حزنى الشديد .. أن أكتب اليك فلا يصلك أى معنى . وأول كلامى أننا نندم علي معاملتنا لأناس نظن أنهم لا يستحقون . وفى الأثر أن عجوزا على ضفة نهر ؛ لمح عقرباً وقد وقع في الماء يتخبط من الغرق ؟ قرر أن ينقذه و مدّ له يده فلسعه العقرب ؛ سحب يده صارخاً من الألم ؛ ولكنه مدّها ثانية لينقذه فلسعه العقرب ؛ سحب يده ثانية صارخاً من شدة الألم ؛ وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة . على مقربة منه كان يجلس رجل آخر . قال له : لم تتعظ من مرتين وهاأنت تحاول ثالثا ؟ لم يهتم لتوبيخ الرجل . ظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب . ثم مشى بأتجاهه وربت على كتفه قائلاً : من طبع العقرب أن يلسع ومن طبعي أن أُحب وأعطف ؛ أنا مخير ولست بمسير . وثانى كلامى أنك فى الحياة لديك أختيارات عدة أولها أن تمضى فيها معافرا متحديا. وليس أخرها أن تسير فيها فى موكب السائرين نياما تحركهم أيادى خفية أو معلومة من وراء ستار. وثالث كلامى أنك فى رحلتك تلك لابد لك أن تدرك أن : الصديق جزء والحبيب نبض والأخ أمان والأخت حنان والأب سند والزوجة أستقرار . أما الأم فكل هؤلاء . ورابع كلامى أنك - كما قال الخوارزمى فى معادلته الشهيرة - بأخلاقك تساوى واحدا فى الأرقام ؛ فأذا زدت جمالا يضاف لك صفرا فيصبح الرقم عشرة ؛ وأذا زدت مالا يضاف لك صفرا أخر فيصبح الرقم مائة ؛ واذا زدت حسبا ونسبا زدت صفرا ثالثا فيكون الرقم ألفا . ولكن اذا ذهب الواحد الأصلى - وهو أخلاقك - ذهبت قيمتك وصرت مجرد أصفارا . وخامس كلامى أنك قد يصادفك حب أمراة ؛ فأعلم أنها مثل لوح من الزجاج ؛ أن مسحت عليه برفق زادت لمعته ورأيت فيه بعضا من صورتك ؛ وأن كسرته صعب عليك جمع أشلائه ؛ وأن حاولت ذلك وجمعتها لتلصقها من جديد صارت عليها الندوب ؛ وفى كل مرة تمرر يديك عليها تجرح يداك . ومع ذلك أعلم مثلى أن الحب موت لذيذ ؛ وأنك أن تعلقت بأمراة تعلقا شديدا .. أذاقك الله مرالتعلق . وأخر كلامى أنك فى حياتك - قصرت أم طالت - قد تحتاج 5 دقائق فقط لتعطى للأخرين أنطباعا ماعنك ؛ ولكنك قد تحتاج عمرك كله لتغيره .