أ/ فاطمة غايب الجعيد .

آثر الصلاة على النفس داماً عظيم ، فعندما يؤدي المؤمن صلاته بخشوع فإن ذلك يساعده على التأمل والإرتياح والذي هو أهم طريقة لمعالجة التوتر والإرهاق العصبي. كذلك الصلاة علاج ناجح للغضب والتسرع والتهور فهي تعلم الإنسان كيف يكون هادئاً وخاشعاً وخاضعاً لله عز وجل وتعلمه الصبر والتواضع. هذه الأشياء تؤثر بشكل جيد على الجهاز العصبية وعلى عمل القلب وتنظيم ضرباته وتدفق الدم فية

الصلاة هي صلة العبد بربه، فعندما يقف المؤمن بين يدي الله تعالى يشعر بعظمة الخالق تعالى ويشعر بصغر حجمه وضعفه أمام هذا الإله العظيم. هذا الشعور يساعد المؤمن على إزالة كل ما ترسب في باطنه من اكتئاب وقلق ومخاوف وانفعالات نفسية سيئة لأن جميعها يزول حينما يتذكر المؤمن أنه يقف بين يدي الله وأن الله معه ولن يتركه أبداً ما دام مخلصاً في عبادته لله عز وجل .

وبسبب أهميتها البالغة ، جاء التأكيد على أنه لا يجوز للمؤمن أن يتركها مهما كان السبب فيجوز له أن يصلي قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنبه حسب ما تسمح به الحالة الصحية له لأدائها

أيضا حينما يكون المؤمن على فراش الموت فلا يجوز له أن يترك الصلاة، فلا يوجد هنالك أجمل من أن يختم المؤمن أعماله في هذه الدنيا بركعه يتصل بها مع الله تعالى؟ بل إن أول صفة للمتقين في القرآن هي الإيمان بالغيب ثم الصلاة، يقول تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة: 2-3].

واستمعوا معي لهذا النداء الإلهي الرائع: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153]. فالصبر إذا امتزج مع الصلاة كان شفاء قوياً لأي مرض كان، إذا أداها المؤمن بخشوع تام ولم يفكر بشيء من أمور الدنيا وتفاهتها بل كان همه أن يرضي الله تعالى ويؤديها بطمئنينه وسكينه .

نسأل الله العلي العظيم أن يجعل قرة أعيننا فالصلاة وأن يرزقنا الخشوع فيها والمحافظة علية وإقامتها في أوقاتها.