صفق له الناس بشدة.. لقد كان حقاً مبدعاً..
خطي خطوات سريعة بوجهٍ غير مرتب الملامح، يتشح ببدلة سوداء كعادته، يحمل بين أنامله ورقة ممزقة الأطراف..!
الآن فقط يستطيع أن يصارحهم بحقيقة أمرة..
" لست بطلكم المنشود..أنا فقط أشبهه.."
يحرك فكه وهو ينطقها بصوت غائب..لا أحد يصدقه..الكل يصفق له.. يبدو أنه فقد ملامحه القديمة عندما استبدلها بتلك ملامح.. !
يصطدم أنثاء سيره بطفلة جميلة.. تسقط منه الورقة .. يحركها الهواء.. ترتفع تدريجاً نحو النافذة ..
تلتقطها الطفلة بمهارة ..
" يا سيدي هذه.. سقطت منك.."
يلتفت الأنيق يهبها نظرة متفحصة...
" يإلهي.. رحمك الله يا صفية.. كم هي تشبهك تلك الطفلة "
ينحني يعانقها بحب وهو يهمس :
- أنا لست هو..
تهز الفتاة رأسها ببراءة وهي تقول :
-أدري..
يبتسم وهو يقول :
- إذن أخبريهم ..
تناوله الطفلة الورقة هامسة :
- لن يصدقوني..
يبتسم لها دون أن ينطق بكلمة واحدة ثم يخترق الجموع حيث المجهول..
بغير اهتمام يلقي ورقته بعيداً لتستقر علي خشبة المسرح قبل أن ينسدل الستار بدقائق معدوة ..!
الجميع ينصرف..
تقترب الطفلة مرة ثانية تتناولها بشغف تقرأها بصوت خافت وهي تبتسم ..
: يقول مارك توين :خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد تم خداعهم !
-
إيهاب أبو سمرةكاتب رأي بساسة بوست رابط المقالات بالموقع : http://www.sasapost.com/author/ehab-abo-samra/ فازت قصتي "أحلامي الغالية " في مسابقة دار ضاد للقصة القصيرة لعام 2016م مصمم جرافيك ورسام وأهوي المونتاج وإلقاء الشعر ولي أعمال عدة بقناتي باليوتيوب . ...