الاخطاء الاستراتيجية للشعب المصري اثناء ثورة 25 يناير - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الاخطاء الاستراتيجية للشعب المصري اثناء ثورة 25 يناير

  نشر في 27 يناير 2024 .

يحل علينا هذا الشهر الذكرى الثالثة عشر لثورة الشعب المصري المجيدة فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011 والتي تعد وفق مفهوم الثورات الثورة الشعبية الثانية للشعب المصري بعد ثورة 1919 المجيدة. لن اتكلم هنا عن اسباب ودوافع الثورة لانها معروفة للجميع وبعيدا عن استرجاع الذكريات وتسلل مشاعر الاحباط واليأس داخل النفوس فالنتائج المخيبة للآمال والطموحات التى آلت اليها اوضاع البلاد تستدعي بالضرورة الدراسة الموضوعية والتحليل الدقيق لكل التفاصيل المتعلقة بالثورة للوقوف على مواطن الخلل ومعالجتها بغية الحصول على نتائج ايجابية فى المستقبل. فدعنا يا عزيزي القارئ نسرد فى السطور التالية اهم الاخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها الشعب المصري اثناء ثورته وتسببت فى عدم تحقيق الثورة لاهدافها حتى الان :

1. الخطأ الاول والاكبر الذي ارتكبه الشعب المصر ي هو التوقيت الخاطئ للثورة، فبدلا من التحلي بالقليل من الحنكة السياسية والصبر لتمرير مشروع التوريث وتنصيب حاكم مدنى قوى عالم بدهاليز السلطة مثل جمال مبارك القادر على تفكيك دولة العسكر القائمة منذ عام 1952 بدون نقطة دم واحدة وبدون ادنى تكلفة على عاتق الشعب بدلا من ذلك قام الشعب بثورته في الوقت الخطأ وأضاع الفرصة الذهبية بل اعطى فرصة ذهبية للعسكر لتجديد شرعيتهم وتواجدهم فى الشارع.

2. الخطأ الثاني وهو لا يقل اهمية عن الاول ان الشعب والقوى المحركة للثورة لم تعد العدة ولم تمتلك رؤية واضحة لكيفية التعامل مع كل تبعات الثورة قبل القيام بها، فالتاريخ يخبرنا بأن الاعمال العشوائية والغير معد لها جيداً نادراً ما يكتب لها النجاح، دعونا نقتدي بأخوتنا المقاومين فى فلسطين ما اقدموا على تنفيذ عملية طوفان الاقصى الا بعد ان اعدوا العدة واستعدوا استعداداً لكل كبيرة وصغيرة قبل تنفيذ الهجوم ولولا ذلك التخطيط المحنك الغير متسرع لوقعت المقاومة فريسةً لتدابير العدو.

3. القبول بالمجلس العسكري مديراً للمرحلة الانتقالية هو خطأ غاية فى السذاجة فكيف يعقل ان نسلم المرحلة الانتقالية لعصابة لصوص شركاء لمبارك ووقع اختياره عليهم لتقلد المناصب الرفيعة فى الجيش ووضع ثقته فيهم لعقود هل كنا نظن انه من الممكن ان نجني من الشوك عنباً؟ فيوم قبلنا تسليم السلطة للمجلس العسكري يوم فرطنا فى ثورتنا ودماء شهدائنا بلا ثمن.

4. الهجوم على السفارة الاسرائيلية فى القاهرة هذه السقطة الغوغائية هي بمثابة كتابة شهادة الوفاة للقوى الثورية التى وضعت الشعب المصري بأكمله فى مواجهة مباشرة ضد القوة العظمى الصهيو-أمريكية وهي مواجهة غير مكافئة والشعب غير مستعد لها فكان لزاما علينا ان نضع تركيزنا وطاقاتنا فى حماية ثورتنا وعدم الزج بها وتوريطها فى عداوات هي في غني عنها. كان لابد ان نعطي صورة للعالم ان القوة الجديدة فى مصر قادرة على حفظ النظام العام ولا تشكل تهديداً للمصالح الامريكية فى المنطقة ولكننا للاسف قمنا بالعكس تماماً.

5. اختيارات خاطئة فى الانتخابات الرئاسية فبدلاً من انتخاب رئيس اسلامي فى عالم يسوده الاسلاموفوبيا وبدلاً من انتخاب رئيس عسكري من نفس المؤسسة الفاسدة التى خربت البلاد على مدى 70 عاماً كان لابد من انتخاب رئيس مدني علماني يحظي بمكانة دولية مرموقة لنجبر الجميع فى الداخل والخارج على تقبله والتعاون معه دون التآمر عليه فمن وجهة نظري المتواضعة الدكتور محمد البرادعي كان الشخص المناسب لتولي الزمام فهو تنطبق عليه جميع الشروط السابقة ويضاف لها خبرته السياسية اثناء عمله فى وزارة الخارجية زائد قيمته الرمزية كأول منادي للتغيير في مصر منذ العام 2008 حين اعلن نيته الترشح فى الانخابات الرئاسية عام 2011 ضد مبارك وتأسيسه للحركة الوطنية للتغيير كل هذا شكل تمهيداً ووقوداً للثورة.

أخيراً نؤكد ان هدفنا من كتابة هذا المقال ليس التباكي على الماضي ولكن إعداداً للمستقبل ونتوعد اعداء الثورة بيوم يأتي يتمنون فيه ان يدفنوا احياء هرباً من وجه الشعب المصري الغاضب الثائر لحقه.

ونختم مقالنا بأبيات الشعر الخالدة للشاعر ابى القاسم الشابي :

إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ              فلا بُدَّ أن يستجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ لليلِ أن ينجلي                       ولا بُدَّ للقيدِ أن ينكسرْ



   نشر في 27 يناير 2024 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا