" قطعآ الهروب غباء كبير لا يحسم الإنسان فيه موقفه من نفسه و لكن ماذا لو كان حتي الهروب لا ملاذ فيه!! "
نظرت خلفها للاعين التي تترصدها من كل جهة خفت الليل و ظلم القمر و سكن الناس نيامآ في مساكنهم بينما حلت 'عهد ' خارج اسوار منزلها المبهم الذي لم تعرفه الا من الليلة السابقة!
لاذلت تذكر نظرات الوداع التي لاحقتها من والديها عند استقلالها القطار هلي اسوار المحطة كان منظر وداعهم مؤلمآ و لكن اضطرت ' عهد ' الي السفر لتحصيل بعثة علمية كان القطار سيصل بها الي المدينة حيث تستطيع الذهاب الي المطار لاستقلال الطائرة...
كان التعب قد انهك قواها لذا اسرت ' عهد ' النوم في القطار حتي استيقظت علي اصوات هرج و مرج تعرض القطار لخطف عصابة ' مافيا ' لان وزير الخارجية كان مستقلا القطار معهم و قد ارادوا استهدافه!!
وجدت نفسها تسيير لا اراديآ تحت تهديد السلاح مع الخاطفين حيث اقتادوها الي منزل غريب الهيئة قديم الاثاث و هم يصرون انهم اختطفوا ' ابنة وزير الخارجية '
يبدوا ان الشبه شديد بين ' عهد ' و ابنة الوزير حتي انهم فطنوها هي و تركوها في ذلك المنزل المهجور لما سمعوا اصوات عواء الذئاب التي سمعت صوت صراخ ' عهد ' و اشتمت رائحة دمائها بعدما طعنوها في يدها مما تسبب في سيل الدماء!!
اختبئت ' عهد ' في احد زوايا المسجد حتي فرغت الذئاب من وليمتها و بقي بعض العظام المتناثرة فرحات الذئاب تسللت عهد في منتصف الليل و هي لا تدري اين تذهب!!
اوقفها ذلك الشاب ' يوسف ' الذي اشفق عليها نظر اليها متعجبآ
" ماذا تفعلي يا فتاة في ظلمة الليل "
" و ما شانك ابتعد ايها الغريب "
" لن اوءذيك يا فتاة انا ابن عمدة القرية و بامكانك النزول لدينا ضيفة في المضيفة الليلة نحن نحترم النساء و نحفظ شرفهن "
" شكرا ايها الغريب هذا لطف منك المعذرة "
" انتظري سارسل لكي ' حفصة ' اختي بامكانك المبيت معها "
تتقدم منها ' حفصة ' و هي بشوشة الوجه
" مرحبآ بكي يا ابنة العم انا ' حفصة ' و انتي "
" مرحبآ انا ' عهد ' "
" يا هلا و سلا عاشت الاسامي يا ' عهد ' سينير البهي دارنا الليلة "
" يسعدني ذلك اين الطريق شكرا يا طيبة "
" ساصطحبك معي في الهودج "
" من اين انتي يا ' عهد ' "
" من بلاد بعيدة حكايتي طويلة "
" الله يعينك يا امرأة هل انتي متزوجة "
" لا لاذلت انسة "
" سازوجك اخي ' يوسف ' هو يبحث عن عروس مثلك "
" فاجئتيني يا ' حفصة ماذا يعمل اخاكي "
" يتحضر للدكتوراة في طب الجراحة انه يمضي جل وقته في العيادة "
" رائع انا ايضآ احضر للدكتوراة يبدوا لطيفآ "
" اذن هذه علامة الموافقة "
" حفصة لا تخجليني دعيني افكر "
" سنعيدك الي بلدتك و نطلب يذكر من اباكي و بهذه تكون الاصول "
" هل وصلنا يا ' حفصة ' "
" اجل هذا القسم الخاص بالنساء و الليلة حنة ' علياء ' اختي " تعالي نحضر الحفل "
" اووه هذا لطيف يسعدني ذلك "
" انظري كم الحفل مبهج "
تقترب ' علياء ' بابتسامة من ' حفصة '
" يا هلا و سلا بكي يا ابنة العم اتعرف الانشاد "
" اجل "
" حسنآ هيا شاركينا الغناء و الرقص "
" انتم لطيفين للغاية للوهلة الاولي اشعر بالراحة انا ليضآ قادمة من بلدة ريفية "
" انتي توأم روح ' يوسف ' اذن لكي مفاجئة اغمضت عينيكي "
تغمض عينيها و تفتحها لتجد امامها سوار من الذهب و قطع من الحلي الذهبي من خواتم و سلاسل و قد تقدم منها ابيها بصحبة ' يوسف ' الذي،يلبسها الذهب ' الشبكة ' وسط رقص الجميع بعدما اتضح ان الحنة ' حنة عهد '...
تعود ' عهد ' للتذكر الليلة السابقة لسفرها الذي اخبرها ابيها بعريس قادم من الارياف المجاورة و قد رفضت من اجل البعثة العلمية الا ان ' يوسف ' رافقها في القطار دون ان تدري و عندما حدثت الخطف ظل يبحث عنها حتي وجدها صدفة في الطريق..
ابتسمت ' عهد ' ضاحكة بعد ان ادركت نضال ' يوسف ' ورائها حتي وصل اليها في النهاية لكن ا لم تفطنه كيف آسر قلبها...!
" القدر لا يمكن الهروب منه ابدآ يتبعك حيث كنت و لكن لنقص الانسان لم يدر ايما هو طريق الخير الذي اختاره الله له..
' النهاية '
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب