من فكر الأستاذ المحقق الأمة الهادية والصالحة والمستضعفة هم أصحاب المهدي
نشر في 01 ماي 2019 .
لاشك إن الكتب السماوية الإسلامية وغيرها وكذلك السنن النبوية قد أشارت بوضوح وفي أكثر من موضع الى قضية إرجاع ملك الأرض في آخر الزمان الى اصحابها المستضعفين والصالحين ومن هذه الإشارات نذكر منها ماجاء في القران الكريم في قوله تعالى :
( إن الأرض سيرثها عبادي الصالحون ) ، وكذلك أيضا في قوله تعالى :
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) ،إذن هذه القضية حتمية ولابد ان تنجز في وقتها المحتوم وإن كان هناك من لا يصدق أو يصعب على اولئك الذين شهدوا وعاشوا في ظل حكم الطواغيت الظلمة والعتاة المتجبرين قبول هذه الحقيقة بسهولة ألا وهي إن الأرض ستكون في آخر المطاف بيد عباد الله المستضعفين و الصالحين ، وهي إن كل هذه الحكومات على خلاف نواميس الخلقة وقوانين عالم الخلقة، وان ما ينسجم معها هو حكم الصالحين المؤمنين إلا إن التحليلات الفلسفية تنتهي الى إن هذه الحقيقة واقعية ووجودية ،وبناءً على هذا فإن جملة ان الارض يرثها العباد الصالحون ، قبل أن تكون وعدا إلهيا ، فأنها تعتبر قانونا تكوينيا..
ولكن ياترى من هم العباد الصالحون والمستضعفون في الأرض الذين ذكرهم القرآن واشارت لهم الأحاديث النبوية أقول وبلا أدنى شك إن الأرض لاتخلو من الهداة الصالحين والمُصلحين الحقيقيين في كل زمان ومكان الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الذين يهدون بِالْحَقِّ ويعملونَ بهِ ، حيث جاء ذكرهم في القرآن الكريم بقوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)..وهنا قد إتفق الفقهاء والمفسرون بقولهم على ان الأمة الهادية وعباد الله الصالحين والمستضعفين في الأرض هم الإمام المهدي (عليه السلام) وأصحابه ،فهم خير مثال للأُمة الهادية ..
وقد ذكر ذلك المحقق الكبير الاستاذ السيد الصرخي تحت هذا العنوان ضمن سلسلة محاضراته الدولة المارقة في زمن الظهور .. من عهد الرسول -صلى الله عليه واله وسلم_ من مقتبس لمحاضرته رقم 12 قائلا فيها : ( إن المهدي وأصحابه من أوضح وأشرف مصاديق الأمة الهادية بالحق وبه تعدل ، وهي الأمة التي تبقى على نهجها وسلوكها حتى ظهور ونزول المسيح عيسى _عليه السلام_ وامامهم المهدي فيهم فيصلي نبي الله عيسى خلفه ..) ، وذلك لإن المهدي و أصحابه في آخر الزمان يبذلون قُصارى جهودهم نصرةً للحق وعمل الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي للحد من الإنحراف و التسافُل والظُلم وسفك الدماء ، في زمنٍ يكثُر فيه النفاق و الدجل والإنحلال لِدرجة إن الأمة في آخر الزمان ترى المعروف منكرًا والْمُنكَر معروفًا، ويؤتمن الخائن ويُخوَّن الأمين ويتسلط الظالم ويقصى المظلوم وأصحاب الحق وتنتهك حرمتهم لذلك وعد الله أن يكون في آخر الزمان إنتصارا حقيقيا للمظلومين والصالحين والمستضعفين والهادين المصلحين الذين اقصوا وهمشوا وشردوا وطردوا في زمان الظلم والظالمين والمتجبرين .