قرأت منذ أيام قليلة عبر وسائل التواصل الاجتماعى عن تجارة انتشرت فى هذه الأيام

فى دولة الكويت والمغرب والإمارات ،ووجد من ضعاف العقول من يروج لها عبر

مواقع التواصل ألا وهى تجارة القمل ،بدعوى أنه يطيل الشعر حتى أدخلوا فى نفوس النساء أنه يقوم بحركة تدليك لفروة الرأس ، ثم يزدادون فى الحمق فيستخرجون شهادة صحية لهذا القمل ، وكذلك يضعون بلد المنشأ ، وكذلك لا مانع أيضاً من اختيار أشياء أخرى كلون القمل حسب لون الشعر ،ونحو ذلك مما يخدع به النساء ، .

وهذا زعم باطل بكل المقاييس، واحتيال ونصب على الناس ،وليس لذلك سند فى الطب،ولا سند من عقل أو شرع .

ثم كيف يصدق هذا الزعم من عنده شيئ من العقل ؟

لا أدرى كيف يصدق الناس مثل هذه المزاعم الباطلة ؟ ألم يعلم هؤلاء النساء اللاتى يقمن بشراء هذا القمل أنه ضياع للمال فيما لا يفيد ،وأن أمهاتهن وجداتهن قد حاربن هذا الأذى من الرأس ، وأن هذا القمل يأتى من وسخ الشخص وعفنه وقذارته .

وقد كثرت مثل هذه الأمور- تجارة الوهم - وللأسف الشديد يجرى ضعاف النفوس

وراء هذا الوهم من أجل الكسب السريع ،ثم يكتشفون فى نهاية الأمر أنهم وقعوا

لضحية نصب واحتيال من الآخرين .

وإذا نظرنا إلى الإسلام نجد أن الإسلام دين النظافة ،فقد قال عليه الصلاة والسلام إن الله جميل يجب الجمال نظيف يحب النظافة .

إن الإسلام قد حارب أيضاً تجارة الأوهام وهى التى ينتج منها النصب والاحتيال ، والخديعة ، والأشياء المضرة بالإنسان فحرم القمار والميسر وهو كل عمل

يتوصل به إلى مال الإنسان دون وجه حق عن طريق الاحتيال والخديعة .

والإسلام قد حرم على الإنسان أن يضر نفسه ويضر غيره فقال عليه الصلاة والسلام لا ضرر ولاضرار )

إذن فالإسلام يبيح للشخص حرية التجارة بشرط أن تكون نافعة ومفيدة .

وأى نفع يكون من وراء هذه التجارة . وأنا لا أرى مبرراً واحداً لهذا التصرف الأحمق

إن هذه الحشرة الخبيثة تؤذى الرأس ،وتسبب الألم فى الرأس ،وتوقع الإنسان فى حرج شديد .

ومن طرائف العرب أنه كان أحدهم يفلي كساءه فيأخذ البراغيث ،ويدع القمل، فقيل له في ذلك فقال: أبد بالفرسان ،وأكر على الرجالة..

وهذا لأن الفرسان يقفزون ، والأشبه بهم البراغيث ،أما القمل فهم يمشون يعنى راجلون

والقمل نجس ،قال ابن عبد البر أكثر فقهاء المالكية أنه لا يؤْكل طعام مات فيه شيء من قمل أو برغوث ؛ لأنهما نجسان، وهما من الحيوان الذي عيشه من دم حيوان، لا عيش لهما غير الدم،فهما نجسان . وكان سليمان بن سالم القاضي الكندي من أهل إفريقيةيقول: إن ماتت القملة في ماء طرح ولا يشرب.....

.ويكفى أن القمل كان عذاباً أرسل على بني إسرائيل،و هو أحد الآيات الخمس، قال الله تعالى: " فأرسلنا الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات ) 

 وتفصيلها أن كل عذاب يمتد أسبوعاً، وبين كل عذابين شهر. قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن إسحاق رضي الله تعالى عنهم، في تفسير هذه الآية: لما آمنت السحرة، ورجع فرعون  مغلوباً، أبى هو وقومه إلا الإقامة على الكفر والتمادي في الشر، فتابع الله عليهم الآيات وأخذهم بالسنين ونقص من الثمرات.

وأما القمل فهل هو المعروف الآن فقال أبو عبيد: هو الحمنان، وهو

ضرب من القُراد. وقال أبو زيد: البراغيث. وقال الحسن وسعيد بن جبير: دواب سود

صغار.  وقال عطاء الخراساني - رضي الله تعالى عنه- : هو القمل المعروف بإسكان الميم

روي أن موسى عليه الصلاة والسلام، مشى بعصاه إلى كثيب فى قرية من قرى

مصر تدعى عين شمس، فضربه بعصاه، فانتشر كله قملاً ، فتتبع ما بقي من

حروثهم وأشجارهم ،ونباتهم، فأكله ،ولحس الأرض، وكان يدخل بين ثوب أحدهم

وجلده فيعضه، وكان أحدهم يأكل الطعام، فيمتلئ قملاً، فلم يصابوا ببلاء كان أشد

عليهم من ذلك القمل. ، وقد انتشر عليهم ذلك حتى جاء القمل وملء شعورهم وأبشارهم، وأشفار عيونهم وحواجبهم، ولزم عيونهم وجلودهم، كأنه الجدري فمنعوا  النوم والقرار.

فصرخوا وصاحوا إلى موسى عليه السلام: إنا نتوب فادع لنا ربك يكشف عنا هذا البلاء، فدعا لهم موسى عليه السلام، فرفع الله القمل عنهم بعدما أقام عليهم سبعة أيام، من السبت إلى السبت.