عند حافة النهر اري قلبي أسيرا بين رحايا الموت ..ينفلق قلبي نصفين من الالم ..شريط عمري يبدوا انينا أمام مرايء عيناي و مسامع اذناي ..تقترب مني تلك الصبية الصغيرة تناولني علبة الدواء ..اصرخ بقوة تنهار جسدي بالكامل تعطيني الصبية مرآة صغيرة لاري وجهي هامدا بلا أي مساحيق تجميل و قد سقط كل شعري الجميل ...

اجلس علي حافة النهر و انا ابتسم ابتسامة الوداع للدنيا و ما فيها أكاد يتساقط جسدي من فرط الالم و يتهاوي من عذاب الكيماوي ..

يقترب مني شاب ذو معطف ابيض و يصحبني من كفي الي داخل المستشفي حيث للقي مصيري المجهول ...

خير يا دنيا ما بال جسدك اليوم يبدوا هزيلا للغاية ...

يااااه يا دكتور مازن لقد هزمني السرطان و هرم جسدي ...

لا اله الا الله انت في مقتبل الشباب يا دنيا توكلي علي الله و القي حمولك إليه ...

استند الي طرفي الصناعي المتحرك الذي يحمل جسدي كله ...و اتجه الي غرفتي بلا عودة .....

الالام شديدة تثقل في راسي تكاد تنفجر راسي من الالم ..القي بجسدي الي فراشي و اتواري تحت الغطاء و جسدي يندمل من الالم ...

توقظني الممرضة الشابة و هي تعلق محاليل الدواء في ذراعي تنهال الدماء بغزارة تصرخ الممرضة

الحقني يا دكتور الوريد فيه مشكلة كبيرة ...

يدخل دكتور احمد مسرعا و هو يناولني بعض الأدوية و هو ينظر لي بالم و شفقة في آن واحد ...

اليوم دكتورة ريتال سوف تقضي معها بعض الوقت اللطيف

لا يا دكتور أنا مريضة جدا و لا استطيع الحديث مع الأطباء النفسيين ..

لا دكتورة ريتال دكتورة في المسرح و ليس الطب النفسي يا حبيبتي و سنمضي وقتا لطيفا بصحبة مسرحية دان و جان

اوووه أنا أعشق فن المسرح مرحبا بها

تدخل شابة في منتصف الثلاثينات ذات وجه بشوش طابعه البراءة و تحضر معها بعض العرائس

ما رايك أن تشاركيني مسرحية دان و جان

بالتأكيد أنا أعشق المسرح ..

تقترب مني بعرايسها الجميلة تضع بعض ديكور المسرح الرائع تبدأ المسرحية

ريتال بصوت طفولي ...

اهلا بيكم في مسرحيتنا حكايات دان و جان النهاردة الحكاية بتدور في الغابة و بطلتنا دان رائحة تجيب الخبز و الجبن لجدتها و جان اختها المشاكسة هنشوف مع بعض حكايات جميلة ...

اضحك علي كم المواقف الطريفة التي أقوم لتمثيلها مع ريتال ذلك الملاك البريء ..تضحك ريتال

تشاركيني معي في حفل رعاية الموهوبين اللذي تنظمه المستشفي

اووه طبعا هذا حلم حياتي ...

يوم الحفل اقف علي المسرح و انا استند الي طرفي الصناعي ابدا في غناء الكورال الذي تدربت عليه جيدا أردد و انا اتالم بشدة ...

اليوم حبيت اقولكم أن المرض عمره ما كان حاجز انك تنجح أو توصل ....

سيقط جسدي النحيل الي حافة المسرح يجري الي الطبيب و هو يحاول إسعافي بلا امل ..يصرخ بحزن

إن لله و انا اليه راجعون ....

عند حافة النهر احلق في الهواء روحي تراقب المستشفي من بعيد و قد زال الالم و عادت ارجلي الي بعد الالام علاجي مع سرطان العظام ...و بتر قدماي ....ابتسم بهدوء لروحي السلام اري الطبيب و هو ينثر بعض الورود حيث كنت اجلس و يحمل فوق كفيه رسالة

فقط لا تدعي أن صرت أسيرة السرطان و في الجنة الملتقي .....

تسدل الستار علي مسرحية دنيا التي لم تري من الدنيا الا الالم و لاذال الصبية يئنون من الالم في انتظار من يمد إليهم يد العون ..

تمت

بقلمي