذها خلسة و غادر الموضع و هو ينوي معرفة الحقيقة.. 

علي اضواء الشموع الخلفية يجلس و هو يقرأ المذكرات الصغيرة التي كتبت علي هيئة حلقات.. لفت باله الجزء الذي ارتبط وثيقآ بالحادث.. 

- لن يتركوني احيا لحال سبيلي سيقتلوني حتمآ...  كيف السبيل للخلاص و النجاة.. لاذلت اسمع اصوات صراخ شديد في رأسي.. رسائل تهديدهم تأتيني علي هيئات مختلفة.. تلك الخادمة التي طردتها تواطئت معهم لتضع لي السم في الطعام.. 

بت اخشي من معشر البشر.. ساطردهم جميعآ من حياتي...  

لم اخذ دوائي النفسي منذ فترة تلك العقاقير البلهاء لا فائدة منها..  الممرضة استبدلت العقار بالسم حتي تقتلني تبآ لها قد طردتها.. 

لماذا يا امي لماذا تركتي ابي و اتي لنا بتلك المعتوهه التي لم تدعها و حال شاننا حتي كيتنا باشد العذاب... 

انا اعرفه جيدآ الشاب الجالس في النافذة المجاورة اتابعه دائمآ دون ان يراني مسكين هذا الشاب بات وحيدآ بعد رحيل ابويه... 

كانت حروفها المبعثرة علي شكل حلقات و لكن هو يشعر من داخله ان بالامر ثمة ما و المرأة لم تنتحر بتاتآ.. 

كانت الممرضة تطرق باب منزله بقوة فتح لها الباب فدخلت مباشرة دون استئذان.. صرخت فيه بقوة و قد تعالت نبرات غضبها :

اين النوتة اخبرني حالا.. لقد رأيتك داخل منزلها.. 

ليس قبل ان اعرف الحقيقة..  من قتل المرأة... 

فيم ستفيدك الحقيقة ستقيد حادثة انتحار.. 

اشعر من داخلي ان بالامر ثمة ما.. 

سأخبرك الحقيقة و لكن تعطيني الامان 

هو لكي.. 

- جمانة  لم تكن مريضة هو كان يتلاعب بعقلها يعطيها سموم تدريجيآ حتي تذبل المسكينة.. كان الامر بتخطيط مسبق من زوجة الاب و ما كان لي سوي التنفيذ... 

من هو الذي تقصديه...؟ 

لم تستطع الاكمال حيث هوت في الارض و سكنت بلا حراك.. 

يكاد يجن من وراء كل تلك الاعيب.. الي ان خطر بباله يقلب في النوتة حتي لمح طرف الخيط.. 

- كنت غبية حين صدقته..  بات الحمل الوديع ذئبآ..  قتل برائتي و روحي الصغيرة بسكين غدره.. ليتني فهمت الامر من البداية..  التقيته لاول مرة في احدي الحانات...  كان سكيرآ هائجآ يقوم بضرب الجميع بسياطه.. و من ليلتها و حياتي جحيمآ و قد ارسل لي صديقته الممرضة التي دثت لي السم في الادوية.. التي اجبرني علي اخذها... 

- فهد - ذلك الوحش في صورة انسان الذي يظن الجميع دمي يلهو بها.. 

و قد نقشت الفتاة عنوان فهد الذي تبعه دون اي تفكير.. 

انفتح الباب ليجد بانتظاره كان ينظر اليه بسخرية :

ها قد جئت اخيرا اتريد ان تعرف الحقيقة قبل موتك.. 

من انت؟؟؟ 

فهد لا يقال له من انت... الجميع ينقذ لي ما اريد. كانت - جمانة - ساذجة و سارسلك اليها الان و لكن قبل الرحيل ساخدم فضولك..  اجل انا من قتلت جمانة لان تلك المعتوهه بعدما تورطت معي في الحصول علي كل ما تريد. من مال و غني رفضت الزواج بي فارسها اليها الممرضة التي حقنتها بالسم و كانت توهمها بانها مريضة..  اما زوجة الاب التي حدثتك عنها الممرضة فهي اختي و كان يجب ان انتقم لها من هذا المعتوه و ابنته..  اجل لقد كان زوج اختي يعنفها بالضرب حتي اتت تلك الليلة التي ضرب رأسها في الحائط حتي فارقت الروح من كثرة النزيف.. و كان لابد من الانتقام و لم يكن امامي الا الابنة... 

- نشكرك يا فهد علي اعترافك بالحقيقة ربما سيفيدك في تخفيف الحكم عليك.. 

ماذا... 

يخرج ظابط الشرطة من خلف الستار و هو يؤمر العساكر وضعه في الكلابشات 

لم تكن الممرضة سوي طعم لك ابتلعته بسهولة و نحن من ارسلاناها اليك عندما علمنا بنواياك.. آل الان سقوطك يا فهد لم يكن الانتقام ابدآ حلا و الا  ا لازهقت ارواح بريئة.... 





  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 15 أبريل 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا