لم تكن فقط الصاحب النصوح،كنت صنوي ومرآة الروح التي تمثلت أمامي أناجيها وأجادلها ،سرنا معا في طريق، أدركت فجأة منتهاه .تركتني وحيدا .بين ضلوعي تفترسني حيرة الغياب.لاأجد معناي فيما كالوه لي من أوصاف.مضيت وأسرعت الخطى بدوني.فيما وقوفك وقد خشيت اللقاء بك هنالك.لا أدري من أخاطب في نفسي ،بقاياك التي تبعثرت بداخلي ،أكتوي بنار شظاياها.
أدعو لك بالرحمة وبي شوق لأطوي سجل الذكريات.أخرجك بالقوة من صورك الراهبة بل أتركها،لاأدري ماسرك الصامت، تتفرس في لغتي الطائشة تضحك من مفرداتها ،عباراتها...لا ربما تبتسم من شطحات المؤمن على حبال السياسة ، لم تبح لي بأسرارك ،بعضها حماقات صاحبك الذي يبكي أطلالك.أعلم هذا وأخشاها رفعا للقلم في الحياة.فترى الصرح الشامخ يتهاوى طوبة طوبة ، فيكفيك منهم ما أحببهم فيك. واترك لي خيالهم أرسم فيه القصور ،الكواعب الأتراب وكوؤس الخمر... لم أعد ألمح على نواصيهم أثر السجود بل استطالت الألسن تنابزا وتكرشت البطون شراهة. وقعدوا في جلسة الصالونات هنيئين .ونسووا جلسات الذكر على الحصائر.لم تعد العيون تبصر خطاياها وتدمع لمحوها بل انغمست ملء الأذقان في أحواضها.أمسيتُ واياهم نرتع ونمرح وقليلة هي ساعات النجوى، بل صارت دقائق حول للزكاة.
غذونا قبلة للهائمين المكبين على وجوههم، يستطرقون أعتاب بركات كنا لها دليلا.نصدح جهرا ولانماري بما نراه صوابا.كيف لا وقد أضحى مالايجمع من قبل حسبة عهدنا، وقد أعددنا لها كتبة مقرنين.
وداعا، هنا أنثر على سكة افتراقنا ورودا وأمضي مع الخلان ننسج من ذكراك رمزا لا نقربه إلا لماما .نم قريرا في قبرك قد حفظنا بعض من كلامك وتناسينا الكثير منه.هوى اليم الأبيض أصدافه جواهر ملأنا بها بيت الجائعين...