ولاد الحاج موسى - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ولاد الحاج موسى

  نشر في 08 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

في أحد الأيام ... كان هناك عائلة تتكون من أب و أم و ابن، سعيدة غنية تعيش حياة عادية، فالأب له شركة لصناعة الملابس و الابن ملحن أما الأم فهي مربية، ذات يوم قرر الحاج أن يلد أخ أو أخت لابنه، فتكبر عائلته و لم يظن أن زوجته قد تلد خمس توائم ذكور، فوجئ بهذا الخبر حيت أنه أغمى عليه بعد الخبر، قرر أن يسميهم حسن و حسين ثم حسون فمحسين و حسام، فأقام لهم حفل الولادة، كانوا متشابهين كثيرا.

كبر الخمس ليصبحوا مراهقين، كل اختار شكله و أغانيه لارتباطهم بأخيهم الأكبر الذي كان دائما ما يحل مشاكلهم، أما أبوهم فكثير الصراخ و لا أحد منهم يسمع له إلا محسين الذي كان أضعفهم يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية القديمة و دائما ما يلبس كالمغنيين القدامى، تلك التسريحة التي عودته عليها أمه، كما أنه يتلعثم في كلامه، سلمي لدرجة أن كل إخوته يعتدون عليه، يكتب الشعر، صامت كثوم جدا، أما الثاني فهو أكبرهم حسن يحب موسيقى الشعبي و الغيوان، طريقه لبسه تختلف عن الآخرين، يلبس دائما كالصيادين، لا يعترف بالأنظمة الدراسية، يعترفون بسلطته عليهم و المخطط لعملياتهم كطريقة خروجهم ليلا، يتبعه مباشرة حسين الذي ما تجده دائما يبحث عن السهرات التي يسمونها بالكناوية " الحضرة "، يلبس تلك الألبسة المغربية التقليدية و ذو شعر طويل مضفور، أما حسون فهو ثالثهم أكثرهم وحدة، يحب الظلام، يلبس الأسود يستمع إلى موسيقى الميثال، أخير العنقود هو حسام يحب الهيب الهوب و التيكتونيك ثم كل مرة يظهر بمظهر جديد، كثير الكلام هو أحبهم عند أبويه.

عندما تدخل إلى غرفة أي أحد منهم، تجدها مليئة بصور الفنانين و أنواع موسيقاهم التي تبين ما يحبون، إلا محسين لا يعلق صورا، في كل مرة يريد الحاج موسى أن يصطحبهم إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، كل واحد كان يعتذر بطريقة، هناك من يدعي أنه ليس على وضوء و أخر يعتذر، أنا لا أصلي، ثم هناك من هو دائما يقابل المرآة فيقول سأتبعكم، و تبقى الاعتذارات حتى تصل إلى محسين فيرافق أباه، قرر الأربعة أن يؤلفوا فرقة موسيقية تجمع اتجاهاتهم الفنية و لا يهم رأي محسين، فهو من سيكتب الأغاني، بعد أن اختلفوا في اختيار نوع محدد، محسين قال لهم أنا عندي العود و جلب حسون غيثاره الالكتروني ثم حسن الذي وضع كمنجته على ركبته، حيث قال له محسين إنها توضع على الكتف، ليرد عليه الركبة لها موسيقى أجمل، فإذا بحسين أحضر ناقوسه، ثم حسام الذي قال لهم أن حاسوبه المحمول يحتوي على مجموعة من الأنغام الالكترونية، هي التي أصحت موسيقى العصر الجديدة، ذهبوا ليستشيروا أخوهم الأكبر عن الفكرة، رحب بها و قرر أن يلحن لهم الأغنية، فنسوا أنهم يحتاجون لمن يساعدهم في العزف على آلة الدرامز " الباتري".

بدأت التدريبات بالمؤسسة التعليمة التي يدرسون فيها، لاستعدادهم للأسبوع الثقافي، أنظمت إلى الفرقة فتاة جميلة تقربهم سنا و هي تجيد العزف على الدرامز، نجحت الحفلة، لكن المشكلة ليست في انتهاءها بل بإعجابهم بحنان، مرت الأيام و هم يتسابقون لإرضائها، حل يوم عيد ميلادها كلهم أنكروا أنهم سيحضرون لها هدايا، فذهبوا إلى أبيهم كل على حدا، يطلب مبلغا لكي يشتري كتبا إلا محسين الذي لم يأخذ أي مال، ذهبوا الخمس إلى دار حنان و هم يخبئون هداياهم إلا محسين ليست له هديه، كل يقدم هديته حين ينتهز الفرصة خلسة عن إخوته، اكتشف محسين أن إخوته خانوه فأحضر زهرة و اعتذر لها عن عدم إحضاره هدية كإخوته، ذهبوا الناس جميعهم إلى بيوتهم و دقت الساعة 12 ليلا ليأتي محسين أولهم فبدأ يعزف لها أغاني رومانسية و يقرأ لها الشعر، كما كان يفعل روميو بقرب نافذة جوليت، إلا أن سمع صوت أخر فاختبأ، أما حنان فرحة و مستغربة مما يحدث، و أباها يظن أن هناك حفل بجانب بيتهم، ثم أتى حسام و معه صديقه اللذان يسوقان دراجة واحدة، فصديقه عزف بشفاهه البيت بوكس لكي يغني عليه أغنية الراب، فسمع الأخير صوت أخيه الكناوي ليختبأ قرب أخيه فيبتسم الأخير مع استغراب للأصغر، فإذا بصاحب الغيثار يأتي لتصبح عدد المختبئين ثلاث، ما جعل أباها يأتي ليتفقد جيرانه من نافذتها فيلمح حسن و هو يضع كمنجته فوق ركبته و يغني لها "عندي قليب واحد"، حيث أنه ضرب ضربا مبرحا، و إخوته ضحكوا عليه، ليهرب الخمس من كلاب الحراسة.

بعد أن اكتشفوا أنهم أحبوها و تعلقوا بها، بدأ الصراع بينهم و في كل مرة كانوا يلتقوا إلا و تشاجروا، كل واحد منهم قفل على نفسه في غرفته، حتى أنهم أصبحوا يذهبوا متفرقين إلى الثانوية، ما أخاف أخوهم و في كل مرة يتكلم مع أحدهم، إلا و وجده لا يريد أن يلاقي الآخرين، جاءت معذبتهم ليذهب كل واحد فيهم على حدا، فاتفقت معهم على الوقت و مكان الملاقاة، لم يكن يدرون أنه نفس المكان، فأتى كل منهم لوحده، و إذا بها أتت و معها شخص يشبهم إلا تسريحته و لباسه مختلف، رأت فيهم ضحت ثم مسكت بيده و ذهبت، كلهم حزنوا في نفس الكرسي، فلمحوا، خمس فتيات جميلات تشبههم في ألبستهم، ضحكوا ثم عانقوا بعضهم و تبعوهن.   


  • 1

   نشر في 08 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا